ضعف التواصل، وتحديداً الازدراء، هو السبب الرئيسي لفشل العلاقات العاطفية، وفقاً لبحث أجراه علماء النفس

علم النفس وعلم الجنس هما العلمان اللّذان درسا العلاقات لأكثر من 50 عاماً، ووجدوا أنّ "الاتصال غير الجيّد" هو السبب الرئيسي وراء فشل معظم العلاقات. تمّ التعرّف على السلوك المزعج تجاه الشريك باعتباره أكبر مؤشر لفشل العلاقة، وذلك وفقاً لدراسات أجراها الدكتور جون غوتمان، عالم النفس.

كشفت دراسة الدكتور غوتمان، التي شملت 40.000 زوج، أنّ هناك أربعة أنواع من مشاكل التّواصل داخل العلاقات: الازدراء: وتعني التعبير عن عدم الاحترام للشريك كالشتائم والسخرية، الانتقاد: أي مهاجمة شخصية الشريك، الدفاع: وتعني الحماية من النقد عن طريق استعمال الأعذار، ورابعاً الإهمال: تجاهل التواصل مع الشريك.

من بين تلك الأربعة، يعتبر الازدراء أكبر مؤشّر على فشل العلاقة. فالازدراء أكثر من مجرّد قول شيء سلبي أو انتقاد، بل يبدو عندما يدّعي أحد الشركاء أنّه يتفوق على شريكه في الذّكاء والأخلاق، وكإنسان، فيجعل من الشركاء منافسين لبعضهم البعض، وبالتالي يشعر أحدهم بعدم الجدارة والحب، ممّا يؤدي إلى انهيار العلاقة أخيراً.

تشير الأبحاث إلى أنّ الأشخاص الذين يستخدمون الازدراء في تواصلهم لديهم معدلات أعلى من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأمراض الأخرى مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

يمكن للأفراد تجنب التواصل الازدرائي عن طريق تحديد ومشاركة المشاعر السلبيّة، وذلك باستخدام طريقتين:

من الطبيعي ألّا يدرك شريكك شعورك إن لم تخرجه من داخلك. ولذلك من المفضّل إتّباع خطوات إيجابية في إخراج المشاعر مثل:

حدّد ما تشعر به أولاً: كشعورك بالضيق لتمضية شريكك الوقت بعيداً عنك. ثمّ أضف طلباً: الطلب من الشريك إخبارك بخططه في تمضية الوقت. وأخيراً ادعُ شريكك إلى الحوار: اسأله عن رأيه في كلامك.

يوصى أيضاً بإنشاء ثقافة تقدير عن طريق تتبّع أنماط التّواصل، وملاحظة عدد مرّات التّفاعلات السلبيّة (كالإزعاج، الانتقاد، التجاهل....) مقابل التّفاعلات الإيجابية (كالثناء، التعبير عن الامتنان...). ومن الأهميّة بمكان الحفاظ على تفوّق البيانات الإيجابية على السلبية في الحديث بمعدل خمسة إيجابيات لكل سلبية، وهي النسبة السحرية للعلاقة الناجحة.

وباختصار، فإنّ نتائج الأبحاث تُظهِر أن التواصل هو جزء حيوي من أي علاقة ناجحة. ويمكن لتجنب السلوك الازدرائي وبدلاً من ذلك خلق ثقافة التقدير أن يساعد الأزواج على تعزيز علاقتهما.