تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

العثور على أدوات حجريّة بشريّة عمرها نصف مليون عام في كهف بولنديّ!

ليلاس الماضي
ليلاس الماضي

2 د

الأدوات الحجرية الموجودة في كهف في بولندا هي من أقدم الأدوات البشرية التي اكتشفت في المنطقة، ويعود تاريخها إلى ما بين 450.000 و 550.000 سنة.

من المحتمل أن تكون الأدوات من صنع الإنسان المنقرض Homo heidelbergensis، مما يعطي نظرة ثاقبة لتكيفها مع المناخات القاسية في أوروبا الوسطى.

اكتشاف هذه الأدوات القديمة في كهف مثير للدهشة، حيث لم تكن الكهوف أفضل الأماكن للتخييم بسبب الرطوبة ودرجات الحرارة المنخفضة.


عرّف العلماء الأدوات الحجرية المكتشفة في كهف Tunel Wielki في مالوبولسكا، بولندا منذ أكثر من 50 عاماً على أنّها من أقدم الأدوات التي تمّ اكتشافها في المنطقة. يبلغ عمر الأدوات ما بين 450.000 و 550.000 سنة، ويُعتقد أنها صنعت بواسطة "إنسان الهايدلبيرغ" وهو نوع بشري منقرض يعتبر آخر سلف مشترك لإنسان نياندرتال والإنسان الحديث.

يوفّر عصر الأدوات نظرة ثاقبة حول هجرة البشر وسكنهم في أوروبا الوسطى خلال عصور ما قبل التاريخ، لا سيّما في المناخات القاسية التي تتطلب تكيفاً مادياً وثقافياً كبيراً.

قام علماء الآثار من جامعة وارسو بالتنقيب في الكهف في ستينيات القرن الماضي، وعادوا إلى الموقع مرة أخرى في عام 2016 حيث أرّخوا طبقات من المواد إلى حد أقصاه 40.000 سنة سابقة.

لم تكن النتائج مؤكّدة، لذا أعاد الفريق فتح أحد الخنادق في عام 2018، وفَحَص الطبقات المختلفة للمواد المتراكمة على مر السنين بعناية، وجمع المزيد من مواد العظام للتحليل. فوجدوا أنّ الطبقة السفلية تحتوي على عظام العديد من الأنواع التي عاشت قبل نصف مليون سنة، بما في ذلك جاكوار الأوروبي، وأسلاف دببة وذئاب منقرضة. احتوت الطبقة أيضاً على أدلة على تشذيب الصوان، بما في ذلك رقائق الصوان، و "الفراغات" التي يمكن من خلالها تشكيل الأدوات الأخرى، والنّوى التي يتم ضربها منها. كانت هناك أيضاً بعض الأدوات الجاهزة، مثل السكاكين.

وجد الفريق أنّ التقنيّة المستخدمة في قرع الصّوّان الموجودة في الكهف كانت أبسط التقنيات المستخدمة من قبل البشر القدامى، ونادراً ما كانت تستخدم كأسلوب أساسي. إذ كانت تُستخدم عادة على مواد ذات جودة رديئة أو عندما كان هناك نقص في الصوان. استخدم موقع واحد آخر فقط في إيطاليا هذه التقنية كأسلوب رئيسيّ.

يوضح عالم الآثار مالغورزاتا كوت أنه في السابق، كان هناك موقعان فقط معروفان في بولندا بهما أدوات من نفس الفترة الزمنية تقريباً. ومع ذلك، فإن القطع الأثرية لكهف Tunel Wielki مختلفة. إذ تظهر العديد من المواقع الأثرية في المنطقة أدلّة على سكن بشري قديم، لكنها كلها مواقع في الهواء الطلق، بينما يعدّ العثور على القطع الأثرية التي تعود إلى ذلك الوقت في الكهف أمر غير متوقع، حيث لم تكن الكهوف أماكن مثالية للتخييم بسبب الرطوبة وانخفاض درجة الحرارة.


ذو صلة

ومع ذلك، فإن الكهف هو ملجأ طبيعي، وهو مكان مغلق يعطي إحساساً بالأمان. وجد الفريق أيضاً أدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين بقوا هناك استخدموا النار، مما ساعد في ترويض هذه الأماكن المظلمة والرطبة.

يمكن أن يؤدي المزيد من البحث والتنقيب في الموقع إلى المزيد من الاكتشافات وتوسيع فهمنا لعصور ما قبل التاريخ البشري في أوروبا الوسطى.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة