تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

آلية عمل خوارزمية فيسبوك وكيفية تحقيق أفضل استفادة منها

بشار عيسى
بشار عيسى

6 د

لطالما كان السؤال حول خوارزمية فيسبوك -في اختيار وعرض الأخبار ومنحها ترتيباً معيناً لدى كل مستخدم- سؤالاً ملحّاً، فعلى أي أساس يعتبر خبر ما أكثر أهمية من غيره وكيف يتم ضبط نشر الأخبار الزائفة. هذه الأخبار بعضها ربما ليس ذو أهمية وتأثير ولكن بعضها الآخر قد يكون سبباً في كوارث، وهنا نتذكر فضيحة كامبريدج أناليتكا التي تعرض لها فيسبوك العام الفائت والتي سببت ضربة قوية لمصداقيته.

أجبر هذا الأمر فيسبوك على البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من الأخبار الكاذبة أو حتى المسيئة وذات التأثير السلبي على المتلقي وذلك عن طريق تصنيف الأخبار وتصفيتها، وبدأ فعلاً بالخطوة الأولى وهي تغيير خوارزمية العمل المعتمدة.

هذا التغيير كان له أثره على مجال مهم وهو مجال الإعلان، وبالطبع الجميع على دراية بأهمية الإعلانات بالنسبة لفيسبوك وبالمقابل أهمية فيسبوك بالنسبة للمعلنين، إذ يعتبر أحد أهم وسائل الإعلان بسبب انتشاره الواسع حول العالم وتنوّع مستخدميه وبالتالي اهتماماتهم، الأمر الذي يجعله مكاناً مناسباً وأرضاً خصبة لنشر الإعلانات وإيصالها لأكبر جمهور ممكن.

جاء التغيير بما لا يرضي المعلنين، فمنحت خوارزمية فيسبوك الجديدة فرصة أكبر للمنشورات الأصلية على حساب الإعلانات للظهور في آخر الأخبار، الأمر الذي سبب ضربة موجعة للشركات والمعلنين الذين كانوا يستقطبون العملاء والزبائن من فيسبوك بشكل أساسي.

إذاً غيرت فيسبوك طريقة عملها باعتماد خوارزمية جديدة لاستراجع ما فقدته من مصداقية وكسب ثقة المستخدمين مجدّداً، ولفهم خوارزمية فيسبوك بشكل أفضل دعونا نتابع معاً ونجيب عن جميع الأسئلة الملحة التي راودتنا جميعاً يوماً ما، ففهم الخوارزمية يمنحنا فرصة أكبر لمعرفة كيفية تشكيل الإعلان المناسب والموافق لمعايير فيسبوك الجديدة.


ماهي خوارزمية فيسبوك وما هي العوامل التي تعتمدها؟

هي عملية تقييم لكلّ المنشورات المتوفرة للعرض على صفحة آخر الأخبار الخاصة بمستخدم معين، واختيار أكثر ما يحقّق رد فعلٍ إيجابي من قبل المستخدم ويجعل تجربته في التصفح مرضية.

عملية التقييم تعتمد على 4 عوامل هي: المخزن Inventory، الإشارات Signals، التنبؤ Prediction، النتيجة Score.

العوامل المؤثرة في خوارزمية فيسبوك


المخزن Inventory

كل المنشورات المتاحة للعرض سواءً من قبل الأصدقاء أو الصحفات المعجب بها أو المجموعات المنضم لها أو المعلنين.


الإشارات Signals

كل المعلومات التي يستطيع فيسبوك جمعها عن كل منشور، ويعتبر هذا العامل الوحيد الذي يستطيع المعلنون التحكّم به. يتمّ جمع هذه الإشارات والمعلومات عبر العديد من المعايير التي تختلف فيما بينها وتتفاوت في أهميتها ومدى تأثيرها، سنذكرها بترتيب تنازلي بدءاً بالأكثر أهمية وتأثيراً:

  • التعليقات والإعجابات على حالة الشخص.
  • المشاركات للمنشورات الخاصة بالأصدقاء.
  • المشاركات عبر المسنجر Messenger.
  • الردود على التعليقات على الفيديوهات (تعتبر الفيديوهات ذات وزن أكبر من غيرها من أنواع المحتوى مثل الصور والروابط).
  • هوية صاحب المنشور.
  • متى تمّ النشر.
  • التوقيت الحالي.
  • الأمور التقنية (نوع الهاتف، قوّة اتصال الانترنت.. ).
  • نوع المحتوى.
  • متوسط الزمن الذي تطلبه تحضير المحتوى.
  • ما مدى غنى المحتوى بالمعلومات.
  • مدى اكتمال الصفحة الشخصية Profile لصاحب المنشور.

وفي النهاية فيسبوك تعطي أهمية ووزن للمحادثات بين الأشخاص أكبر من المحادثات بين شخص وصفحة معينة.


التنبؤ Prediction

تعتمد فيسبوك صفحتك الشخصية وسجل نشاطاتك السابقة خلال التصفّح للتنبؤ وتمييز ما تهتمّ به حقاً وما الذي سينال إعجابك وتتفاعل معه، لكن من الجدير بالذكر أنه على الرغم من كل هذا الجهد الذي يبذله فيسبوك فإن مركز بيو للأبحاث Pew Research Center نشر دراسة تظهر أن 27% من المستخدمين قالوا أن الخوارزمية لا تقدّم لهم نتائج جيدة وتجربة تصفح مرضية لأذواقهم.


النتيجة Score

هي القيمة التي يكسبها منشور ما بعد التقييمات وفق المعايير السابقة وهذه القيمة تعبّر عن مدى ارتباط هذا المنشور بالمستخدم وأهيمته بالنسبة له، فالمنشور ذو القيمة والنتيجة الأعلى له الفرصة الأكبر في الظهور في آخر الأخبار، وبالطبع هذه النتيجة لنفس المنشور ستختلف من مستخدم لآخر.

شرح خوارزمية فيسبوك تمّ نشره من خلال نقاش عبر الويب يمكن الاطلاع عليه من هنا.


ما الذي تعنيه معايير خوارزمية فيسبوك بالنسبة للشركات والمعلنين؟

بالطبع كما ذكرنا فإن الوضع الجديد وضع حواجزاً وصعوبات كبيرة وكثيرة في وجه المعنلين والشركات التجارية، فالمنشورات الإعلانية لم تعد تصل إلى العدد السابق من المستخدمين الذي كانت تصله سابقاً، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض كبير في عوائد الإعلانات في مختلف المجالات.

ستعاني الصفحات التي ليس لديها متابعين مهتمين ومتفاعلين مع منشوراتها، وسينتهي بها المطاف في انخفاض نسبة وصول المنشورات وكأنها تنشر في الفراغ، بالتالي على المعلنين استقطاب المستخدمين بمحتوى أكثر جاذببية على أمل أن تحظى المنشورات بالإعجابات والتعليقات والمشاركات فبدون هذه النشاطات والتفاعل لن يحقّق الإعلان الغاية منه.

لكن في المقابل فتح فيسبوك باباً آخر لأولئك فالإعلانات مصدر مهمّ للربح، وتم ذلك من خلال الإعلانات المأجورة فالمنشور الإعلاني المدفوع سيضمن لصاحبه وصوله لعدد مرضي من المستخدمين المهتمين حقيقةً بهذا الإعلان وبالتالي سيتحقّق الهدف المرجو منه، بالإضافة لذلك توجد طرق أخرى يمكن للمعنلين اتباعها لتجنّب الدفع.


استخدام خوارزمية فيسبوك لتحقيق أفضل النتائج

  • لتكن حديث الناس

لكي تكون حديث الناس على فيسبوك فيجب أن تحظى بالكثير من التفاعلات والتعليقات والمشاركات وهذا ما يرفع من نسبة وصول المنشورات إلى جمهور أوسع، وهذا ممكن من خلال العديد من الطرق المجانية تماماً.

يمكنك أن تبدأ فكرتك بطرح سؤال للنقاش أو ربما سؤال مثير للفضول ممّا يحفز الناس للبحث عن إجابة له، إضافة لذلك اعتمد التجديد دوماً واختر منظوراً مختلفاً عمّا هو شائع لتكسب السباق في هذا العالم الافتراضي الذي يعجّ بالناشرين، ولتتبع أساليباً مبتكرة وخلاقة لطرح أفكارك لجذب المتلقّين والأمر المهمّ الآخر هو أنّ خوارزمية فيسبوك كما ذكرنا تفضل الفيديوهات على غيرها من أنواع المنشورات، لذلك من الجيد الاستعانة بفيديو مرافق لمنشورك.

  • إنشاء المجموعات

قم بإنشاء مجموعة متعلّقة بما تروّج له سواءً أفكار أو منتجات، ميّزة المجموعات أنها مكان لتشارك الأفكار إذ يمكن لأي عضو المشاركة بمنشور خاصّ، مما يفتح مجالاً للنقاش والتواصل وتبادل الآراء والأفكار ويقدّم للمستخدم تجربة حسنة ومرضية ويزيد من التفاعل لديك، الأمر الذي ينعكس عليك بشكل إيجابي.

  • ابتعد عن محاولات التصيّد Engagment bait

ربما العنوان مثير للتساؤل وغير واضح، لكن بالطبع يقابل الجميع مثل هذه المحاولات يومياً، تلك المنشوارت التي تدعوك للإشارة إلى أصدقاءك ممّن يفضلون هذه الوجبة أو ربما هذه الصورة تذكرك بأحد أصدقاءك، وهذه الطريقة تتيح المجال لفتح نقاشات وأحاديث في التعليقات ممّا يمنح الصفحة وصولاً كبيراً من دون أن تشارك أي شيء ذو قيمة أو أهميّة ومن دون أي جهد فقط صورة مع 4 كلمات “بمن تذكرك هذه الصورة” وستحصل على آلاف التفاعلات.

لكن مهلاً، فلن يدوم الأمر على هذا الحال كثيراً، كون خورازمية فيسبوك الجديدة ترى أنّ هذه المنشورات ليست هادفة وخالية من المعنى المفيد فتعمل على تخفيض قيمة هذه المنشورات، وحتى الصفحات التي تعتمد هذا الأسلوب بكثرة ستخسر قيمتها لدى الخورازمية رغم كل ما تلقاه من مشاركات وتفاعلات.

حلّل وقيّم أداءك بشكل مستمرّ

لتتبع الأداء ستحتاج لأدوات توفّرها فيسبوك للجميع تسمى رؤى أو إضاءات فيسبوك Facebook insights التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبر ومؤثر جداً، وقسم المساعدة في فيسبوك يوضح لك الكثير حول هذه الأدوات والمعلومات ويجيب عن معظم الأسئلة التي قد تخطر في ذهنك، مثل الفرق بين مشاهدات الصفحة والوصول وعدد مرّات الظهور.

خوارزمية فيسبوك - Facebook insights

قد تتساءل، لماذا عليك القيام بالمراقبة؟ والإجابة ببساطة أنك عندما تقوم بمراقبة أداء منشوراتك ستكوّن فكرة واضحة حول نوعية المنشورات التي تجذب المستخدمين وتدفعهم للتفاعل معها، كما يمكنك أن تحدّد الوقت المناسب للنشر وبذلك يمكنك اعتماد استراتيجية جديدة تحقّق لك نتائج أفضل.

ذو صلة

من أجل المقارنة بين مختلف المنشورات التي ربما قد تكون كثيرة ولا يمكن مراجعتها جميعها، ستحتاج منصة تحلّل وتراقب جميع المنشورات وتظهر النتائج وفق مخططات ورسوم بيانية سهلة القراءة مثل منصة Brandwatch Analytics.

وأخيراً وليس آخراً، تعدّ خوارزمية فيسبوك من أكثر الخوارزميات تطوّراً  كما أنها محميّة بشكل كبير إذ يعتبر اختراقها أمراً غير ممكن مهما جمعت من معلومات عنها، لكن المعلومات التي استعرضناها كافية لكلّ الناشرين والمعلنين لتحسين وتعزيز أساليبهم في نشر إعلاناتهم وإيصالها لمختلف المستخدمين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة