حرق 874 سيارة في فرنسا ليلة رأس السنة، والسلطات سعيدة

شهدت فرنسا انخفاضاً في عدد السيارات التي أضرمت فيها النيران ليلة رأس السنة الجديدة احتفالاً بقدوم عام 2022. بحسب وزارة الداخلية الفرنسية في بيانٍ نشره وزير الداخلية جيرالد دارمانين على تطبيق تويتر، تم إحراق 874 سيارة مع نهاية عام 2021 مقارنةً بـ 1316 سيارة تمّ إضرام النار فيها عشية رأس السنة الميلادية 2019 التي سبقت الوباء.

تعزو السلطات الفرنسية هذا التراجع إلى تواجدٍ مكثّف للشرطة قوامه 95 ألف ضابط في العاصمة باريس وفي جميع أنحاء البلاد ليلة رأس السنة الجديدة، بالإضافة إلى تواجد 32000 من رجال الإطفاء ورجال الأمن، وفق ما ذكرته وسائل الإعلام الفرنسية.
فضلاً عن القيود الصارمة المفروضة على التجمعات العامّة بسبب زيادة حركة فيروس أوميكرون. في العامّ الماضي، أدّى الحجر الصحي وإغلاق فرنسا بسبب فيروس كورونا إلى عدم وجود إحصائيات متاحة لظاهرة إضرام النيران التي حدثت في عام 2020.

تعود الظاهرة الفرنسية المتمثّلة بإشعال النار في السيارات مع بداية العام الجديد إلى فترة التسعينيات، حيث جرى إحياء هذا التقليد في المنطقة المحيطة بستراسبورغ في الجزء الشرقي من البلاد، على يدّ الشباب القاطنين ضمن الأحياء ذات الدخل المنخفض بشكل أساسي، لتنتشر تلك الظاهرة بعد ذلك كعلامة على الاحتجاجات.
قد يُعزى هذا التقليد إلى مجموعة متنوّعة من الأسباب التي تبرّر اندفاع الشباب المتمردين واستمرارهم بتلك الممارسات إلى يومنا هذا، منها الرغبة في التستّر على الأعمال الإجراميّة، فضلاً عن مطالبات التأمين الكاذبة.

يذكر أنّه خلال الاحتجاجات الحاشدة التي شملت جميع أنحاء فرنسا في خريف عام 2005، على خلفية الوعود الكاذبة بما يخصّ مشاريع الإسكان، شهدت الإحصائيات الرسميّة حرق ما يقارب 9000 سيارة خلال الإضراب السياسيّ الذي شهدته البلاد آنذاك. ليصبح حرق السيارات حدثاً سنوياً في الضواحي الفرنسيّة منذ أعمال الشغب التي شهدها ذلك العام.