تلسكوب جيمس ويب الفضائي يكشف عن أولى الصّور للكون المبكّر، ويفتح أسرار الكون!

أصدر فريق العلماء أولى الصّور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد المخصص لرصد الأجسام الفلكية، وذلك في إطار برنامج COSMOS-Web الذي يستهدف رسم خريطة لأقدم بنى الكون، ويعدّ أكبر برنامج ملاحظة في العام الأوّل للتلسكوب.

احتوت الصّور على العديد من أنواع الكواكب، بما في ذلك أمثلة مذهلة على مجرّات الدوامة، وعدسات الجاذبية، ودلائل على اندماج المجرات. التُقطَت هذه الصور بواسطة كاميرا NIRCam وآلة MIRI التابعين للتلسكوب الجديد في بداية شهر يناير. وتضم مجموعة COSMOS-Web حوالي 100 عالم فلكي من جميع أنحاء العالم.

يهدف برنامج COSMOS-Web إلى رسم خريطة لأقدم الهياكل في الكون وإنشاء مسح واسع وعميق لما يصل إلى مليون مجرة. وخلال 255 ساعة من وقت المراقبة، سيقوم COSMOS-Web برسم خريطة لـ0.6 درجة مربعة من السّماء باستخدام NIRCam، وهو حوالي حجم ثلاثة أقمار كاملة، و0.2 درجة مربعة باستخدام MIRI.

ويتمثّل الهدف الرئيسيّ لمشروع COSMOS-Web في تعزيز فهمنا للعصر الحقبيّ الثّاني المعروف باسم عصر إعادة التّأيين، الذي يبلغ من العمر حوالي 200،000 إلى مليار سنة بعد الانفجار الكبير، بالإضافة إلى تحديد وتوصيف المجرّات الضّخمة في أقرب 2 مليار سنة، ودراسة كيفيّة تطوّر المادّة المظلمة مع المحتوى النجمي للمجرّات.

وقال الباحث الرئيسي في هذا البرنامج، جيهان كارتالتيب، الذي يعمل كأستاذ مشارك في مدرسة الفيزياء والفلك في معهد روتشستر للتكنولوجيا: "من المثير للغاية الحصول على أوّل بيانات من التّلسكوب لبرنامج COSMOS-Web. كلّ شيء عمل بشكل جميل والبيانات أفضل حتّى ممّا كنا نتوقع. لقد عملنا بجدّ لإنتاج صور عالية الجودة للاستخدام في تحليلنا وهذا مجرّد قطرة في بحر ما هو قادم."

يعدّ COSMOS-Web أوسع منطقة سيراقبها تلسكوب جيمس ويب الفضائي خلال العام الأول من تشغيله، ممّا يمكّن من دراسة المجرات عبر مجموعة واسعة من البيئات المحلية. تظهر الصور المأخوذة حتّى الآن تفاصيل لا تٌصدَّق عند مقارنتها بتلك التي التقطتها مرصد هابل الفضائي ومرصد سبيتزر الفضائي.

تمّ إنشاء صور تركيبيّة من ستّ صور التُقِطَها التلسكوب في الفترة من 5 إلى 6 يناير. سيلتقط التلسكوب 77 صورة آخر في أبريل ومايو، ومن المقرر التقاط 69 صورة أيضاً في ديسمبر 2023 ويناير 2024.

أشار Santosh Harish، باحث ما بعد الدكتوراه في معهد روشيستر للتكنولوجيا، إلى أنّ "تلسكوب جيمس ويب الفضائي قدّم صوراً مذهلة للغاية لهذه المنطقة حتّى أنّ المصادر تنبثق في كلّ جزء صغير من السّماء المرصودة. ومن خلال الملاحظات المبدئيّة، يمكننا الآن تمييز بعض الأجسام المُدمجة وحلّها إلى مكونات متعدّدة، وفي بعض الحالات حتّى الكشف عن تشكيل معقّد لهذه المصادر خارج المجرّات. مع هذه المراقبات الأولى، لم نمسح سوى القليل من السّطح مقارنة بما هو قادم من إنجازات هذا البرنامج العلميّ الكبير".

باختصار، فإنّ الصّور الأولى التي أُفرِجَ عنها من برنامج COSMOS-Web تعدّ بداية مثيرة لما سيأتي، وستمكّنهم من الكشف عن أبعد نقاط الكون وأكثرها غموضاً. يعتبر COSMOS-Web واحد من أكبر البرامج الفلكية في تاريخ التلسكوبات الفضائية.
مع هذه الإنجازات الجديدة، فإن المستقبل يبدو واعداً ومشرقاً، ونحن ننتظر بفارغ الصبر لمعرفة المزيد عن الكون الغامض الذي نعيش فيه.