هل اقترب الذكاء الاصطناعي من المستوى البشري؟ خبراء الذكاء الاصطناعي يجيبون عن المدّة المتوقّعة

تطوّر مشهد الذّكاء الاصطناعي (AI) بشكل كبير في السّنوات الأخيرة، حيث تحوّل من مجال واعد إلى صناعة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار يهيمن عليها لاعبون كبار مثل  Microsoft و .Google

مع تطوير وإصدار نماذج لغوية كبيرة متزايدة التطوّر، أظهر الذّكاء الاصطناعيّ القدرة على التفوّق على البشر في العديد من المهام مثل الألعاب الإستراتيجيّة، وتوليد الفنّ، والتّشخيص الطبّي، والتّأليف الموسيقي. ومع ذلك، يبقى السّؤال: هل يمكن للذّكاء الاصطناعيّ أن يحقّق نفس المستوى من الذكاء مثل البشر؟

الذّكاء العامّ الاصطناعيّ (AGI) ، الّذي يُعرَّف على أنّه ذكاء اصطناعيّ يتمتّع بقدرات معرفية شبيهة بالإنسان، لم يتحقّق بعد. نماذج الذّكاء الاصطناعيّ الحاليّة محدودة بسبب افتقارها للإبداع والوعي العاطفي. ومع ذلك، اتّفق جميع الخبراء الخمسة الذين تمّت استشارتهم في مناقشة حديثة على أنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيصل في النهاية إلى الذكاء العام الاصطناعي، على الرغم من اختلاف وجهات نظرهم حول كيف ومتى قد يحدث ذلك.

يجادل بول فورموزا، خبير الذّكاء الاصطناعيّ وفلسفة التكنولوجيا، بأنّه يمكن فهم الذكاء من الناحية الوظيفية، وقد أظهر الذكاء الاصطناعي بالفعل القدرة على أداء المهام الذّكية، غالباً على مستوى يتجاوز البشر. في حين أنّ الذّكاء الاصطناعيّ قد لا يمتلك الوعي، فمن المرجّح أن تستمرّ قدراته في التقدّم.

تعتقد كريستينا ماهر، خبيرة علوم الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية، أنّ الذّكاء الاصطناعي سيحقّق ذكاءً على مستوى الإنسان، ولكن ليس في المستقبل القريب. وتؤكّد أنّ الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يتعلّم السّمات البشريّة مثل التّفكير النقدي والفهم العاطفي، لكنّ السّؤال عن متى وكيف يظلّ مفتوحاً.

أمّا سيدالي ميرجاليلي، خبير الذّكاء الاصطناعيّ واستخبارات الأسراب، مقتنع بأنّ الذّكاء الاصطناعي لن يحقّق ذكاءً على المستوى البشري فحسب، بل سيتفوّق عليه أيضاً. يستشهد بالتطوّرات التكنولوجيّة السّابقة كدليل على أنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيستمرّ في التطوّر، وفي النّهاية يتقن المهام التي تتطلّب الحدس والتّعاطف والإبداع.

بينما تفترض دانا رزازديجان، خبيرة الذّكاء الاصطناعيّ وعلوم البيانات، أنّ الذكاء الاصطناعي سيصبح ذكيّاً مثل البشر من نواحٍ عديدة، حيث تلعب الحوسبة الكموميّة دوراً مهمّاً في هذا التقدّم. إنّها تتصوّر أنظمة ذكاء اصطناعي تتمتّع بقدرات تحسين ذاتيّة يمكن أن تؤدّي إلى ذكاء عام اصطناعي.

يعتقد مارسيل شارث، خبير التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي، أنّ الذّكاء العام الاصطناعي سيصبح حقيقة واقعة في نهاية المطاف، على الرّغم من أنّ الجدول الزمني غير مؤكّد. وهو يقرّ بأنّ للذّكاء الاصطناعيّ مزايا مميّزة على البشر وأنّه مع نمو القوّة الحسابية، ستتجاوز أنظمة الذّكاء الاصطناعي الذّكاء البشري. يقول إنّ التّحدي الرّئيسي هو فهم الذّكاء نفسه بشكل أفضل والابتكار على طريق الذكاء العام الاصطناعي.

بينما يتفّق الخبراء على إمكانات الذّكاء العام الاصطناعي، فإنّهم يختلفون حول متى يمكن تحقيقه. يتوقّع البعض أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2032، بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد يستغرق حتى عام 2059 أو بعد ذلك. بغض النظر عن الجدول الزمني، فإنّ تطوير الذكاء الاصطناعي العام سيكون له بلا شكّ آثار عميقة على المجتمع والأخلاق، ممّا يتطلّب دراسة متأنّية وإعداداً.