“مطالبات بمنع عرضه”.. القضاء التونسي يحسم الجدل حول مسلسل فلّوجة في رمضان!

حالة من الاستياء والغضب اجتاحت المجتمع التونسي عقب انطلاق عرض مسلسل " فلّوجة" ضمن الماراثون الرمضاني الحالي؛ إذ طالب الكثيرون بوقف عرضه بسبب مشاهده الفجة التي تضرب الأخلاق والتربية.

بينما رأى البعض أن هذا المسلسل التونسي المقتبس من مسلسل نتفليكس الشهير "النخبة" (Élite)، يعد بمثابة نسخة مشوهة منه وليست على نفس المستوى؛ في إطار الاستسهال وتقليد الأعمال الأجنبية والغربية ذات الشهرة.

جاء رأي القاضي عمر وسلاتي، من ضمن رموز المجتمع العربي الذين حرصوا على التعبير عن استياءهم من خلال حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ ناشرًا محذرًا من عدم ملائمة مسلسل "فلّوجة" للمشاهدة العائلية.

ويعلق "وسلاتي" كاتبًا: " يجب على قناة الحوار التونسي تحذير المشاهدين، وأولياء الأمور ومنع الأطفال من متابعة مسلسل فلوجة، الذي تنتجه لما يتضمنه من تصرفات خطرة جدًا على المتابعين من الأطفال والمراهقين ووضع الإشارة اللازمة لذلك".

كما علقت نقابة قوات الأمن الداخلي، من خلال صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، مطالبة من خلاله النيابة العمومية بالتدخل وفتح تحقيق، معبرة عن استيائها من "فلوجة"، وكيفية معالجة حياة رجل الأمن دراميًا واعتبار حياته المهنية سببًا في جعل ابنه مجرمًا، واصفة: "عيب كبير في حق البلاد".

بينما رفع المحاميان صابر بن عمار وحسن عز الدين الدياب، دعوى قضائية لوقف عرض "فلوجة"، والتي تنص على أن "استمرار العرض يعكس حالة خطرة على القيم العربية والدينية، في مخالفة صريحة لمجلة حماية الطفل"، مضيفين بأنه "منهج لتدمير الأسرة التونسية".

ووسط إثارة الجدل بتونس وانتقادات المعارضين وظهور اَخرين مؤيدين لحرية التعبير والرأي، رفضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس، يوم الاثنين الماضي، دعوى إيقاف بث "فلوجة" الذي يحمل توقيع سوسن الجمني كمؤلفة ومخرجة المسلسل، على أن يستمر عرضه خلال شهر رمضان الفضيل.

"فلوجة" دراما تدور أحداثها حول الخلل في علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم المراهقين، والحياة الموازية لتلاميذ المعاهد الثانوية والمؤسسات التعليمية بعيدًا عن إشراف عائلاتهم والتي تطغى عليها المخدرات، والعنف والعلاقات العاطفية غير المتوازنة.

"فلوجة" المسلسل التونسي من بطولة ريم الرياحي، ومحمد مراد، ومحمد علي بن جمعة، ونعيمة الجاني، وسارة التونسي، وفارس عبد الدائم، ونسيم بورقيبة.