تحتوي على أهرامات ومنصات وجسور.. اكتشاف 1000 مستوطنة مجهولة لحضارة المايا في غواتيمالا

اكتشف جيولوجيون في شمال غواتيمالا موقعًا ضخمًا لحضارة المايا يضم أكثر من 1000 مستوطنة على مساحة 1700 كم مربع تقريبًا ويعود لفترات من 1000 إلى 250 سنة قبل الميلاد.

فعن طريق تقنية الليدار المتطورة والتي تستخدم نبضات الضوء من الليزر لقياس المسافات أو خصائص داخلية لأهداف محددة عبر الليزر تم التقاط الكثير من الصور الجوية لحوض ميرادور القديم والذي شكّل لغزًا مجهولًا للعلماء لمئات السنوات بسبب الكثافة الشديدة للأشجار هناك في تلك المنطقة المطيرة.

وبعد تحليل البيانات من عمليات المسح الجوي تمكّن الباحثون من تحديد 1000 مستوطنة لحضارة المايا القديمة مع اكتشاف جسور ومنصات ضخمة وحتى أهرامات عملاقة إلى جوار قنوات وخزانات لجمع المياه، وتعود جميعها إلى ما قبل الفترة الكلاسيكية الوسطى أو ما قبل الميلاد بنحو 1000-250 عام.

وقد أفادت الدراسة التي نُشرت في 5 ديسمبر في مجلة Ancient Mesoamerica أن هذه المنطقة لا مثيل لها إطلاقًا في نصف الكرة الغربي، وأن بيانات تقنية ليدار أدت لاكتشاف واحد من أكثر المواقع الحضارية القديمة ثراءً.

ويقول روس أنسلي مؤلف الدراسة والعالم الجيولوجي في هيوستن أن شعب المايا استقر في هذه المنطقة نظرًا للتتنوع في طبيعتها، فمن ناحية توجد مرتفعات صالحة للاستيطان، كما تضم أراضي منخفضة صالحة للزراعة، فتوفر المرتفعات الأحجار المناسبة لصناعة الأدوات وتشييد المباني، كما احتوت المنخفضات على مواد عضوية متنوعة جعلت تربتها غنية مع إمكانية زراعة المرتفعات.

وقد تم استخدام تقنية الليدار من قبل لمسح الجزء الجنوبي من حوض ميرادور عام 2015، وكانت النتيجة رسم خرائط دقيقة لمساحة 1703 كم من هذه البلاد، ليتم العودة لاستكمال مشروع ميرادور عام 2022 والذي أدى لاكتشاف عدد ضخم من الخزانات والأهرامات والمدرجات والمناطق السكنية.

ويقول مارسيلو كانوتو عالم الأنثروبولوجيا والذي لم يشارك في الدراسة أن هذه البيانات التي تم جمعها في مهمة المسح الأخيرة تعتبر من نقاط التحول العملاقة في اكتشاف منطقة غواتيمالا والعثور على حضارات مخبأة أسفل الغطاء الكثيف من الأشجار.