جوجل مُتهمة بالتربح من إعلانات وُصفت بالمضللة لمكافحة الاجهاض

تعرضت شركة جوجل لاتهامات من قبل أشخاص في مجال الصحة وسياسيين وحقوقيين بسبب التربح من إعلانات وُصفت بالمضللة حيث توجِّه النساء الحوامل إلى مجموعات مناهضة للاجهاض والتي تقدم نصائح طبية كاذبة وفقًا للاتهامات لإجبار المرأة على عدم الاجهاض والحفاظ على حملها.

فكشفت صحيفة الجارديان أنه وفقًا لتحقيق أجرته الأوبزرفر فإن خدمة جوجل في بريطانيا تعرض إعلانات مستمرة وبنسبة أكبر من غيرها لما يُعرف باسم مراكز أزمات الحمل CPCs والتي تديرها منظمات مناهضة للاجهاض، وعادة ما تظهر هذه الإعلانات لمن يبحث عن كلمات مثل الإجهاض السري أو نصائح الإجهاض، أو خيارات الحوامل.

وعادة ما تمثل مراكز أزمات الحمل مصادر محايدة للمعلومات والاستشارات بحيث تقدم للمرأة الحامل الخيارات التي أمامها بشفافية ووضوح وتؤكد لها بصدق مخاطر الإجهاض أو إمكانيته، ولكن ما أثار الاستياء أن لبعض هذه المراكز أجندة خفية لمنع النساء من الوصول لخدمات الإجهاض القانونية واستخدام تكتيكات للتخويف والتلاعب العاطفي بل والمعلومات المضللة.

ومن نتائج التحقيق أن جوجل عرضت 117 إعلانًا تابعًا لمجموعات مناهضى للإجهاض مثل Life Charity وهذا من أصل 251 مستخدم يبحث عبر 40 كلمة مفتاحية عن الاجهاض، أي أن 47% من تلك الإعلانات كانت موجهة لناحية معينة وفقًا للتحقيق.

ويقتبس التقرير رأي ليزا هالغارتن من مؤسسة بروك الخيرية للصحة الجنسية للشباب والتي تؤكد فيه أن هذا نهج تسويق غير أخلاقي ويمكن أن يؤخر وصول المرأة إلى الرعاية الصحية المناسبة، وأعربت عن قلقها على الأشخاص الذين يبحثون عن دعم محايد ولكن يتم توجيههم إلى مواقع إلكترونية متحيزة تمامًا.

وفي حين تنص سياسة جوجل على منع إعلانات الخدمات أو المنتجات الخادعة أو المضللة إلا أن تقرير الأوبزرفر يتهمها بالفشل في تطبيق هذه السياسة والتربح من تلك الإعلانات وعدم القدرة على إزالتها من نظامها.

كما يُضيف تقرير الأوبزرفر اتهامات أخرى للشركة بالقيام بالأمر نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية وأنها تسمح للمجموعات المناهضة للإجهاض بالوصول سريعًا إلى النساء الحوامل وخصوصًا في المجتمع المحافظ.

وفي حين تمثل قضية الحمل غير المقصود مشكلة حقيقية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث تشكل حالات الحمل غير المقصود حوالي النصف على مستوى العالم وتتعرض الكثير من النساء للإجهاض غير القانوني لعدم التعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر، إلا أن تقرير الأوبزرفر من جهة أخرى لم يذكر توجهات بقية الإعلانات الموجهة للمستخدم الذي يبحث عن الإجهاض، فإذا كان 47% منها لمجموعات مناهضة للتخلص من الحمل، فما هي ماهية بقية الإعلانات؟