إمبراطورية الصلصة الحارة… من لاجئ فيتنامي إلى أول ملياردير أمريكي في سوق الصلصة الحارة!

نجح الفيتنامي ديفيد تران في تحويل شركته سريراتشا إلى استثمار بمليارات الدولارات وهذا خلال 45 عامًا منذ هجرته من فيتنام إلى لوس أنجلوس هربًا من الشيوعية.

ففي عام 1978 غادر ديفيد تران البالغ من العمر وقتها 33 عامًا منزله في فيتنام وهو يحمل 100 أوقية من الذهب الذي تمكّن من تهريبه في عبوات من الحليب المكثف، وكانت قيمته وقتها 20 ألف دولار أو 90 ألف دولار وفقًا لأسعار اليوم، وبعد وصوله إلى هونغ كونغ أمضى تران نحو 8 أشهر في مخيّم للاجئين ثم انتقل إلى بوسطن ومنها إلى لوس أنجلوس.

كانت بداية تران مع الصلصة الحارة منذ تجنيده في قوّات الجيش الفيتنامي عام 1975، حيث عمل طاهيًا في الجيش ولم يُحارب مُطلقًا ليبتكر وصفة صلصة حارة من الفلفل لأنه رأى أن أنواع الصلصات الموجودة تفتقر إلى النكهة، كما أنه عمل مع أخيه في زراعة الفلفل الحار بعد إنهاء خدمته العسكرية وكانت لديه خبرة في المواد الكيميائية مكنته من الحفاظ على رائحة الفلفل طازجة لفترات طويلة.

لذا بمجرد وصوله إلى لوس أنجلوس باع جزءًا من الذهب الذي نجح في تهريبه ليشتري مبنى كبيرًا على مساحة 780 متر مربع تقريبًا في الحي الصيني بالمدينة وأسس فيها شركته هوافونغ على اسم سفينة الشحن التي هرب على متنها من فيتنام، وبدأ في إنتاج صلصلة سريراتشا الحارة والتي اتخذ لها شعار الديك لأنه وُلد في عام الديك الصيني.

وبعد أقل من 4 عقود من إطلاق شركته أصبحت سريراتشا من المكونات الأساسية في واحد من كل 10 مطابخ أمريكية واحتلت المرتبة الثالثة في سوق الصلصة الحارة الأمريكية البالغ قيمته 1.5 مليار دولار ليأتي بعد تاباسكو المملوكة لعائلة ماكلهيني منذ عام 1868، وفرانكز ريدهوت والتي تعتبر جزءًا من شركة مكروميك وشركاع للتوابل الحارة.

تبلغ قيمة شركة هوا فونغ Huy Fong الآن نحو مليار دولار بناء على مبيعات وصلت إلى 131 مليون دولار في عام 2020، مما يجعل تران الملياردير الوحيد في أمريكا من الصلصة الحارة.

لم يصل تران إلى مكانته هذه بسهولة، فقد واجهته الكثير من العقبات، ومنها أن موسم الفلفل يتعرّض إلى هزات مستمرة ويتغير حجمه باستمرار وفقًا لتغير المناخ، كما واجه دعوات قضائية بشأن الرائحة المنبعثة من مصنعه فما كان منه إلا أن فتح المصنع لزيارة الجمهور للتعرف على ما يدور بالداخل لتسقط الدعاوى المدنية.

وحتى بعد النجاح المبهر ووصوله إلى كل بيت في أمريكا واجه مشكلات مع مورده الرئيسي للفلفل منذ عام 1980 أندروود رانش عام 2017، إلا أن تران نجح في تخطي هذه العقبة أيضًا.

ومع محاولات تقليد منتجه المستمرة والدخول في صراعات مع آخرين لعدم تزييف الشعار فضلًا عن محاولات السيطرة عليه لبيع شركته نجح ديفيد تران البالغ من العمر 77 عامًا في 2023 بالحفاظ على شركته ولا يهدف لبيعها على الإطلاق بل ينوي تركها لولديه ويليام البالغ من العمر 47 عاما وياسي البالغ من العمر 41 عامًا، وكل منهما يعمل في شركة والده.

فمن خلال الفلفل والثوم والخل مع استغلال خبرته في التعرف على أجود أنواع الفلفل والحفاظ عليه لأوقات طويلة بنكهة رائعة نجح مهاجر فيتنامي فقير هاربًا من تعنت السُلطات الفيتنامية مع مواطنين من أصول صينية في أن يُصبح مليارديرًا في أمريكا بأقل من 45 عامًا.