ليست لعبة عادية.. League of Legends سلسلة ترفيه عملاقة

ليغ أوف ليجيندز واحدة من أكبر الألعاب على هذا الكوكب, وهي عبارة عن لعبة فيديو لأكثر من لاعب من نوع موبا, طوّرتها ونشرتها شركة ريوت غيمز لنظام مايكروسوفت ويندوز ونظام ماك أو إس وتعد واحدة من أكبر الألعاب في العالم مع قائمة طويلة من الأبطال, واستحداث الرياضات الإلكترونية ذات الميزانية الضخمة .

اللعبة مُستوحاة من المود المسمى "دفاع القدماء" القائم على لعبة وور كرافت, وهي لعبة مجانية, مدعومة بالصفقات الصغيرة. تم الإعلان عن اللعبة لأول مرة في عام 2008, ورُخصّت في 27 تشرين الأول 2009. استقبلت ليغ أوف ليجيندز بشكل جيد عند صدورها, تزايدت شعبيتها خلال السنوات الماضية, لتكون لعبة الفيديو الأكثر انتشارًا في أمريكا الشمالية وأوروبا عام 2014, أكثر من 67 مليون شخص يلعب ليغ أوف ليجيندز شهريًا, 27 مليونًا في اليوم الواحد, وأكثر من 7.5 ملايين في وقت واحد خلال ساعات الذروة .

يدخل اللاعب إلى المباراة كمقاتل يسمى "البطل" لديه قدرات فريدة, يقاتل مع فريق ضد لاعبين آخرين أو ضد الكمبيوتر. يتألف الفريق من 1-5 لاعبين حسب نوع المباراة, هدف كل فريق هو تدمير الرابطة للفريق المنافس وهو مبنى يقع في قلب قاعدة محمية بالبناءات الدفاعية. مباريات ليغ أوف ليجيندز منفصلة، حيث يبدأ جميع الأبطال بقوة ضعيفة إلى حد ما, ثم يتقدم في القوة عن طريق تجميع الذهب والخبرة على مدار المباراة, وتعد أضخم لعبة رياضة إلكترونية, إذ يقام فيها 13 دوريًا حول العالم. في عام 2019 بلغ إجمالي المشاهدين لبطولة العالم في ليغ أوف ليجيندز أكثر من 100 مليون شخص, ووصل عددهم في وقت الذروة إلى 44 مليون مشاهد .

يتاح للاعبين خلال 80 ثانية قبل المباراة اختيار الأبطال وبعض الميزات الإضافية. يسمح للاعب باختيار بطل واحد, وفي النمط المُصنف لا يسمح لأكثر من لاعب اختيار نفس البطل في كلا الفريقين, مدة المباراة من 20 إلى 60 دقيقة, ويمكن الاستسلام بعد 15 دقيقة إن وافق كل الفريق على ذلك, أو بعد 20 دقيقة إن وافق 4 لاعبين من الفريق على الأقل. مبادئ اللعبة مستوحاة بشكل كبير من لعبة الدوتا, وعدد كبير من شخصيات هذه اللعبة مستوحاة من العالم الافتراضي والصراعات الملحمية .

في بداية عام 2020 صممت ثلاثة أنماط رئيسية للعبة وهي :"سامنرز ريفيت" وهو نمط الموبا الأساسي تيمنًا باسم خريطة اللعب, ونمط "آرام" الذي يقدم تجربة قصيرة ذات إيقاع سريع, ونمط "تيم فايت تاكتيكزو" هو نمط قتال تلقائي لثمانية لاعبين .

لاحظ "ماكس واتسون" أن القصة القديمة لم تحتوِ على رسائل اجتماعية أو سياسية واضحة, وأنها يمكن أن تُلخص بـ«عبارات مبتذلة عن الخير والشر». في عام 2014 قررت ريوت غيمز أن توسع عالم رونتيرا بعيدًا عن اللعبة نفسها. وكتب موقع كوتاكو للألعاب إن هذا التغيير سيُسهل من نقل اللعبة إلى وسائل الإعلام الأخرى كالتلفاز مثلًا, لتجنب الركود الإبداعي, فأُنشئت رونتيرا مجموعة تحديثات من "رهاب المجهول إلى فانتازيا الفرسان والقادة إلى صراع قوى القراصنة", وعام 2015 في حدث ترويجي لأغراض تجميلية باللعبة, تصادم البطل جانكبلانك بشخصية القرصان مع صائدة الجوائز ميسفورشن, ما أدى إلى موته. عُطِّل جانكبلانك ولم يُسمح للمستخدمين بلعبه لمدة أسبوعين, في حادثة حركت فيها القصة اللعبة بدلًا من العكس.

عند إصدار ليغ أوف ليجيندز في 2009 كان هنالك 40 بطلًا فقط, لكن اعتبارًا من 2020 عاد الأبطال القدماء بتصميم جديد, وطرق لعب وقصص جديدة, وفاق عددهم الـ 150 بطلًا . في نهاية 2020 تعرضت ريوت غيمز لانتقادات عدة لفتحها حسابًا على تويتر لأحد الأبطال الخياليين الذي يعاني عددًا من الأمراض العقلية, كالقلق والعصبية والاحتيال ليشتهر لاعبو ليغ أوف ليجيندز بتصرفاتهم السلبية والمسيئة, وقد اعترفت ريوت غيمز بتلك المشكلة, واستعملت خاصية الإبلاغ, التي تتيح للمستخدم الإبلاغ عن زملائه في الفريق أو عن لاعبي الفريق المنافس, عند انتهاكهم القواعد السلوكية للعبة. ومراقبة الدردشة داخل اللعبة من قبل خوارزميات لديها القدرة على كشف السلوك المسيء, سواء كان عنصرية, أو مثلية, أو إيحاءات جنسية, أو حتى مصطلحات مسيئة مقتصرة على ليغ فقط .

ليغ أوف ليجيندز لعبة مجانية مع إمكانية شراء الأبطال وعدد مختلف من الأغراض التجميلية عن طريق عملات افتراضية, وحتى اليوم يوجد 5 سكنّات "الشكل الخارجي للشخصية" تتميز بجودتها العالية ودقتها بين تصاميم السكنّات الأخرى, وتقوم الشركة على تحسين جودة السكنّات بما يتماشى مع حداثة البرمجة التصميمية لإرضاء اللاعب .

في المراحل الأولى من تطوير اللعبة, عبّر الناشرون عن قلقهم من كون اللعبة متاحة مجانًا. وفق تقديرات سوبر داتا, ربحت ريوت غيمز حوالي 1.29 مليون دولار أمريكي من الإيرادات عام 2009. وبحلول عام 2011 ازدادت إيرادات الشركة حتى وصلت لما يفوق 86 مليون دولار أمريكي. وفي عام 2018 أصبح عدد المستخدمين النشطين يفوق الـ111 مليون لاعب, مع إيرادات سنوية تقدر بـ1.4 بليون دولار أمريكي, ما جعلها واحدة من أعلى الألعاب ربحًا لعام 2018, وجاءت بعد فورتنايت ودونجون فايتر أونلاين. أشار محلل يوبي سوفت توت وايدمان إلى أن 3% من اللاعبين فقط يدفعون ليلعبوا اللعبة, وهذا معدل دون المستوى, إذ إن معايير قطاع الألعاب تتراوح بين 15% و 25%. وأوضح أن السبب الوحيد لنجاح اللعبة هو عدد المستخدمين الكبير بشكل استثنائي.

كما نالت هذه السلسلة جوائز عالمية كثيرة, وقامت شركة نتفلكس بالتعاون مع شركة ريوت غيمز بإنتاج مسلسل أنيميشن مستوحى من شخصيات ليغ أوف ليجيندز اسمه " أركان" وكان تقييمه 9 من 10 حسب إحصائيات موقع .IMDb

هناك ثلاثة أنواع من العملات في ليغ أوف ليجيندز. نوع يمكن شراؤه بأموال حقيقية، وآخر يحصل عليه المستخدم عن طريق اللعب. أما الثالث فيُستخدم للحصول على مظهر البطل وأيقونات للمستخدم وصور تعبيرية عن طريق "صناعة الهيكستيك" وهي نظام الغنائم في ليغ أوف ليجيندز. في 2019 أعلنت ريوت غيمز عن نظام الإنجازات الخالدة الخاصة بكل بطل, عندما يكمل اللاعب المرحلة الأخيرة في نهاية الجولة تكافئه الشركة بالسماح له بتقييم اللاعبين الآخرين, والغاية بالتأكيد جذب اللاعبين وتشجيعهم للوصول إلى آخر مراحل اللعب وهي إنجازات مهمة خاصة بكل بطل, لكنها تلقت انتقادات عدة من الصحافة ومن اللاعبين لتكلفتها الباهظة وقيمتها المنخفضة .

عند إصدار المقطع الدعائي السينمائي السنوي للعبة, وبدلًا من عرض البطل المعتاد, كان نجم الفيديو عبارة عن نسخة فارغة من خريطة اللعبة, فخيب آمال المعجبين, لدرجة أن الشركة اضطرت إلى اتخاذ قرار بشأن المسؤولية العامة لشركة رييوت وإجرائها لتغييرات تجريبية . كما أثر فلم "حافة اللانهاية" الذي عرضته شركة راييت لفراشة ترفرف عبر الصدع تأثيرًا سلبيًا عند عرضه هذا العام بسبب بطء التحديثات المرئية للأبطال القدامى, ونقص خطط اللعب الجديدة, ووضع الصيانة.

تكمن المساوئ في سرعة وصول المعلومات من كمبيوتر اللاعب إلى السيرفر, فالثانية قد تؤثر على مجريات اللعب بين المتنافسين وبالتأكيد إنه لأمر مزعج, ناهيك عن التوتر الكبير الذي يرافق اللاعب في أثناء المنافسة، ما يؤدي إلى جو منفعل فيه الكثير من التلاسن والتأنيب بين الفريق الواحد والخصم في أثناء لعب لعبة عادية أو ذات مرتبة . بالإضافة إلى الجلوس لساعات طويلة وهذا خطر على الجسم وله تداعياته, وتحولها إلى إدمان خاصة عند الشباب اليافعين , وليعلم لاعبو ليغ أوف ليجيندز والألعاب المشابهة لها, أنه ولشدة الانفعال والجلوس الطويل دون حركة, قد تسبب وفاة اللاعب. فعليهم اللعب بحذر .