دراسة جديدة تكشف كيف نحافظ على ذكرياتنا مهما تقدم العمر!

كشف العلماء أن للدماغ طريقة محددة في الاحتفاظ بالذكريات، فهي نادرًا ما تحتفظ بالذكرى بشكل فردي بل على هيئة مجموعات بينها روابط معينة، بحيث يؤدي استدعاء ذكرى إلى توارد البقية بالتدريج، وهذا الشيء يدركه تمامًا من يحفظون النصوص المقدسة والشعر أو يربطون ما يستذكرونه بأشياء أخرى تُسهِّل من عملية استرجاع المعلومات.

ولكن هذه القدرة على الربط بين الذكريات تتراجع مع التقدم في العمر، فكلما نضجت عامًا فإن قدرتك على الربط بين المواقف المختلفة التي تشكل الذكريات تتراجع، وهذا ما يفسِّر لماذا تتذكر تفاصيل دقيقة منذ الطفولة ولا تتمكن من نسيانها بينما تفشل في استعادة معلومات حديثة للغاية.

وقد اكتشف باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الجزء الرئيس المسؤول عن ربط الذكريات بعضها ببعض ونجحوا عن طريق دواء معتمد في إعادة هذه الوظيفة إلى دماغ فئران التجارب في منتصف العمر، مما يعني مكافحة أفضل لفقدان الذاكرة في منتصف العمر وإمكانية التدخل المبكر للوقاية من الخرف فضلًا عن فتح المجال الواسع لعلاجه.

تم اعتماد الدواء من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2007 لعلاج مرض نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وبيَّن بحثًا منشورًا في دورية ناتشر Nature أنه يوفر أيضًا طريقة جديدة لتقوية الذاكرة البشرية مع إمكانات واعدة في علاج الخرف.

وقد ركز الباحثون في دراستهم على جين يُسمى CCR5 وهو نفسه المسؤول عن فقدان الذاكرة لدى مرضى "الإيدز"، وأدى تعزيز هذا الجين في أدمغة الفئران في منتصف العمر إلى زيادة درجة النسيان بدرجة واضحة، في حين أدى تثبيطه إلى تذكر تفاصيل لا تستطيع حتى الفئران الشابة استعادتها.

وبيَّن ألسينو سيلفا الأستاذ المشارك في الدراسة أن عقار مارافيروك المعتمد لعلاج الإيدز نجح في تثبيط هذا الجين لتتمكن الفئران الأكبر سنًا من استعادة قدرة ربط الذكريات من جديد.

وفي تفسير لسبب وجود الجين CCR5 في الدماغ من الأساس أكد العلماء أنه سوف يكون من الصعب تمامًا على الإنسان تذكر كل شيء، لذا يعمل هذا الجين بمثابة فلتر لإسقاط التفاصيل الأقل أهمية، لذا يجب أن يركز العلاج الجديد على إبقاء هذا الجين في مستوياته الطبيعية وليس حذفه تماما من الحمض النووي البشري.

المصدر