كيف أصبح طفل بعمر الـ 14 مليونيرًا؟ 5 لاعبين جعلتهم الرياضة الإلكترونية أثرياء

في ظل عصر ازدهار الترفيه والشهرة الكبيرة التي تحققها ألعاب الفيديو، بدأ عصر جديد للرياضة، ليست الرياضة العادية مثل كرة السلة أو القدم، بل الرياضة الإلكترونية. ما هي الرياضة الإلكترونية وما هي العناصر التي جعلتها تحقق أرباحًا مهولة لممتهنيها؟ ببساطة، الرياضة الإلكترونية هي منافسة جماعية بين فريقين مكونين من عدة لاعبين، أو فردية بين لاعب ضد لاعب يتنافسان في لعبة ما.

مثال لألعاب الرياضة الإلكترونية: لعبة FIFA الشهيرة لكرة القدم، حيث يشبه نظام البطولات الإلكترونية فيها نظام بطولات كرة القدم، وكل لاعب يتحكم بأحد الفريقين المشاركين ويتنافسان لهزيمة بعضهما البعض.

تختلف الرياضات الإلكترونية عن الرياضات الواقعية في عدة أشياء، أبرزها غياب المجهود البدني المفرط، ببساطة ينافس اللاعبون بعضهم البعض عبر شاشات أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، فليس عليهم بالضرورة التواجد بأنفسهم في مكان محدد للمشاركة في البطولات.

على الرغم من قيام معظم البطولات الكبرى بنظام LAN، أي يجتمع اللاعبون في مكان محدد للمنافسة، لكنّ هناك عددًا كبيرًا من البطولات الإلكترونية يشارك فيها اللاعبون من بيوتهم من وراء الشاشات.

أصبحت الرياضة الإلكترونية شيئًا لا يمكن تجاهله بعد النجاح الباهر الذي وصلت إليه، ويظهر ذلك في مجموع جوائز تلك البطولات وضخامة الرعاة الرسميين لها، وهو ما استدعى بعض أندية كرة القدم الشهيرة لإنشاء فريق للرياضة الإلكترونية أمثال نادي برشلونة الإسباني وشالكة الألماني.

وصل مجموع جوائز البطولات لأرقام جنونية، فمثلًا بلغ مجموع جوائز بطولة العالم للعبة League of Legends أكثر من 2 مليون دولار، فلا عجب من تحقيق بعض رواد هذه البطولات ثروةً بفضل الرياضة الإلكترونية، لذا دعونا نتعرف إلى أبرز هؤلاء اللاعبين الذين غيرت الرياضة الإلكترونية حياتهم!

أصبح Lee Sang-hyeok الشهير بـFaker والبالغ من العمر 25 عامًا من أثرياء كوريا الجنوبية بفضل مشاركته في بطولات لعبة League of Legends. ينتمي Faker لفريق T1 الكوري، وهو نجم فريقه وأحد أعظم لاعبي League of Legends.

أنفق Fake بعضًا من أرباحه في بناء برج Faker Tower بالعاصمة Seoul حيث نشأ Faker. حصد Faker مع فريقه بطولة العالم عدة مرات. الآن في عام 2022 يجني لاعبنا الثري ما يصل إلى 5 ملايين دولار في العام من خلال عقده مع فريقه، كما أنه يستثمر أرباحه التي يجنيها من البطولات عبر شركته الخاصة المُقامة بقمة البرج.

لم يعلم السعودي مساعد الدوسري أن موهبته في لعبة FIFA ستأخذ بيده إلي قمة المجد والشهرة وستغير حياته. تمتع مساعد في طفولته بمستوى رائع في لعبة FIFA إلى أن شارك في بطولة تخص اللعبة في عام 2017 وفاز بها، وحينئذ أدرك أنه يمتلك المهارة الكافية التي تؤهله للفوز بالمزيد من البطولات، خاصة مع بداية نمو بطولات لعبة FIFA آنذاك.

أصبح مساعد بطل العالم في لعبة FIFA في عام 2018، وكاد أن يفعلها مجددًا في العام التالي لكنه خسر النهائي وقتها. يتمتع مساعد حاليًا بشهرة كبيرة بين لاعبي FIFA على مستوى العالم بسبب مستواه البارز دائمًا في المحافل العالمية، وبسبب حصده البطولة التي تقدر جائزتها بـ250 ألف دولار بجانب المركز الثاني الذي حققه وتقدر جائزته بـ100 ألف دولار.

قد تكون قصة اللاعب XIAN قديمة للغاية، لكنها تحمل معاني ملهمة. اللاعب المعروف بشكل أكبر في سنغافورة، كان مجرد لاعب محترف للعبة Street Fighters ويحاول جني المال من خلالها في وقت لم تمتلك تلك الألعاب القتالية الشهرة الكافية لتحقق منها أرباحًا مُرضية.

قضى XIAN معظم وقته بالمشاركة في بطولات صغيرة لا تتعدى جائزتها بضعة دولارات، حتى شارك في إحدى البطولات الكبرى عام 2009، ولكن لم يحالفه الحظ بعد خسارته للنهائي وحصوله على المركز الثاني مما أحبطه بشدة، ليتوقف بعدها لعدة سنوات.

بدعم ممن حوله، قرر XIAN العودة من جديد وفاز بالفعل في بطولة Evolution Championship عام 2013، واستكمل مساره الوظيفي في عالم الرياضات الإلكترونية بعد أن عرضت عليه شركة Razer الشهيرة في مجال الألعاب رعايةً كاملةً له. لا يزال XIAN يتنافس من خلال لعبته المفضلة في العديد من البطولات ويشارك كمعلق صوتي في البعض الآخر منها.

حقق الطفل الدنماركي ذو الـ14 عامًا حينها أرقامًا قياسيةً في لعبة FIFA. توجد بلعبة FIFA مسابقة أسبوعية تتكون من 30 مباراة يتنافس من خلالها اللاعبون، وليس المفاجئ أنه لم يخسر أي مباراة من الـ30 وهو في ذلك العمر فحسب، بل أنه استمر في ذلك لأكثر من 15 أسبوعًا، أي أنه خاض 450 مباراة ضد الهواة والمحترفين بلا هزيمة!

لم ينتظر فريق Leipzig الألماني الطفل المحترف حتي ينضج, وتعاقد معه بمرتب شهري، ليبدأ الطفل بالفعل في جني الأموال في ذلك العمر. لطالما كان يحلم Anders بالمشاركة في بطولة العالم للعبة FIFA لكن للأسف قيده عمره ومنعه من المشاركة طبقًا للوائح البطولة.

لحسن الحظ، أتم Anders عامه الـ 17 العام الماضي وشارك في عدة بطولات باسم بلده بنظام لاعبين اثنين ضد لاعبين، والتحق ببطولته الأولى بنظام لاعب ضد لاعب في فبراير الماضي، ليقدم أداءً مبهرًا في اليوم الأول ويخرج دون هزيمة بعدما لعب 5 مباريات أمام خصوم مختلفين.

أما عن حلمه بالمشاركة في كأس العالم، فقد شارك Anders في بطولة هذا العام واستطاع الوصول بفريقه إلى ربع النهائي ليودع البطولة أمام Tekkz، اللاعب الأكثر حصدًا لبطولات لعبة FIFA. لا يزال Anders في بداية حياته ويمتلك قدرًا كبيرًا من الشهرة، وبالتأكيد ينتظره مستقبل كبير في عالم الرياضة الإلكترونية.

يقضي الشاب Bugha ذو الـ16 عامًا يومه في الاهتمام بدراسته ولتحصيل أعلى الدرجات وقضاء وقت خارج المنزل مع أصدقائه، ولكنه يخصص الجزء الأكبر من يومه لممارسة لعبته المفضلة Fortnite، لدرجة أن والديه شككا في اهتمامه الزائد باللعبة.

شارك Bugha في العديد من البطولات حاصدًا مراكز متقدمة، ومع ذلك لم يقتنع والداه بإنجازاته، وهو ما كان دافعًا ليحصد المركز الأول في بطولة العالم متغلبًا على مائة لاعب آخرين مشاركين من حول العالم، ليعود لمنزله حاملًا شيكًا بسبعة أرقام قيمته ثلاثة ملايين دولار، ليست هناك حجة أقوى من تلك ليوافق والداك على قضاء معظم ساعات يومك في اللعب، بل ودعمك.. تخيل!

عالم الرياضة الإلكترونية مليء بالقصص الملهمة والتي تدل على الانتشار الواسع و النجاح الباهر لهذا النوع من الرياضات، لدرجة أن أرباحها تخطت رياضات أكثر شهرة مثل كرة السلة. إن اكتشفت يومًا ما أن ابنك يمتلك موهبة في إحدى تلك الألعاب، فمن الواجب أن تدعمه ليحقق حلمه ويغير حياته وحياة أسرته بأكملها.