هل أصبح التلاعب بالوقت أمراً حقيقياً؟ دراسة جديدة توضح كيفية عكس الوقت في عالم الكم!

استطاع فريق من العلماء في الأكاديمية النمساوية للعلوم وجامعة فيينا اكتشاف طريقة جديدة ومدهشة للتّلاعب بالوقت في النظام الكمّي، باستخدام خصائصالجسيمات الكمومية غير العاديّة المعروفة باسم الكيوبتات، حيث نجحوا في تسريع وإبطاء وحتى عكس الساعة في نظام معين!

يمكن للجسيمات الكمومية أن توجد تقنيّاً في أكثر من حالة في وقت واحد، وهي ظاهرة تسمى "التشابك الكمومي"، والتي لا تتبع القوانين المألوفة للفيزياء الكلاسيكيّة.

ونشر الفريق سلسلة من ستّ أوراق بحثية تفصّل النتائج التي توصلوا إليها، حيث أظهروا قدرتهم على إثبات استخدام "بروتوكول الإرجاع" لإعادة إلكترون إلى حالة سابقة، ولإعادة الفوتون إلى حالته الأصلية قبل المرور عبر بلورة باستخدام مفتاح كمومي. شبّه الباحثون العملية بإرجاع "فيلم" وإعادة تقديمه بسرعة باستخدام جهاز التحكم عن بعد.

في حين أن احتمالية التلاعب بالوقت أمر مثير، إلا أن توسيع نطاق التقنية قد يكون صعباً، إن لم يكن مستحيلًا. يقول الباحثون إن الوقت اللازم لإكمال العملية يعتمد على كمية المعلومات التي يمكن للنظام تخزينها. على سبيل المثال، قد يستغرق الأمر ملايين السنين لتجديد شباب الشخص لأقل من ثانية ، لذلك قد لايكون للأمر معنى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظام فقط إعادة حالة جسيم معين.

على الرغم من أن احتمالية عكس الوقت قد تبدو مثل الخيال العلمي، فإن هذا الاكتشاف قد يساعد في تحسين الحوسبة الكمومية والتغلب على بعض الأخطاء التي تحدث أثناء تطوير المعالجات الكمومية. ومن المحتمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير تطبيقات أكثر تعقيداً للحوسبة الكمومية، والتي يمكن أن تجعل الحوسبة الكمومية أكثر فعالية وأسرع.

علاوة على ذلك، قد يساعد اكتشاف العلماء في تحسين الأداء العملي للمعالجات الكمومية وتعزيز استخدامها في المجالات المختلفة، مثل الطب والهندسة والتجارة.

بالنسبة للباحثين، فإن هذا الاكتشاف يعد خطوة هامة نحو فهم أعمق للجسيمات الكمومية والخصائص الغريبة التي تتمتع بها. ويمثل هذا الاكتشاف بداية جديدة للبحث في مجال الفيزياء الكمومية، ويمكن أن يؤدي إلى اكتشافات أخرى مهمة في هذا المجال في المستقبل.