لا تشتري أي شاشة للألعاب إلا بعد قراءة هذا المقال.. ماذا تعرف عن معدل تحديث الشاشة؟

مع التطوّر الكبير لتقنيّات تصنيع الشاشات أصبح هنالك الكثير من الخصائص والأمور التي يجب أخذها بالحسبان عند شراء جهاز تلفاز أو حتى هاتف ذكي أحياناً، فمع اختلاف احتياجات المستخدمين بين مشاهدة الفيديو والتصميم ولعب الألعاب أصبح هنالك الكثير من الأنواع التي تختلف فيما بينها. على الرغم من كون الدقّة وتشبّع الألوان تعتبر أهم ما يتم التركيز عليه عادةً عند معظم المستخدمين، إلّا أنّ معدل تحديث الشاشة يعتبر الميزة الأهمّ لأي شخص يريد استخدام حاسوبه للعب ألعاب الفيديو.

تعتبر الشاشات ذات معدل التحديث العالي مرتفعة الثمن على الرغم من كونها لا تقدّم دقة عالية وتشبّع ألوان كافي مقارنة بشاشات أجهزة التلفاز والهواتف الذكيّة عادةً، حيث أنّها مخصصة لتشغيل ألعاب الفيديو على الحواسيب بشكل رئيسي، وذلك لتلبية متطلبات الألعاب ذات معدّل الإطارات العالي. تابع معنا هذا المقال لتتعرف على معدل تحديث الشاشة بشكل أكثر تفصيلاً بحيث تستطيع اختيار ما يناسبك في حال كنت ترغب باقتناء شاشة أو هاتف ذكي مستقبلاً.

اقرأ المزيد: مراجعة جهاز iPhone 8 Plus

يعبّر معدل تحديث الشاشة عن عدد المرّات التي يتمّ فيها تحديث ما يتم عرضه عليها في الثانية الواحدة، ويتم قياس ذلك بوحدة الهرتز (Hertz)، فعلى سبيل المثال في حال كان معدّل تحديث شاشتك 60 هرتز، فإنّ ذلك يعني أنها قادرة على عرض 60 صورة (إطار) في الثانية للفيديو أو اللعبة التي تلعبها كحدّ أقصى.

عندما كانت شاشات CRT الشهيرة بحجمها الكبير ما زالت واسعة الانتشار، كان معدل تحديث الشاشة أمراً مهماً لجميع المستخدمين، وذلك بسبب كون معدل التحديث المنخفض لبعض الأنواع يؤدي لحدوث مشاكل في العرض مثل خفقان الشاشة (Display Flickering)، لذلك كان الحصول على شاشة بمعدل تحديث كافي ضرورياً حتى للاستخدام العادي مثل مشاهدة الفيديو ولعب بعض الألعاب البسيطة.

يعود السبب وراء ذلك لطريقة عمل شاشات CRT، حيث أنّها تحتاج لعرض كل إطار بشكل منفرد على عكس الشاشات الحديثة التي تقوم بتحديث البكسلات بشكل مستقلّ بحيث تستهلك وقتاً أقل عند عرض كل إطار، لذلك قلّت أهميّة معدل تحديث الشاشة مع انتشار تقنيات الشاشات الحديثة OLED وLCD حيث أنها أصبحت قادرة على العمل بشكل جيّد مهما كان معدل التحديث فيها دون حدوث مشاكل الخفقان كما هو الأمر مع شاشات CRT.

معظم الشاشات الآن أصبحت تأتي بمعدل تحديث 60 هرتز على الأقل، حيث يعتبر كافياً للاستخدام العادي ومشاهدة الأفلام والمسلسلات واليوتيوب بسبب كون معدل الإطارات فيها لا يتجاوز 60 إطاراً في الثانية وبذلك لم يعد معدل تحديث الشاشة مهماً لمعظم المستخدمين.

ولكن مع تطوّر ألعاب الفيديو وتطوّر عتاد الحاسوب معها بشكل كبير في السنوات الأخيرة ازداد انتشار الألعاب ذات معدّل الإطارات العالي الذي تجاوز حاجز الـ 60 إطار بحيث أصبح تواجد شاشات بمعدل تحديث عالي أمراً ضرورياً لتشغيل الألعاب الحديثة.

اقرأ المزيد: إطلاق لعبة ببجي لايت PUBG Mobile Lite في عدد من الدول

الجواب المناسب على هذا السؤال يعتمد على نوع الألعاب والدقة التي تريد اللعب فيها بالإضافة لنوع مشغّل الألعاب بالطبع، ففي حال كنت لا تجد مشكلة في اللعب بدقات مثل 1440p أو 1080p فمن الأفضل اختيار شاشة بمعدّل تحديث 120 أو 144 هرتز، حيث أن معظم الألعاب التي قد تريد لعبها بدقّة 1080 أو1440p تستطيع تقديم معدّل إطارات عالي بحيث يكون مناسباً لشاشة بمعدّل تحديث حتى 144 هرتز.

في السنوات الأخيرة بدأت الشاشات ذات معدل التحديث 240 هرتز بالانتشار، وعلى الرغم من تواجد بعض الألعاب التي تدعم عرض 240 إطاراً في الثانية إلّا أنها ما زالت قليلة الانتشار وتحتاج لعتاد قوي لتشغيلها بالإضافة إلى أنّه عليك التضحية بالدقّة قليلاً لتتمكّن من عرض 240 إطار في الثانية، ناهيك عن كون هذه الشاشات دائماً ما تكون مرتفعة الثمن بشكل كبير مقارنة مع الأنواع الأخرى.

في حال كنت تفضّل اللعب بأعلى دقّة متاحة (دقّة 4K حالياً) فستكون مضطراً للتضحية بمعدل تحديث الشاشة العالي للأسف، حيث أنّ معظم شاشات 4K المتاحة حالياً ما زالت لا تقدّم معدّل تحديث أعلى من 60 هرتز، بالإضافة لبعض الأنواع قليلة الانتشار والتي تدعم 120 هرتز لكنها ما زالت مرتفعة الثمن بشكل كبير، كما أنّ عتاد الحواسيب الحاليّة ما زال معظمها لا يستطيع تشغيل ألعاب بدقة 4K ومعدل إطارات أعلى من 60 في معظم الأحيان.

من الجدير التنويه أن مشغلات الألعاب مثل Xbox وPS4 ما زالت لا تدعم أكثر من 60 إطاراً في الثانية، لذلك في حال كنت تخطط لشراء شاشة لوصلها مع أحد تلك المشغلات فمن الأفضل التركيز على الدقّة والسطوع وتشبّع الألوان عوضاً عن معدل تحديث الشاشة حيث أنّ 60 هرتز تعتبر كافية هنا.

اقرأ المزيد: احترف قصص انستغرام Instagram Story مع هذه الحيل !

كما هو الأمر مع المعالجات وبطاقات الرسوميات فإنّ بعض أنواع الشاشات أيضاً تدعم كسر سرعتها وتجاوز الحدود التي تضعها الشركات المصنّعة على معدّل التحديث، ولكن على عكس المعالجات وبطاقات الرسوميّات فإنّ كسر سرعة الشاشة ليس أمراً واسع الانتشار، وذلك بسبب قلّة الأنواع التي تدعم هذا النمط من التعديلات بالإضافة لكونها تسبب حدوث الكثير من المشاكل فضلاً عن كون القيام بذلك يلغي الضمان بالكامل.

في حال أردت زيادة معدل تحديث الشاشة لديك فمن الأفضل التأكد من كونها تدعم كسر السرعة، والبحث بشكل جيّد لمعرفة ما إذا كان القيام بذلك قد سبب مشاكل لباقي المستخدمين الذين يملكون نفس نوع شاشتك، بالإضافة إلى أنّ بعض الشاشات التي تأتي حرفياً بنفس رقم الإصدار قد تختلف فيما بينها، حيث من الممكن أن تجد بعض المستخدمين قاموا بكسر سرعة شاشة ما من 60 حتى 75 هرتز، فيما أن شاشتك التي تمتلك نفس رقم الإصدار لا تتيح لك ذلك.

لفترة طويلة بقي معدل تحديث الشاشة القياسي لجميع الهواتف الذكيّة هو 60 هرتز، حيث أنّ هذا المعدّل يعتبر مثالياً بسبب كون معظم ألعاب الهواتف لا تدعم معدّل إطارات أعلى من ذلك بالإضافة إلى أنّ الفرق بين معدلات التحديث في الشاشات صغيرة الحجم لا يكاد يُذكَر عند الاستخدام العادي. ولكن في عام 2017 قامت Razer بإطلاق هاتف Razer Phone والذي قام بكسر هذه الحدود بفضل شاشته التي أتت بمعدل تحديث 120 هرتز لأول مرة.

قامت بعض شركات الهواتف الذكيّة مثل Asus وOnePlus بالمشي على خطى Razer حيث قامت بإطلاق هواتف بمعدل تحديث بين 90 و120 هرتز أيضاً، وعلى الرغم من كون استخدام شاشات بهذا المعدّل العالي قد يحسّن قليلاً من تجربة استخدام الهاتف عبر جعل تأثيرات التنقّل أكثر سرعة وسلاسة، إلّا أن ذلك لا يبرر استهلاك البطارية المرتفع كما هو الحال مع هاتف Oneplus 7 Pro الذي كان يعاني قليلاً من استهلاك الطاقة مقارنة بغيره من هواتف OnePlus الأخرى.

اقرأ المزيد: بعد إيقاف خدمة الروابط المختصرة من جوجل … إليك أفضل مواقع اختصار الروابط