أحافير عمرها 500 مليون عام، تكشف عن أقدم دليل على المرجاينّات!

كشفت دراسة حديثة أنّ الأحافير التي كان يُعتقد سابقاً أنّها تنتمي إلى اللّافقاريات المائيّة وتحمل مجسّات ما قبل التاريخ المسمّاة بـ "Bryozoans أو "المرجانيّات"، هي في الواقع من بقايا الأعشاب البحرية. نتائج الدراسة التي فحصت أحافير هذا المرجانيات البالغة من العمر 500 مليون عام، يعتقد أنها أقدم دليل على المرجانيات، وتقدم لنا دليلاً لفهم تطوّر المرجانيات.

تحتوي الحفريات التي دَخَلت في الدراسة والموجودة في تلال جنوبيّ الصين، على أدلة لم تُرى من قبل تشير إلى وجود أجزاء طرية، تجعل هذه الأحافير أكثر ملائَمَة للطحالب الخضراء، وتحديداً مجموعة Dasycladales أي "المتفرّعات الوبرية"، وهي رتبة من الطحالب الخضراء.

إن اكتشاف أنّ المرجانيات لم تكن موجودة خلال الانفجار الكامبري -وهو الفترة الّتي بدأت فيها الحياة على الأرض تتنوع بسرعة- يعني أنّ هذه المخلوقات ربّما لم تكن محدّدة مسبقاً بالتطوّر قبل نصف مليار سنة. يقترح الباحثون أن مجموعة الطّحالب ربما لعبت دوراً أكثر أهمية ممّا كان يعتقد سابقاً في الزيادة السّريعة في التنوّع البيولوجي في ذلك الوقت تقريباً.

يثير الافتقار إلى أحافير المرجانيات المبكّرة أسئلة حول سبب كون هذه الفئة من المخلوقات هي الوحيدة الّتي لم تظهر في واحدة من أكثر الانفجارات المفاجئة للحياة في تاريخ الكائنات الحية. قد يكون أحد التفسيرات هو أن الأشكال الأولى من المرجانيات كانت تحتوي على أجزاء أكثر نعومة، والتي لم تكن لتترك وراءها أحافير في المراحل الأولى من تطورها.

في حين أن عدداً متزايداً من أحافير الكامبري تُظهِر خصائص يمكن التوفيق بينها وبين تقارب المرجانيات، لا يمكن تفسير أي تصنيف بيقين كافٍ لتوثيق أصل ما قبل العصر الأوردوفيشي للـمرجانيات، وفقاً للباحثين.

تؤكّد نتائج الدّراسة على أهمية إعادة فحص الأحافير والنّظر في التّفسيرات البديلة لأصولها. في هذه الحالة، يتحدّى اكتشاف الباحثين فهمنا لتطور المرجانيّات ويسلط الضوء على الأهمية المحتملة للطحالب في الانفجار الكامبري.

أجرى البحث فريق من علماء الأحافير، بما في ذلك مارتن سميث من جامعة دورهام في المملكة المتحدة وزانغ شيغوانغ من جامعة يونان في الصين. تم نشر ورقتهم في المجلة العلمية Nature.