اجتاحوا السّهوب منذ حوالي 5000 عام.. اكتشاف أول راكبي الخيل في العالم في أوروبا وآسيا!
3 د
ينتمي أول راكبي الخيل في العالم إلى حضارة اليامنايا التي اجتاحت أوروبا وغرب آسيا منذ ما يقرب من 5000 عام.
كان ركوب الخيل نشاطاً شائعاً لبعض أفراد اليامنايا منذ 3000 قبل الميلاد.
قد تكون الخيول قد ساعدت في توسع الثقافات المبكرة وانتشار اللغة الهندية الأوروبية.
كشف تحليل هيكليّ جديد للمقابر في جميع أنحاء أوروبا وآسيا أنّ أوّل راكبي الخيل "الفرسان" في العالم اجتاحوا السّهوب منذ حوالي 5000 عام.
كان الفرسان القدامى جزءاً ممّا يسمى بحضارة "اليامنايا"، وهي مجموعات من الناس شبه الرُّحَّل الذين اجتاحوا أوروبا وغرب آسيا، حاملين معهم بشائر لعائلة اللّغات الهندية الأوروبية.
لذلك، قام عالم الآثار مارتن تراوتمان من جامعة هلسنكي وزملاؤه بجمع بيانات من عدّة مواقع في سهوب تمتدّ من بلغاريا إلى كازاخستان، تضمنّت تلك البيانات ستّ سمات تشخيصيّة للهياكل العظمية للفرسان، أطلقوا عليها مجتمعة اسم "متلازمة الفروسية"؛ وهي مجموعة من التغيّرات الفيزيولوجية في العمود الفقري وعظام الساق والورك، ناجمة عن الركوب المنتظم للخيول.
في الهياكل العظمية المجموعة من 39 موقعاً عبر أوروبا الشّرقية، وجد تراوتمان وزملاؤه أنّ عشرين منها على الأقلّ نصف سمات متلازمة الفروسية. حدّد الباحثون خمسة أفراد من ثقافة اليامنايا ينحدرون ممّا يُعرف الآن برومانيا وبلغاريا والمجر على أنّهم فرسان محتملون. وكتبوا في ورقتهم البحثية: "تقدم نتائجنا حجة قوية على أن ركوب الخيل كان بالفعل نشاطاً شائعاً لبعض أفراد اليامنايا منذ 3000 قبل الميلاد".
على مدى عقود، ناقش الباحثون متى تمّ تدجين الخيول؛ أي متى تمّ تربية الخيول وتعليمها على التكاثر والبقاء في الأُسَر. ففي كازاخستان مثلاً، تظهر الهياكل العظمية للخيول التي يبلغ عمرها 5000 عام تآكلاً على أسنانها يمكن أن يكون ناتجاً عن اللِّجام، بينما وجد آخرون حظائر مسيّجة محتملة. في نفس الفترة الزمنية، اِكتُشِفت ببتيدات حليب الحصان في لويحات الأسنان لأشخاص من روسيا.
الأهمّ من ذلك، يشير الانفجار الجغرافي لثقافة اليامنايا إلى أنّ الخيول ربما ساعدت كحيوانات نقل. ولكن كانت معظم الهياكل العظمية الموجودة في حالة سيئة للغاية بحيث لا يمكن تحليل متلازمة الفروسية. مع ذلك، "نعتقد أن أكثر من 30٪ من الذكور البالغين من أفراد اليامنايا كانوا يركبون بشكل متكرر" قال تراوتمان لـ Live Science في رسالة بريد إلكتروني.
على الرّغم من أنه نادراً ما يتم العثور على الهياكل العظمية المصابة بمتلازمة الفروسية، فإن التعرف عليها من قبل علماء الآثار يوفر معلومات جديدة حول ما كان عليه العيش في السهوب الشرقية منذ خمسة آلاف عام. قال تراوتمان: "في الوقت الحالي، يبدو أن ركوب الخيل كان في الغالب نشاطًا ذكورياً، وربما مرتبطًا بالرعي، وربما بدأ التدريب مبكرًا." وأكّدت بيرجيت بوهلر، عالمة الآثار بجامعة فيينا ، إنها "متحمسة لأبحاثهم". ومع ذلك، كان بوهلر، الذي درس متلازمة الفروسية ولكنه لم يشارك في هذا العمل، قلقاً بشأن قدرة الباحثين على قياس التغييرات في تجاويف الورك نظراً لضعف حالة الحفاظ على العديد من العظام. وقال: "بسبب فقد سمتين رئيسيتين، أشعر أن الحذر مطلوب في تفسير الأدلة".
أمّا شيفان ويلكين، عالم آثار الجزيئات الحيوية في معهد الطب التطوري بجامعة زيورخ، والذي لم يشارك في هذه الدراسة أيضاً، فقد أكّد على أنّ نتائج الباحثين حول اليامنايا مثيرة للاهتمام ولكنها "ليست مفاجئة بالنظر إلى التوسعات الشاسعة في العصر البرونزي المبكر". حيث كان من الصعب التوسع بسرعة كبيرة ونشر جيناتهم على مساحة شاسعة من هذا القبيل بدون الخيول.
في الختام، قدّمت الدراسة أدلّة قوية على أن ركوب الخيل كان بالفعل نشاطاً شائعاً لبعض أفراد اليامنايا منذ 3000 قبل الميلاد. تعزز النتائج أيضاً الفرضية القائلة بأن الحصان لعب دوراً أساسياً في توسع هذه المجموعة وانتشار اللغة الهندية الأوروبية.
تم وصف الاكتشاف الجديد في مقال نشر في مجلة Scientific Advances.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
