ديانا أجرون تقود المخاوف الأنثوية وخيبة الآمال تجاه الأمومة في فيلم Clock.. أليست هذه الأسباب كافية للمشاهدة؟

  تتألق النجمة الأمريكية ديانا أجرون، الشهيرة بدورها في مسلسل Glee الشهير، في فيلم "Clock" الذي يصنف ضمن فئة الرعب والإثارة النفسية، والذي يشير عنوانه إلى "الساعة البيولوجية" التي تنبض في أعماق كل امرأة، تذكرهن بأنه حان الوقت لإنجاب طفل.

قامت الكاتبة والمخرجة أليكسيس جاكنو بتطوير مجموعة من القضايا الاجتماعية المثيرة للاهتمام من خلال فيلم قصير أنتجته عام 2020، وأتت بنتيجة تفوقت فيها بالعمل عليه ثم تلاه فيلمًا روائيًا، اكتشفت من خلالهما أفكارًا تتعلق بمخاوف الإناث والأمومة بشكل مميز وإلقاء الضوء على حقهن في التصرف بأجسادهن..أليست هذه الأسباب كافية للمشاهدة؟

تنطلق أحداث فيلم "Clock" في مشهد يعكس المشاعر المضطربة التي تصيب البطلة "ديانا أجرون /إيلا"، كاشفًا عن الجانب المظلم في شخصيتها المتأثر بنظرة المجتمع لها بسبب تأخر إنجابها، على الرغم من تفضيلها لذلك نظرًا لاهتمامها بالجانب المهني كمهندسة ديكور وتفوقها به بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة من حياتها.

كذلك تتعرض "إيلا" للتهكم اللفظي من النساء في المناسبات والاحتفالات الاجتماعية؛ إذ تهتمن بالحديث عن الولادة وصعوبتها ومخاطر الأمومة والتربية الإيجابية وغيرها من سلوكيات الأطفال وروتين الحياة اليومية، ومن ثمً يتجهون "بالأنظار إليها، منتقدين تفكيرها ومتساءلين بسخرية: "ماذا تفعلين حتى بدون أطفال؟".

فهي امرأة ذات الـ 37 عامًا، تعيش في حالة توتر دائم بسبب الضغوط الاجتماعية والعائلية المتعلقة بقرارها بعدم الإنجاب. فالمجتمع يعتبرها مواطنة ناقصة لعدم رغبتها في تحقيق الأمومة. بينما تبذل "إيلا" جهودًا كثيرة لتوضيح قرارها والتأكيد على حقها في اتخاذ هذا القرار، إذ تعيش حياة ممتلئة بالسعادة والتحقق الشخصي بالوصول للكثير من الإنجازات.

في المشهد التالي، نجد "إيلا" في عيادة طبيب النساء والتوليد. تتأخر قليلاً بينما تنتظر دورها، تشعر بالتوتر والخوف من الأدوات الطبية الموجودة في العيادة. خلال هذه الزيارة، نكتشف بعض المعلومات الهامة حول إيلا، حيث يتضح أن زوجها "جاي علي/ أيدان" طبيب.

وقد أحالها إلى هذه الطبيبة لأنها تعتبر أفضل طبيبة نسائية في المنطقة، ورغم ذلك، فإن طريقة تعاملها مع المرضى تبدو ضعيفة نسبيًا، ويمكن أن تكون أكثر تعاطفًا وحنونًا. تتعرف الدكتورة على تاريخها الطبي الشخصي، حيث يفيد بأن والدتها توفيت بسبب سرطان الثدي، ومن الناحية الجينية، يُعتبر هذا العمر إنجابيًا من الناحية النسائية. فتسألها الطبيبة عما إذا كانت ترغب في الإنجاب.

"بالطبع لا،" تُجيب "إيلا"، مُضيفةً أنها لا تشعر بوجود "ساعة بيولوجية" لديها. وفي هذا السياق، ترد الطبيبة بكلامها اللاذع قائلة: "جميع النساء لديهن ساعة بيولوجية. ربما ساعتك معطلة." هنا تتصاعد حدة التوتر. فالأطباء لا ينبغي أن يصفوا أحدًا بحدة وسوء، بل يجب أن يكونوا أشخاصًا لطفاء وليسوا متعجرفين. تختتم الطبيبة بإعطاء "إيلا" معلومات لكيفية علاجها ومن ثمً تغادر المكان.

تنقلنا المشاهد بعد ذلك للتعرف إلى والد "إيلا" الذي يُدعى "جوزيف/سول روبينيك” إذ يكشف عن مخاوفه تجاه قرارات ابنته بعدم الإنجاب؛ خاصة وإنه دومًا ما يذكر في أحاديثه حرصه على سلالة العائلة؛ حيث يشتد اهتمامه بتاريخ العائلة اليهودية والأنساب وما إلى ذلك.وبالفعل، يتضح من مناقشاتهم أن سلفهم يعود إلى آلاف السنين.

تقرر "إيلا" خوض التجربة وسط ضغوطات الأهل والمجتمع، ومع تصاعد الأحداث يصطحبنا إلى غموض متصاعد حول مصيرها، تزداد الشكوك بشأن صحة العيادة وعلاجها، وتتصاعد الأحداث المرعبة وتزيد الرؤى المشوشة التي تعاني منها. يثير ذلك تساؤلات حول حقيقة ما يحدث في العيادة وما إلى ذلك.

 يُظهر فيلم "Clock" ببراعة قضايا مختلفة تتعلق بالمخاوف الأنثوية وحق النساء في تحقيق الاستقلالية. يتناول بجرأة قضية قرار المرأة بعدم الإنجاب وتعرضها للضغوط الاجتماعية والعائلية لهذا القرار. يعكس الفيلم أيضًا الشعور بالخوف والضغط النفسي الذي يمكن أن يعانيه الفرد نتيجة لتوقعات المجتمع والأسرة.. الاَن لن نحرق الأحداث المرعبة المتبقية، عليك بالمشاهدة وحدثنا عن رأيك في هذه الدراما النفسية المثيرة!