الموت المبكر والمُفاجئ.. قد يكون تخطي الوجبات أحد أهم أسبابه!

كشفت دراسة حديثة على أن الاستمرار في تخطي وجبة أو وجبتين خلال اليوم يرفع بشدة من معدلات الوفيات المفاجئة والمبكرة الناجمة عن جميع الأسباب وخصوصًا فيما يتعلق بالأمراض القلبية الوعائية.

فيقول عالم الأوبئة يانغبو صن من جامعة تينيسي أن البحث الذي تمّ على أكثر من 24 ألف من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية فوق سن الأربعين أظهر أن من يتناول وجبة واحدة فقط خلال اليوم كان أكثر عرضة للوفاة من غيره ممن يُقسِّم الوجبات على مدار اليوم.

وبيّنت الدراسة أن تخطي وجبة الإفطار أدى إلى زيادة أمراض القلب والأوعية الدموية، في حين أدى تخطي وجبة الغداء إلى ارتفاع معدلات الوفاة الناجمة عن جميع الأسباب. بل إن الأمر يمتد لأولئك الذين تناولوا الثلاث وجبات ولكن بشكل قريب للغاية من بعضها البعض ولا يفصل بينها إلا 4 أو 5 ساعات.

وبينما لا تعترف الدراسة كثيرًا بفائدة الصيام المتقطع للجسم، إلا أنها تؤكد بشدة على أهمية إجراء وقفات منتظمة لتزويد الجسم بالوقود.

وكان الذكور والمدخنين والحاصلين على درجات تعليمية منخفضة ودخل عائلي قليل أكثر عُرضة لتخطي الوجبات الرئيسية مع الاعتماد على الوجبات الخفيفة أكثر وبالتالي استهلاك طاقة أقل بشكل عام.

ويُفسِّر عالم الأوبئة وي باو من جامعة أيوا نتائج هذه الدراسة بأن تخطي الوجبات يزيد من استهلاك الطاقة مرة واحدة ويؤدي إلى خلل في استيعاب أجسامنا للجلوكوز وبالتالي يتضرر نظام التمثيل الغذائي في الجسم.

ولكن لا يزال الأمر في حاجة إلى المزيد من الأبحاث لإيجاد رابطًا قويًا بين الوفاة المبكرة للشباب وبين تخطي الوجبات، خصوصًا أن هناك أنماط مختلفة من التغذية حول العالم بالإضافة إلى النشاط البدني وغيرها من أمور.

لذا لا تقدم الدراسة سببًا واضحًا للوفاة المبكرة للشباب ولكن ترصد بيانات بناءً على مجموعة متنوعة من الملاحظات وتحاول التعرف على علاقتها بالتمثيل الغذائي والإصابة بالأمراض المختلفة.

ووفقًا لآخر تقارير الأمم المتحدة فإن طفل أو شاب يموت كل 4.4 ثانية في عام 2021، وفي حين تتدخل أسباب أخرى في الوفاة المبكرة مثل ساعات العمل وضغوط الوقت والفقر واتباع نظام غذائي غير صحي، إلا أن فريق البحث يأمل في أن تُشجِّع الدراسة على محاولة تقليل مخاطر الوفاة المبكرة بتحديد ساعات منتظمة لتناول الطعام.