تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

سانتا كلوز: أسرار وحكايات لا تعرفها عن الرجل البدين المحبوب🎅🤶

سيمون العيد
سيمون العيد

6 د

جميعنا نعرف سانتا كلوز، أو كما يُسمى بشكلٍ شائع بالعربية بابا نويل، الرجل البدين السعيد اللطيف ذو الذقن البيضاء الطويلة واللباس الأحمر الذي يُوزع الهدايا على الأطفال الجيدين في ليلة الميلاد، كما نعلم القصة الأسطورية حول سكن سانتا كلوز مع زوجته السيدة كلوز في القطب الشمالي وعملهما طوال السنة مع الأقزام السحرية على تصنيع الهدايا للأطفال التي يوزعها سانتا كلوز عليهم مُستعيناً بالأيائل التي تجر مزلقته السحرية الطائرة.

يُعتبر حالياً سانتا كلوز كما نعرفه اليوم رمزاً لا يتجزأ من رموز عيد الميلاد (الكريسماس)، وبينما يُعتبر عيد الميلاد عيداً مسيحياً إلا أنّ بابا نويل تحول في العديد من البلدان الغربية إلى رمزٍ اجتماعي ينتظره جميع الأطفال من مختلف الديانات والخلفيات الاجتماعية في عطلة الكريسماس.

ويمتلك سانتا كلوز العديد من الأسماء مثل بابا نويل، وأب الميلاد، وكريس كرينغل، والقديس نيكولاس، وباختلاف المسمى واختلاف التقاليد تبقى هذه الشخصية الأسطورية رمزاً للعطاء والحب المرافقان لفترة عيد الميلاد، لكن المطلع على الدين المسيحي سيُلاحظ عدم وجود هذه الشخصية في الكتاب المقدس، إذاً من هو بابا نويل؟ وكيف أصبح رمزاً عالمياً لعيد الميلاد؟


القديس نقولا (نيكولاس)


سانتا كلوز

في السادس من شهر كانون الأول من كل عام يحتفل ملايين المسيحيين حول العالم بعيد القديس نقولا Saint Nicholas، ويُحتفل بهذا العيد بالأخص في أوروبا وبطقوسٍ تختلف من بلدٍ إلى آخر بل من مدينةٍ إلى أخرى، كما تنتشر صور هذا القديس في العديد من المنازل.

يُعتبر هذا القديس المسيحي أصل سانتا كلوز المُعاصر، فالقديس نقولا كما يُسمى بالعربية هو أسقف يُوناني وُلد في العام 280 ميلادي تقريباً ويُعتبر من كبار القديسين المسيحيين وذلك لدوره التاريخي المهم في تأسيس الكنيسة المعاصرة، فقد شارك القديس نيكولاس بمجمع نيقية الذي وضع قواعد الإيمان المسيحي الحديث، وقد كان القديس نقولا يُعرف باسم الأسقف نقولا ميرا نسبةً إلى مدينة ميرا الرومانية القديمة الواقعة في تركيا في يومنا هذا، حيث كان كبير أساقفة هذه المدينة.

لا نعرف تماماً شكل القديس نقولا لكن محاولات علماء الآثار استنتاج شكله بناءً على رفاته تُظهر أنّه لا يُشبه على الإطلاق سانتا كلوز المعاصر، بل أنّه لم يكن سليماً حتى، وقد عُرف بكونه مُدافعاً شرساً عن المسيحية، حيث قضى عدة سنين في السجن نتيجة دفاعه عن الكنيسة وإيمانه المسيحي وذلك قبل تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية، كما عُرف عنه قيامه بالعديد من المعجزات، ويُعتبر شفيع البحارة والسجناء واليُتامى، ويُقصد بشفيع في المسيحية القديس الذي يشفع لمجموعةٍ من الأشخاص لدى الله.

لكن بشكلٍ رئيسي يُعتبر القديس نقولا، وكما هو مُتوقع من الشخصية التي استُمدت منها شخصية سانتا كلوز المعاصرة، شفيع الأطفال، ويرجع هذا الأمر إلى قصتين أسطورتين، القصة الأولى تروي قيام الأسقف نقولا الشاب بإنقاذ ثلاث فتيات صغيرات من العمل بالدعارة وذلك عبر إعطاء أباهم المديون سراً ثلاث أكياس مليئة بالذهب ليتمكن من دفع مهرهن وتزويجهن عوضاً عن بيعهن للعمل كبائعات هوى، أما القصة الأخرى والأقل شهرة تروي قيام القديس نقولا بإعادة ثلاث أطفال إلى الحياة بعد أن قامت صاحبة نزل بقتلهم واكتشف القديس نقولا ذلك.


كيف أصبح القديس نقولا سانتا كلوز المعاصر؟


سانتا كلوز

نظراً لمكانته المهمة أصبح عيد القديس نقولا عيداً دينياً تقليدياً في العديد من أنحاء أوروبا، كما شكل فرصة لتبادل الهدايا ومنح الهدايا للأطفال، لكن وبعد تحول جزءٍ كبير من أوروبا خاصةً الشمالية إلى البروتستانتية قلّ الاحتفال بعيد هذا القديس تماشياً مع التعاليم البروتستانتية التي لا تُشجع الاحتفال بالقديسين.

لكن ولأن الأطفال قد اعتادوا على تبادل الهدايا في هذه الفترة تم تغيير موعد الهدايا في بعض البلدان إلى يوم الميلاد عوضاً عن عيد القديس نقولا، وهو ما يُعتقد أنّها كانت فكرة البروتستانتي مارتن لوثر الذي أراد من الأطفال أن يركزوا على يسوع المسيح عوضاً عن القديس نقولا، لكن ولأن الطفل يسوع لا يستطيع توزيع الهدايا تم الاعتماد على شخصيات مُختلفة قائمة على فكرة القديس نقولا لتقديم هذه الهدايا.


انتشار سانتا كلوز في العالم

في إنكلترا فقد كان أب الميلاد Father Christmas معروفاً ما بين الشعب منذ القرن السادس عشر، حيث كان يتم تصويره كرجلٍ ضخم يرتدي عباءةً خضراء وفرو يقوم بنشر الفرح والسعادة والطعام والنبيذ ما بين الشعب.

وفي هولندا القديس نقولا، Sinter Klaas كما يُسمى بالهولندية، بقي رمزاً لتبادل الهدايا ونشر الفرح، وقد قام الهولنديين المهاجرين بنقل فكرة هذا العيد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت تنتشر فكرة وجود شخص يمنح الهدايا، لكن تقاليد الميلاد كما نعرفها اليوم لم تكن قد وُلدت بعد، ولم يكن سانتا كلوز الذي نعرفه قد وُلد بعد.

إذاً فإنّ ولادة سانتا كلوز بشكله الحالي تمت عبر دمج شخصية القديس نقولا الدينية التاريخية بشكلها الفولكلوري Sinter klass بشخصية أب الميلاد الإنكليزية، وقد وُلدت هذه الشخصية بشكل تدريجي عبر العديد من القصائد والمقالات التي كُتبت في الصحافة الأمريكية.

الذكر الأول لاسم سانتا كلوز في الصحافة الأمريكية كان في عام 1773، لكن كتاب Knickerbocker’s History of New York الذي كتبه واشنطن إرفينغ وصدر عام 1809 صور القديس نقولا وهو يطير فوق أسطح المنازل بمركبة طائرة ويُوزع الهدايا على الأولاد الجيدين.

أما قصيدة The Children’s Friend مجهولة الكاتب والتي صدرت في عام 1821 فقد ساهمت في تطوير صورة سانتا كلوز وجعلها أقرب لشكلها الحالي، حيث تم تجريده من رموزه الدينية وتحويله إلى شخصٍ سحري يجلب الهدايا، لكن منحت هذه القصيدة لهذه الشخصية دوراً أخلاقياً، حيث ذكرت أنّه يُساعد الآباء على توجيه الأبناء إلى الطريق القويم عندما يرفض الأبناء، لكن أيلاً واحداً فقط كان يجر عربة سانتا في هذه القصيدة.

لكن قصيدة A Visit From St. Nicholas الشهيرة والتي تُعرف اليوم باسم The Night Before Christmas والتي كتبها كليمنت كلارك مور في عام 1822 لأولاده الستة ونُشرت في العالم التالي رسمت بشكلٍ أوضح صورة سانتا كلوز حيث انتشرت هذه القصيدة بشكلٍ كبير، وترسم هذه القصيدة سانتا كشخصٍ سمين يركب عربته التي تجرها 8 أيائل يقوم بتوزيع الهدايا.

في نهاية القرن التاسع عشر كانت صورة سانتا كلوز التقليدية التي نعرفها اليوم قد تشكلت بشكلٍ شبه كامل، وقد ساهم الرسام الكرتوني الشهير توماس ناس بتكوين هذه الصورة عبر رسم سانتا بشكله الشهير، ويُعتقد أنّ هذا الرسام هو من خلق قصة سفر سانتا من القطب الشمالي كل عام، أما قصة امتلاك سانتا لزوجة فقد ساهم عدة كتاب أمريكيين بخلقها ولعل أبرزهم الشاعرة كاترين لي باتس.

إذاً يُمكن القول أنّ تفاصيل شخصية سانتا كلوز تطورت عبر السنين وذلك بفضل خيال العديد من الكتاب والشعراء، وبعد أنّ اكتملت الصورة الشعبية لسانتا التي نعرفها اليوم انتقلت بشكلٍ عكسي من أمريكا إلى أوروبا ثم معظم أنحاء العالم، لتُولد الشخصية الشهير التي نعرفها جميعاً والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تقاليد الكريسماس.

ذو صلة

بالطبع لا يُعرف اليوم كيف ولدت كافة التفاصيل الشعبية المرافقة لسانتا كلوز لكن علماء التاريخ يملكون العديد من النظريات، فمثلاً فكرة نزول سانتا كلوز من المداخن كل عام يُعتقد أنّها نشأت من كون القديس نقولا كان يرمي النقود للعائلات عبر المداخن، وبذات الطريقة وعبر السنين وُلدت كافة التقاليد والتفاصيل المرتبطة بهذه الشخصية السحرية، مع العلم أنّ بعض هذه التقاليد والتفاصيل تختلف من بلدٍ لأخر.

في يومنا هذا يُشكل سانتا كلوز شخصية مهمة جداً لملايين الأطفال حول العالم، وعلى الرغم من انتقاد الكثير من الجماعات لهذه الشخصية وباختلاف الأسباب إلا أنّها أصبحت رمزاً للحب والفرح والسلام يتخطى في العديد من الأحيان كافة الانتماءات الدينية والعرقية والاجتماعية، وتنتشر هذه الشخصية في العديد من بلادنا العربية ولم يعد انتشارها مُقتصراً على الطائفة المسيحية على الرغم من كونها تبقى رمزاً لعيد الميلاد.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة