شاهد: روبوت واثب سيتمكن من القفز على القمر مسافة نصف كيلومتر بالقفزة الواحدة

بعد انتشار الروبوتات ذات العجلات لاستكشاف سطح القمر، طوّر الباحثون اليوم روبوتًا "قافزًا" يمكنه استكشاف السطح الصخري لقمرنا بسرعة تفوق سرعة المركبة ذات العجلات بكثير. طوّر مجموعة من الباحثين من جامعة سانتا باربارا في كاليفورنيا، وعلى رأسهم المهندس الميكانيكي إليوت هوكس (Elliot Hawkes)، طوّروا روبوتًا بطول 30 سنتيمترٍ فقط، ويمكنه القفز حتى ارتفاع 32.9 متر، وهو ما يعادل ارتفاعه 100 مرة، وقال الباحثون إن هذا الروبوت الآلي يمكنه أن يقفز فوق تضاريس القمر الخشنة والصعبة، ويمكن أن يقطع بقفزة واحدة نصف كيلومتر على القمر، لذا يُعتبر الآلة المثالية لاستكشاف تضاريس القمر، إذا ما قارنّاه بالعربة ذات العجلات.

وعن قوة الدفع لهذا الروبوت، قال الباحثون أنه وبالمقارنة مع الحيوانات التي تعتمد على قوة عضلاتها في الركض والقفز؛ ويعتمد الارتفاع الذي تصله بالقفزة الواحدة على طاقة عضلاتها، فإن قفزة هذا الروبوت تُعتبر خارقة، خاصةً وأن هيكله مدعّم بألياف الكربون، وأنه يستخدم محركًا صغيرًا لشدّ النوابض على مدى عدة دورات، فعندما يخزن كمية لا بأس بها من الطاقة، يستعد ويقفز.

وعن مواصفات الروبوت الأخرى: يزن حوالي 30 غرام فقط، ويستخدم نظام من التّروس لضغط الزنبركات ببطء، على الرغم من أن المحرك المُستخدم صغير، ولا يوجد غير هذا المحرك في الروبوت! بحركة الدفع البسيطة، ينطلق الروبوت إلى السماء، وبمجرد أن يهبط على القمر على إحدى جوانبه، يعيد شدّ زنبركاته تلقائيًا ويصحيح نفسه ويتحضر للقفز مرة أخرى.

يقول الباحثون إن هذا الروبوت سيكون قادرًا على الوصول إلى ارتفاع 125 متر تقريبًا، وقطع نصف كيلومتر في القفزة الواحدة، وهذا ما يجعله الآلة المثالية لاستكشاف القمر، خاصة وأن الجاذبية هناك تُقدر بحوالي سُدس الجاذبية على سطح الأرض، وليس هناك على القمر هواء يُعيق الروبوت في القفز، إذ يخفّض الهواء على الأرض إلى جانب الجاذبية، حوالي 25% من قيمة ارتفاع القفزة على القمر، وكل ذلك بسبب قوة سحب الهواء للروبوت إذا ما مثّلنا الأمر على الأرض.

بيّن العلماء أيضًا فائدة هذا الروبوت القافز في الوصول إلى منحدرات وأماكن عصيّة الوصول على الأرض، حيث قال هوكس:

"يمكن أن يقفز الروبوت على جوانب منحدر يتعذر الوصول إليه، أو يقفز إلى قاع فوهة البركان ويأخذ عينات، ثم يعود إلى عربة جوالة بعجلات"

قد تتم الاستعانة بهذا الروبوت مستقبلًا لإنقاذ الناس على الأرض من الكوارث مثل الزلازل أو موجات المد وغيرها، وذلك من خلال الاندماج مع الروبوتات المصممة لهذه الأغراض.