تريند 🔥

🤖 AI

“كليوباترا” بين الإنتاج الفني الأجنبي والعربي..مَن الرابح في الدراما والسينما؟

"كليوباترا" بين الإنتاج الفني الغربي والعربي..مَن الرابح في الدراما والسينما؟
عبد الرحمن توفيق
عبد الرحمن توفيق

4 د

لا تزال أصداء إنتاج شبكة "نتفليكس" مسلسلًا وثائقيًا قصيرًا عن حياة الملكة الفرعونية ذات الأصول المصرية اليونانية مستمرة، خاصة بسبب الأخطاء التاريخية الفادحة المتعلقة بأصول الملكة العظيمة التي تحاول المنصة تحريفها لصالح جماعة الأفروسنتريك الأمريكية التي تحاول سرقة التاريخ المصري الفرعوني لنفسها.

وقد أعلنت قناة الوثائقية المصرية؛ أول فضائية متخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية وإذاعتها، عن إنتاج فيلم وثائقي عن الملكة كليوباترا السابعة Cleopatra VII، ابنة بطليموس الثاني عشر، وبالفعل ترددت الأقوايل بأن هناك جلسات عمل حاليًا تقوم بها القناة مع الخبراء في التاريخ والآثار المصرية القديمة، ولعل هذا الإعلان جاء دفاعًا عن محاولة تزييف التاريخ المصري، وهو مجهود يجب أن نثمّنه، لكن هُنا تكمن التساؤلات؛ أين كان هذا المجهود قبل مسلسل "نتفليكس" المزمع عرضه قريبًا؟

فيديو يوتيوب

فالتاريخ المصري القديم قد عانى –وما زال- من التجاهل الكبير سواء عبر الأفلام الوثائقية أو التعليم المدرسي، وقد تم تلخصيه في مجرد تواريخ وإنجازات فقط دون أن نعرف صورة حقيقية وملموسة عن حياة أجدادنا الفراعنة الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة قبل آلاف السنين، فلا نجد في الدراما المصرية أعمالًا تجسد التاريخ الفرعوني بصورة حقيقية.

وحتى الديانة المصرية القديمة والأساطير المصرية القديمة التي شابها الكثير من التحريف عبر الأعمال الفنية الغربية وليس فقط كليوباترا، فأين نحن من هذا الإنتاج الغربي الكثيف عن تاريخنا؟

فقد تم تناول التاريخ الفرعوني في أعمال سينمائية ودرامية عالمية، وقد نالت هوليوود بالتأكيد النصيب الأكبر بأفلام مثل The Mummy المنتج عام 1999 من بطولة الممثل الأمريكي الشهير الحاصل على الأوسكار مؤخرًا برندان فريزر.

 ومن قبله فيلم Raiders of the Lost Ark المنتج عام 1981 من بطولة النجم العالمي هاريسون فورد، ولعل أحدث هذه الأعمال التي تناولت التاريخ الفرعوني هو مسلسل Moon Knight المنتج عام 2022 من بطولة النجم أوسكار إيزاك وإخراج  المصري محمد دياب.

فكل هذه الأعمال قد تناولت التاريخ المصري الفرعوني بشكل خيالي وهو أمر محبب وجميل للمشاهدين، لكنها قد تضمنت الكثير من الأخطاء حول الطريقة التي يعيش بها الناس في مصر، وثقافة هذا الشعب صاحب هذا البلد الأمين.

 فقد تم تناول التاريخ الفرعوني بعيدًا عن مصريته، وتم تجنب أي معلومات حقيقية عن الشعب المصري صاحب هذا البلد وهذه الحضارة، ولعل أقلها تحريفًا لحياة الشعب المصري هو مسلسل Moon Knight بسبب مشاركة المخرج المصري فيه وهو إنجاز حقيقي، لكن لماذا لا ننتج في مصر شيئًا مماثلاً لنحكي تاريخنا بلساننا نحن؟


اهتمام السينما العالمية بـ "كليوباترا" بعيدًا عن "نفرتيتي" و"حتشبسوت"

لكن السؤال هو لماذا كليوباترا بالذات هذه المرة؟ والحقيقة أن السؤال يجيب عن نفسه؛ فالسر هو قصة كليوباترا نفسها وذيوعها بشكل عالمي، فعلى الرغم من قلة إنجازات كليوباترا في حكمها لمصر إلا أن قصتها تمتاز بجوانب من الرومانسية الخالصة وهو الأمر الذي يخلب ذهن كل صناع الفن، إضافة إلى الصراع الحقيقي في حياتها، سواء الصراع العسكري أو الصراع النفسي.

وأيضا لأن القصة تربط اثنتين من أعظم حضارات العالم القديم وهما الحضارة الرومانية والحضارة المصرية القديمة، ولا ننسى الطريقة الرومانسية التي انتهت بها حياة الملكة كليوباترا بعد هزيمتها مع حبيبها أنطونيو لتصبح قصة حبهما خالدة عبر التاريخ، ولعل هذه العوامل هي التي دعت صناع السينما العالمية لتبني هذه القصة بالذات وتقديمها للمشاهد الغربي.

فالأمر ليس كما تدعي نتفليكس بأنها تقدم نموذجًا لحكم سيدة مصرية غيرت حياتها مجرى التاريخ، بل الأمر يرجع لعامل الشهرة الذي تتمتع به قصة كليوباترا، فقد أرادت جماعة الأفروسنتريك سرقة القصة المصرية الأشهر، فلو كانوا أصحاب قضية حقيقية لتناولوا بالذكر قصة حياة الملكة "نفرتيتي" أو حتى الملكة المصرية "حتشبسوت" اللتين تتمتع سيرتهما التاريخية بالعديد من المنجزات والانتصارات.


الملكة كليوباترا في السينما، نجمات عالميات وغياب مصري؟

ولعل أشهر تناول لقصة الملكة كليوباترا كان في فيلم Cleopatra والمنتج عام 1963، وهو من بطولة النجمة العالمية الشهيرة والجميلة إليزابيث تايلور، وأيضًا تم تناولها في السينما الأوروبية عن طريق الفيلم الفرنسي الإيطالي المشترك Asterix & Obelix: Mission Cleopatra المنتج عام 2002.

ذو صلة

وجسدت دور كليوباترا في فيلم المغامرة الكوميدي الشهير النجمة الإيطالية الأجمل مونيكا بيلوتشي، وبهذا تكون شخصية كليوباترا قد تم تجسيدها بأجمل وأشهر فنانة إيطالية في زمانها وأجمل فنانة أمريكية في زمانها تعبيرًا عن جمال هذه الملكة التي خطفت قلب المحارب الروماني أنطونيو، وعلى الرغم من هذا فإن دور الملكة كليوباترا هو إضافة للفنانة التي تقدمه وليس العكس.

لتأتي الآن نتفليكس لتقدمها لنا بصورة مغايرة تمامًا عن طريق نجمة سمراء مغمورة لم يعرف أحد اسمها إلا لأنها اقترنت بتأدية هذا الدور المزيف، ولا أقصد هنا أنها ليست نجمة جميلة أو شيئًا من هذا القبيل، ولكنها لم تقم أبدًا بدور فني شهير أو أداء تمثيلي يشفع لها لتقدم مشهدًا واحدًا في عمل يجسد شخصية كليوباترا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة