تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تأثير تروكسلر: وهم عجيب يظهر تأثيره بعد 10 ثوانٍ.. جربه بنفسك!

حنان مشقوق
حنان مشقوق

2 د

أثار أحد نماذج الخدع البصرية الكثير من الفضول لتجربته بعد انتشاره على مختلف منصات التواصل. ويقوم هذا الوهم البصري على خلفية حمراء عليها مجموعة من النقاط أو البقع رمادية اللون مرتبة لتشكل محيط دائرة، وكل ما عليك فعله هو مراقبة نقطة بيضاء مضيئة تتحرك بينها بانتظام لمدة ثلاثين ثانية إلى دقيقة، لتجد أن بعض النقاط الأخرى ستتحول تدريجيًا إلى اللون الأخضر. أما إن كنت تحدق في إشارة الصليب (+) الموجودة في منتصف الصورة في مركز النقاط المحيطة، فتجد أن النقاط المحيطة بها بدأت بالتلاشي رويدًا رويدًا.

ألا تريد تجربة ذلك؟ انظر نحو إشارة الصليب في الـ GIF، حدق.. ركز.. ولا تسمح لأي شيء كان بتشتيت بصرك. هل لاحظت ذلك؟!

الآن وبعد تجربتك لهذا الأمر، يمكننا تفسير ما جرى لك. ما حدث الآن من تلاشي واختفاء البقع الرمادية يعود إلى ظاهرة تدعى تأثير تروكسلر، الذي سمي نسبة إلى الطبيب السويسري الفيلسوف إغنار بول فيتال تروكسلر. إذ اكتشف تروكسلر في العام 1804 أن تركيز المرء لنظره بشكل حاد على بعض العناصر ضمن مجال بصره يمكن أن يسبب رؤيته للعناصر المحيطة ثابتةً رغم حركتها؛ لتبدأ بالتلاشي أو الاختفاء التدريجي بعد بعض الوقت؛ وأوضح ذلك في ورقة بحثية بعنوان "حول اختفاء أشياء معينة في مجالنا البصري". كما أكد تروكسلر في بحثه هذا، أن تركيز الشخص على حافز معين لا يتغير لفترة طويلة من الزمن، سيسبب اختفاء تفاصيل الرؤية المحيطة. وإن كانت هذه التفاصيل المحيطة ضبابية أو منخفضة التباين فإنها تتلاشى بشكل أسرع.  

ذو صلة

وينسب تروكسلر هذه الظاهرة إلى تأثير الوهم البصري على الإدراك البصري؛ موضحًا أهمية الحركات اللا إرادية للعين في تحديد المحيط. إذ يسبب تركيز البصر على نقطة معينة أو عنصر معين في مجال بصرنا على تلاشي المشهد الثابت المحيط نتيجة التكيف البصري للعصي والمخاريط والخلايا العقدية في شبكية العين مع مجال رؤية معين فقط. وهو ما يحدث مع مختلف حواسنا، فإن لم نتمكن من تجاهل صوت الساعة الموجود في الغرفة لن نستطيع التركيز على تفاصيل أخرى على سيبل المثال. مما يؤكد قدرة حواسنا على تجاهل المحفزات غير ذات الأهمية.

وعند النظر إلى تأثير تروكسلر في الصورة، سنرى أن العين ستتكيف مع الصورة الثابتة للصليب، فتطمس التفاصيل الطرفية غير المتغيرة معًا وتأخذ لون الخلفية المحيطة (وهو اللون الأحمر في مثالنا). أي يمكن القول إن الدماغ عمل على ملء المعلومات التي اعتبرها غير مهمة للمعالجة، فأغرق اللون الرمادي بالأحمر لتخفيف حدة التشتيت.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة