مفاجأة علمية: الفقراء أذكى من الأغنياء، بحسب دراسة جديدة!

تعاون باحثون من عدّة جامعات أوروبية لدراسة العلاقة بين القدرة المعرفية والدخل. إذ قاموا بتحليل بيانات من 59387 رجلاً سويدياً يبلغون من العمر 40 عاماً تقريباً، والذين أكملوا اختبار التجنيد العسكري الإلزامي في سن 18 أو 19 واستخدموا 11 عاماً من بيانات سوق العمل لمقارنة نتائج اختباراتهم مع رواتبهم ومكانتهم الوظيفية.

وجدت الدّراسة أنّه على الرغم من وجود علاقة بين الذكاء والدخل، إلّا أنّها تصل فقط إلى حوالي 60 ألف يورو (64 ألف دولار) سنوياً. أبعد من هذا المستوى، لم يكن هناك سوى مستوى متواضع من الانحراف المعياري +1 في القدرة المعرفية. حتّى أنّ أعلى واحد في المائة سجّلوا درجات أسوأ قليلاً في القدرة المعرفية من أولئك في طبقات الدخل التي تقع أسفلهم مباشرة.

لاحظ الباحثون أنّ عوامل أخرى، مثل الخلفيّة الاجتماعية والاقتصادية، والثقافة، وسمات الشّخصيّة، والحظ، قد تفسّر أيضاً كيف نجح أصحاب الدّخل المرتفع. ووجدت الدراسة أيضاً استقراراً مشابهاً ولكنّه أقل وضوحاً في القدرات لدى أولئك الذين يتمتعون بمكانة مهنية عالية، مثل القضاة والمحامين والأساتذة والأطباء، وأنّ المزيد من المكانة لا يعني زيادة الدخل.

يقترح الباحثون أنّه على الرّغم من أنّ الذّكاء قد يلعب دوراً في كسب المال في البداية، إلّا أنّه لا يلعب دوراً مهماً في جني الأموال الكبيرة.

تساهم الدراسة في المناقشات حول تزايد عدم المساواة، وتتحدّى الدّفاع عن أصحاب الدخل المرتفع على أساس الجدارة الفائقة المستمدّة من نجاحهم في سوق العمل باستخدام حجج رأس المال البشري.

خلص الباحثون إلى أنّه لا يوجد دليل على أنّ أولئك الذين يشغلون وظائف عليا ويحصلون على أجور غير عادية يستحقون أكثر من أولئك الذين لا يتقاضون سوى نصف هذه الأجور عندما يتعلّق الأمر ببعد مهم من الجدارة أو القدرة المعرفية.

في حين أنّ حجم عينة الدراسة كبير، إلّا أنّها محدودة من حيث الجنسيّة والجنس. يقرّ الباحثون بهذا القيد ويدعون إلى مزيد من البحث الذي يشمل جميع أفراد المجتمع.