اكتشاف لوحة فسيفساء نادرة عمرها 1600 سنة تصور معركة طروادة في منزل بسوريا
3 د
عُثِر على لوحةٍ نادرة في منزلٍ في منطقة الرستن في حمص السورية تعود إلى القرن الرابع الميلادي، قُدّر عمرها بـ 1600 سنة.
يعتقد أنّ اللوحة النادرة كانت أرضية حمام في أحد المنازل في حمص، تم اكتشافها أثناء أعمال تنقيب عن لوحة أخرى وطبقات أثرية. تبلغ مساحتها أكثر من 120 متر مربع امتدت على منزلين تم استملاكهما بالتعاون مع متحف نابو في بيروت.
اللّوحة تصوّر جنودًا يونانيين قدامى وجنودًا من الأمازون قاتلوا في المعركة الملحمية، بصورٍ ملونة، كما أدرجت أسماء ملوك قاتلوا في المعركة الشهيرة.
وهو صراع أسطوري وقع بين الإغريق القدماء وشعب طروادة منذ أكثر من 2000 عام ، هو “ الأندر ” الذي تم العثور عليه على الإطلاق بسبب كيفية اكتشافه. هو سليم بشكل ملحوظ.
على الرغم من أن اللوحة النادرة التي تم العثور عليها يتجاوز عمرها الـ 1600 عام، إلّا أنّها ليست الأقدم في سوريا، لكنّها قد تكون "الأكثر اكتمالًا والأندر، وليس لدينا لوحة مشابهة”، حسب همّام سعد، مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف.
ووفقًا لما صرّح به فإنّ اللوحة لم تكشف بالكامل حتى الآن، إنما مجرّد جزءٍ منها تبلغ أبعاده (20*6)م فقط وأنّ هناك أجزاءً أخرى من اللوحة لم يكشف النقاب عنها بعد.
هذه اللوحة استثنائية نادرة على مستوى العالم كونها الأكمل التي تروي قصة حرب الأمازونات، فهي تصوّر مشهدين رئيسين، في المشهد الأول ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان.
المشهد يشير إلى قصةٍ أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة”، وتدور حول ملحمة المسيني أخيل الذي أبحر لطروادة من بلاد الإغريق لينتقم من باريس الذي قام بغواية هيلين زوجة الملك منيلاوس ملك أسبرطة ومن ثم هرب معها إلى طروادة، فقام الإغريق بتجريد حملة ضخمة للثأر بقيادة أجاممنون أخو منيلاوس، وقد هاجم جيش إمبراطور طروادة.
في المقابل، هناك تمثيل لهرقل وهو يستحوذ على الحزام السحري من ملكة الأمازونات بعد قتلها، كما ذكرت اللّوحة أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتّحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص.
على جانبٍ آخر تمثّل اللوحة آلهة الرياح، بالإضافة إلى فصول العام ورسومات اتجه جميعها مع عقارب الساعة.
وبين الدكتور سعد أن الدراسات مستمرة للوحة الجديدة المكتشفة، وعمليات التنقيب مستمرة أيضًا لكون اللوحة تمتد نحو البيت المجاور والشارع، وهذه الأعمال تجري من قبل فريق من خبراء المديرية العامة للآثار والمتاحف، مؤكدًا أنها اللوحة الأولى بالعالم التي تكتشف بهذه التفاصيل.
الرستن كانت مملكة مهمة في العصر الروماني، وقبل ذلك ذُكرت في النصوص القديمة بالقرن الرابع الميلادي، وتعرف بمملكة أرتيوزا. وسبق واُكتشف تابوتٌ أثري فيها وهو الآن موجود في المتحف الوطني بدمشق.
هذا وتزيّن الفسيفساء العديد من مواقع الآثار السورية، كالجامع الأموي في دمشق ومتحف معرة النعمان في إدلب شمال غربي سوريا، وأرضيات وجداريات مختلفة في مدينة تدمر الأثرية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.