أغرب قصص الاستثمار في العملات الرقمية التي تركت نتائج غير متوقّعة

يعدّ الاستثمار في العملات الرقمية من أكثر أنواع الاستثمار جرأة وأكثرها خطراً إذ يعتبر الحظ عاملاً قويّاً في نجاحه وكذلك في فشله، فلا يمكن لأيّ مستثمر التنبؤ بالفشل أو النجاح بهذا الاستثمار بشكل دقيق تماماً، والتجربة خير برهان إذ بلمحة سريعة على تاريخ الاستثمار في العملات الرقمية نجده مليئاً بالقصص الغريبة والمُفاجئة و المتفاوتة في نتائجها، فمنها ما أدّى إلى نجاح هائل غير متوقّع وثروات لاتحصى ومنها ما أدّى لفشل ذريع.

دعونا نستعرض بعضاً من أغرب قصص الاستثمار في هذا العالم العجيب، عالم العملات الرقمية.

يتمّ نشر العديد من قصص الاستثمار الناجحة والتي صنعت ثروات في سوق العملات المشفّرة لمستثمرين مجهولي الهوية على مواقع مثل Riddet وSteemit، وأحد القصص الشهيرة والمشوّقة، هي قصّة نجاح يخبرنا بها مستثمر مجهول بدأ رحلته في سوق العملات المشفّرة في عام 2010 حيث اشترى 12,000 بيتكوين، ولم يقم هذا المستثمر بصرفها على شراء البيتزا، كما فعل لازلو هانيكسز في اليوم الشهير لدى روّاد عالم العملات الرقمية 22 آذار/مايو من عام 2010، بل وبكلّ بساطة نسي ماقام بشرائه لعدّة سنوات.

على الرغم من انتشار أخبار ارتفاع سعر البيتكوين، إلا أنه ومن دون سبب يذكر لم يبادر إلى أي تصرف أو فعل حول رصيده من البيتكوين فقط حافظ على بيانات محفظته، ولكن بعد أخبار الارتفاع الجنوني في أسعار البيكوين في عام 2017 وكثرة الحديث حوله، تذكّر رصيده الذي كان يبلغ -حين اشترى العملات لأوّل مرّة- 0.07$ أنه قد ازداد في عام 2017 بشكل جنوني بنسبة 1731328%، حيث أصبحت ثروته تقدّر بحوالي 10مليون دولار أمريكي.

على الرغم من كلّ هذا النجاح المبهر فقد تمكّن هذا الشاب من السيطرة على نفسه وأفعاله ولم يبادر إلى أيّ تصرّف مبالغ فيه يلفت الانتباه إليه، فقط قام بببيع كميات صغيرة من البيكوين على دفعات متتالية، دون خطط واضحة للمستقبل لتغيير حياته ومستقبله سوى الاستمرار بالعمل والاستثمار.

لعلّ قصّة إيريك من أشهر قصص الاستثمار في عالم العملات الرقمية، إذ بدأ هذا الطفل الاستثمار في بيتكوين منذ الحادية عشر من عمره. قصّته بسيطة فجدّته أهدته في عيد ميلاده 1000$، إيريك لم ينفق المبلغ على الألعاب والحلوى كما قد يفعل غيره من الأطفال، بل على العكس سمع نصيحة أخاه الأكبر من منه الذي شجعّه على شراء عملات بيتكوين، حيث كانت في حينها عام 2011 كل بيتكوين واحدة تعادل 12$.

بدأ المبيع لأولى عملاته في عام 2013 عندما ارتفعت قيمة البيتكوين لتعادل 1200$ لكل واحدة، ومع نهاية عام 2013 كان إيريك قد صنع 100 ألف دولار أمريكي انطلاقًا من تلك الهدية.

بهذه الثروة، أنشأ إيريك عام 2014 مؤسسة تعليمية تدعى Botangle.com وسريعاً انتقل إلى Silicon Valley، وأمّا خططه المستقبلية فقد عقد اتفاقاً مع والديه إذا حصّل مليون دولار في سنّ الثامنة عشر من عمره فهو لن يذهب إلى الجامعة.

في 2015 عرض عليه عدّة عروض لبيع شركته، واختلفت العروض فمنها ماكان بالدولار وأخرى بالعملات المشفّرة وولقد اختار أن يبيعها مقابل 300 بيتكوين، وبهذا أصبح مليونيراً بحلول عامه الثامن عشر وكسب الرهان مع والديه ولم يذهب إلى الجامعة.

سيمون شابّ مراهق بدأ رحلة استثماره عبر شبكة TOR في عام 2011، إذ تعثّر أثناء تصفحة الانترنت أحد الأسواق المشبوهة التي تقدّم كل ماهو غير قانوني كالأسلحة المخدرات والوثائق المزوّرة، كل مايخطر في بالك من أمور غير قانونية.

كل ماكان يريده سيمون هو جواز سفر إلى بعض البلدان الأوربية الأمر كان يكلّف 10,000 بيتكوين، كما وعده البائع بمنحه بطاقة صحفي في احد الصحف الموقّرة مقابل 6000 بيتكوين إضافية، وهذا العرض الذي لم يسطتع سيمون مقاومته.

نقل سيمون رصيده إلى منصّة لتبادل العملات المشفّرة crypto-exchange وهي منصّة لتبادل العملات على اختلاف أنواعها، وعند حلول الوقت المتفق عليه للتبادل بينه وبين التاجر، اختفى التاجر تمامًا، مما أقلق سيمون وجعله يتسائل لعلّ التاجر قد تمّ اعتقاله، لكن لحسن الحظّ أمواله مازالت بأمان على crypto-exchange.

بعد سنتين، بدأت الصحف تتحدّث عن إيقاف رجل روسيّ بتهمة غسيل الأموال، واسم الخدمة التي كان يدير غسيل الأموال عبرها Liberty Finance، وهي ماعرفها سيمون على الفور إنها المنصّة التي مازالت أمواله عليها. في ضوء هذه الفضيحة، سيطر مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI على المنصّة وكل الأموال المرتبطة بها، وودّع سيمون أمواله متقبلًا خسارته على الرغم من أنه كان سيحقّق اليوم لو لم يقع في شراك النصب والاحتيال مايعادل 400 مليون دولار أمريكي.

ضعف الإدارة والتنظيم في عالم العملات المشفّرة لم يكن حاجزاً أو عائقاً أمام استمرار الاستثمار والمغامرات، وكيانات النصب وغسيل الأموال استمرت في عملها دون رقيب. إن BTC-e أحد أشهر الأمثلة عن هذه الكيانات، وهي منصّة لتبادل العملات على المدى الطويل.

تلقت هذه المنصّة غرامة تعادل 110 مليون دولار أمريكي من قبل لجنة التجارة الفيدرالية، وتمّ إيقاف ألكسندر فينيك Alexander Vinnik بتهمة غسيل الأموال أيضاً، وإذا ما أدين سيواجه عقوبة بخمس عقود من السجن.

في اللحظة التي سمع Olaf عن البيتكوين آمن بها وقرّر البدء في استثمارها، إذ بدأ عمله في عالم البيتكوين في شركة ناشئة اسمها Coinbase في عام 2013، حينها لم تكن العملات الرقمية قد حصدت شهرتها بعد والعديد من الناس لم يسمعوا بها من قبل.

بدأ أولاف بشراء البيتكوين بنقوده مراراً، واستطاع إقناع رب العمل بأن يدفع له راتبه بالبيتكوين بدلاً من العملة المحلية وفي هذا مغامرة مخاطرها كبيرة جداً، كما أنه لم يصرف أو يبذر أمواله كلّها بل حافظ على القسم الأكبر منها في رصيده، إلى أن بدأ نمو البيتكوين الجنوني حيث وصل إلى 10 آلاف دولار، وبهذا لم تسقط أحلام هذا الشاب ولم تخب آماله بل أصبح مليونيراً.

البيتكوين ذات طبيعة مجهولة إلى الآن وهذا مايجعل الناس تسارع لاستخدامها لأغراض غير قانونية وربّما إجرامية، وكمثال على ذلك قررت امرأة خمسينية إيطالية تعيش في الدنمارك الاستثمار بالبيتكوين لتستأجر قاتلاً لكي قتل حبيبها السابق، ولكن لحسن حظ هذا الرجل أن المؤامرة قد فشلت، فحكمت عليها المحكمة بالسجن لست سنوات، وسحبت منها امتيازات الإقامة في الدنمارك التي عاشت فيها 30 سنة.

كودي مسؤول تنفيذي في شركة ناشئة، بدأ استثماره في البيتكوين بشكل طبيعي وكان له حساب على Verizon المرتبط بCoinbase، للأسف دون سابق إنذار اخترق هاكر  حسابه وخسر كودي مايملكه من بيتكوين بقيمة تعادل 18000$ خلال 15 دقيقة. اعتقد كودي أنه تعرّض لهذه السرقة جراء تغريدة له على تويتر بعد عملية سرقة أخرى سبق أن تعرّض لها صديقه.

طبعاً كودي لا يأمل باستعادة أمواله، ولا شيء يمكنه أن يضمن له حقه باستعادتها، إلّا انه متفائل بمستقبل العملات الشفّرة وأنها ستحظى بالمزيد من الأمن والحماية ولم يرض أن يتخلى عنها رغم ماتعرّض له.

للاطلاع على قصص أكثر: كيف أصبح هذا الشاب مليونيرًا في الثامنة؟ أغرب قصص استثمار بيتكوين!