ظافر العابدين: استعنت بطبيب نفسي واقتبست فيلم غدوة من معاناة شقيقي مع القضية التونسية!

بعد رفض المسؤولون مشاركته في "أيام قرطاج السينمائي" بتونس، استقبل مهرجان القاهرة السينمائي بمصر، العرض الأول العالمي لفيلم "غدوة" من قصة وبطولة وإنتاج وإخراج ظافر العابدين، الذي حضرته "أراجيك فن" وسط حضور نخبة كبيرة من النجوم والصحافة والإعلام.

نال الفيلم التونسي المشارك في برنامج المسابقات الرسمية، إشادات على المستوى الجماهيري والنقدي، بحسب ما يلقي الضوء على قضية سياسية في إطار درامي اجتماعي، يدور حول المحامي "حبيب" الذي ازدادت عليه هموم وطنه إلى أن أصبح مريضًا نفسيًا وعقليًا بالفصام والهلاوس التي باتت عائقًا بينه وذاته وواقعه المُعاش مع ابنه.

يكشف ظافر العابدين في حوار مطول أجراه بالدورة الـ 43 للمهرجان الدولي لهذا العام، أن قصة فيلم غدوة اقتبسها من معاناة حقيقية، عايشها شقيقه "حاتم" خلال سنوات الدكتاتورية بتونس في أعقاب ثورة 14 جانفي 2011، حيث طلب عشرات الاَلاف من ضحايا الأنظمة السابقة، الذين تعرضوا إلى انتهاكات جسيمة كالقتل والتعذيب والاغتصاب والفساد المالي إنصافهم وما لم يحدث شيئًا ملموسًا.

تساؤولات عديدة تُطرح وسط الأحداث وهي ذاتها التي تحفز العقل على التفكير والتطرق لنهايات متعددة؛ وعما إذا كان هناك نهاية أخرى خاصة بانتحار البطل تم طرحها وتم تغييرها لنهاية أكثر إيجابية وتفاؤلاً بالمستقبل، ينفي ظافر العابدين هذا التوجه، مؤكدًا أن النهاية الموضوعة بـ "غدوة" نفسها المتفق عليها من البداية.

ويقول: "معاناة البطل اليومية كانت مكتوبة من البداية في السيناريو، وصعوده على سطح العمارة مشتتًا كانت ضمن هذه المعاناة المحسوبة، لكن الحياة كلها اختيارات وبحسب قراراته بيوصل بالنهاية، لكنه دومًا يغلب عليه طبعه أنه شخص إيجابي ولا يمل المحاولات"، لافتًا إلى أنه فعليًا استعان بدكتور نفسي لتجسيد أعراض المرض صحيحًا على الشاشة.

في عمله الأول كمخرج يختار ظافر العابدين دراما سياسية، تمتزج بأجواء من التشويق مما يجعله ينجح بسهولة في جذب المشاهد طوال مدة الفيلم، كما يمرر من خلال أسلوب السرد الذي نتابع فيه علاقة "حبيب" وابنه المراهق "أحمد"، الفكرة الرئيسية بسلاسة دون الوقوع في فخ صناعة فيلم سياسي جاف. بجانب خطوته الأولى المهمة كمخرج، يقدم ظافر العابدين نفسه ممثلاً في دور مختلف عليه، قد يصبح علامة فارقة في مسيرته.

وعن تغيير جلده من الأدوار الرومانسية للأدوار النفسية الصعبة المركبة، يوضح أنه لا يستطيع وصف مشهد معين بـ "أصعب مشهد" نتيجة للمجهود المبذول بكافة المشاهد، كما وجهت "أراجيك فن" السؤال للنجم التونسي، وعما إذا كان الإنتاج منحه فرصة تقديم نفسه بصورة مختلفة عما اعتاده جمهوره العربي من أعماله السابقة سينمائيًا ودرميًا.

يقول ظافر العابدين إن خوضه تجربة الإنتاج منحته الفرصة أن يقدم دورًا دراميًا كان يحلم بتقديمه على الشاشة، لافتًا إلى أنها تطلب مسئوليات تحمل كل تفاصيل العمل كمشروع متكامل، لا يركز فقط على رغباتك كممثل فحسب ولكن فريق العمل كله وتوظيفه لتوصيل الفكرة دراميًا جيدًا.

وعن جولة فيلم "غدوة" ما بين صالات العرض بالدور العربية، يوضح "العابدين" أن هناك نية وخطة لعرض الفيلم بدور عرض السينما التجارية بمصر ومختلف البلدان العربية خلال الأيام القليلة المقبلة، معربًا عن سعادته الكبيرة بفرصه التفاعل مع الجمهور والصدى الواسع الذي حققه الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي.

وفي سياق متواصل، يلفت إلى أنه وفريق عمل فيلم "غدوة" يخططون لطرحه بإحدى المنصات الرقمية الشهيرة بعد انتهاء عرضه بالسينمات، على أن تتوفر مشاهدته لشرائح مختلفة من جمهور الوطن العربي بأي مكان وزمن يحتاج المشاهد مشاهدته به.