عن الإدارة الناجحة نتحدث: شركة Bumble تكافئ العاملين بأسبوع عطلة كامل!

خلال جائحة كورونا بعام 2020، كان العالم في حالة من الهلع تارة، والملل تارة أخرى، لكن المؤكد هو أن الاكتئاب كان سيد القضية للملايين على سطح الكوكب. حاولت الكثير من الشركات الترويح عن موظفيها عبر توفير كل سبل الراحة الممكنة في مسار العمل عن بعد خلال فترة الأزمة، وقامت بعض الشركات بعينها بأخذ إجراءات غير متوقعة بالمرة في المجال الوظيفي، حتى بدأ الجميع في العودة تدريجيًّا للمكاتب، مع استمرار بعض الموظفين في العمل عن بعد عقب إثبات الكفاءة. لكن هذا لا يكفي بالنسبة للعديد من الموظفين، ولهذا قررت شركة Bumble أن تُعطي عطلة لمدة أسبوع كامل (مدفوعة الأجر) لكل الموظفين في الشركة بجميع الفروع على مستوى العالم، لضمان الراحة النفسية أثناء العمل بعد انقضاء العطلة.

تم الإعلان رسميًّا عن إعطاء 700 من موظفي على مستوى العالم لشركة تطبيق Bumble، عطلة مدتها أسبوع واحد فقط، ومدفوعة بالكامل. مع الحرص على استمرارية بعض ممثلي خدمة العملاء للردّ على استفسارات وشكاوى مستخدمي التطبيق، على أن يتم تعويض هؤلاء لاحقًا بإجازات متقطعة تضمن لهم الحصول على نفس الأسبوع مدفوع الأجر مثل زملائهم في جميع فروع الشركة بالكوكب.

الجدير بالذكر أن Bumble هو أحد التطبيقات المثيرة للاهتمام في عالم برمجيات التعارف أونلاين، حيث أن النساء هنّ من يقمن بخطوة التعارف أولًا، فهذا القانون الأول والأهم في التطبيق بشكلٍ عام. مختلف التطبيقات الأخرى مثل Tinder وغيره، يجعلون عملية التوافق – Matching تبادلية بين الجنسين، لكن مع بامبل، فتمكين المرأة هو أمر مهم جدًا بالنسبة للإدارة. كما أن الأمر لا يقتصر على التطبيق سابق الذكر فقط؛ تم الإعلان عن زيادة استهلاك الناس لبرامج التعارف بجميع أنحاء العالم خلال جائحة كورونا، وعلى وجه التحديد في الولايات المتحدة الأمريكية، مما ساعد على ازدهار تلك التطبيقات أكثر وأكثر.

يتميز المركز الرئيسي لتطبيق Bumble في ولاية تيكساس الأمريكية بكونه مصممًا حسب ما تقوله العلامة التجارية؛ تم تصميمه بالكامل بمزيجٍ من الأصفر والأسود، على أن يظهر كل شيء من الداخل والخارج على أنه خلية نحل كبيرة. بجانب تخصيص مساحات معينة بداخل المركز للأمّهات من أجل إرضاع الصغار بعيدًا عن أعين الآخرين.

ومن الناحية الأخرى، هذه الخطوة الإدارية الممتازة لتطبيق Bumble، تسببت في سخط الكثير من الشرائح العمّالية الأخرى في البلاد، خصوصًا قطاعات البنوك. يقوم البعض بالعمل أكثر من 95 ساعة في الأسبوع، ولا يحظون إلا بخمس ساعات فقط من النوم في الليلة الواحدة، مما يؤثر بشدة على إنتاجية الفرد على المدى الطويل، ويتسبب في نشوء المشاكل الصحية التي قد تقضي على حياة الموظف تمامًا. أتت تلك الشكاوى نظرًا لعودة الكثير من الشركات إلى سابق عهدها قبل جائحة كورونا، حيث أجبرت الموظفين على العودة إلى المكاتب من جديد دفعة واحدة، مما تسبب في صدمات نفسية للموظفين الذين اعتادوا على العمل من المنزل لأكثر من عامٍ كامل.

لكن الحياة ليست سوداوية بالكامل للموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك بعض الشركات التي قررت تفعيل النظام الهجين في العمل، وعلى رأسها أبل وجوجل ومعظم شركات التقنية العملاقة الأخرى. والنظام الهجين يعتمد على ذهاب الموظفين إلى مكاتب الشركة لثلاثة أيام فقط في الأسبوع، بينما باقي الأيام يتم العمل فيها من المنزل كما المعتاد. وهذا بعد أن أثبت العمل من المنزل كفاءة منقطعة النظير خلال عام الجائحة، وأثبت للعديد من أصحاب الشركات أن المكاتب والملابس الأنيقة ما هي إلا مجرد عوامل روتينية لضمان الهيئة التقليدية للعمل المرموق في المجتمع.