تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

إنترنت الأشياء (IoT) و أهميته في حياتنا

ولاء الحايك
ولاء الحايك

5 د

من الأدوات الذكية إلى المنازل والمدن الذكية، تمكنّا في الوقت الحالي من التوصل لدمج كل ما حولنا إلى أجهزتنا الذكية؛ للتحكم بكل الأمور التي تهمنا كأفراد، كإغلاق الفرن عن بعد بدلًا من العودة جريًا إلى المنزل، وتجنب الأزمة القلبية الناجمة عن هلع نسيان الأمور البسيطة في المنزل، لكن الأمر أكثر من ذلك بكثير … فما هو إنترنت الأشياء، وإلى أين يتجه مستقبلًا؟

إنترنت الأشياء هو مفهوم يشمل الأشياء اليومية، من الآلات الصناعيّة إلى الأجهزة التي يمكن ارتداؤها، حيث باستخدام الحسّاسات المدمجة لجمع البيانات، يتم اتخاذ إجراءات بشأن البيانات عبر شبكة الإنترنت، وبناءً على ذلك تُستخدم الحسّاسات بصورة آلية لضبط التدفئة والإضاءة، أو تنبيه موظفيّ الصيانة بواسطة معدّات إنتاج في حالات الفشل الطارئة. أي ببساطة، إنترنت الأشياء هو مستقبل التكنولوجيا الذي يمكن أن يجعل من حياتنا أكثر فعّاليةً.

لم يمر سوى سنوات قليلة ماضية حين رأينا الإمكانات الحقيقية لإنترنت الأشياء، فقد أصبح مفهوم تطوّر شبكة الإنترنت اللاسلكية أكثر انتشارًا، وتطوّرت الحسّاسات المدمجة بشكل رهيب، وبدأ الناس في فهم التكنولوجيا التي يمكن أن تكون وسيلةً شخصيّةً، وكذلك مهنيّةً.

وقد صيغ مصطلح “إنترنت الأشياء” في أواخر عام 1990 من قبل رجل الأعمال كيفين إشتون Kevin Ashton، وكان أحد أفراد الفريق الذي ربط الأشياء عبر شبكة الإنترنت، وقال بأنّه استخدم مصطلح إنترنت الأشياء لأول مرّة في العرض الذي قدّمه في عام 1999، وبقي هذا المصطلح مرافقًا له منذ ذلك الحين.

فيديو يوتيوب

لماذا يعتبر إنترنت الأشياء مهمًا في حياتنا؟

ستُفاجَأ عندما تعلم بعدد الأشياء المرتبطة بالإنترنت، ومقدار الفائدة الاقتصادية التي يمكن أن تُجنى من تحليل تدفقات البيانات، وهنا بعض الأمثلة التي ستبين تأثير إنترنت الأشياء على كثير من الصناعات:

أولًا: حلول النقل الذكيّة لتسريع تدفق حركة المرور، مما يؤدي إلى توفير استهلاك الوقود، و إعطاء الأولوية في المواعيد لإصلاح المركبات وإنقاذ الأرواح.

ثانيًا: شبكات الكهرباء الذكيّة الأكثر كفاءةً في وصل الموارد المتجددة، وتحسين مصداقيّة النظام وإلزام العملاء باستهلاك أقل.

ثالثًا: أجهزة حسّاسات المراقبة التشخيصيّة والتنبؤية، وانتظار مشاكل الصيانة وحالات نفاذ المخزون على المدى القريب، وكذلك تحديد مواعيد لطاقم الصيانة من أجل إصلاح المعدّات وتلبية الاحتياجات الإقليمية.

رابعًا: بناء الشبكات المعتمدة على البيانات في البنية التحتيّة للمدن الذكيّة، مما يسهل على مجالس البلديّات في إدارة تصريف البيانات وتطبيق القانون، وغيرها من البرامج بكفاءة أكبر.

خامسًا: عندما لا يتواجد الحليب في ثلاجتك، وفي أثناء عودتك من العمل ستحصل على تذكير من ثلاجتك بضرورة التوقف عند المتجر لشرائِه.

سادسًا: نظام الأمن المنزلي الخاص بك، والذي يُتيح لك بالفعل التحكم عن بعد بالأقفال، ونظام الحرارة في المنزل، وكذلك يمكن تبريد المنزل وفتح النوافذ، كما تريد.

حيث يُستخدم إنترنت الأشياء في كثير من المجالات مثل: الخدمات الصحيّة، وتجارة التجزئة، والصناعة، والنقل، وفي المرافق العامة، بالإضافة إلى الاتصالات السلكية واللاسلكية.


أبسط الأشياء التي نعتمد بها على إنترنت الأشياء في حياتنا العملية:

تتيح لك هذه التقنية أن تطمَئِن على طفلك على سبيل المثال، حيث تهدف إلى مساعدة الأهل في البلدان النامية، وتوفير معلومات فورية لهم عن تنفس الطفل، ودرجة حرارته، وموضعه، بالإضافة إلى مستوى نشاطه على الهواتف الذكية.

كذلك يمكن أن تذكرك بأخذ أدويتك، حيث توجد الجلوكابز glowcap التي تضيء، وترسل لك إيميلًا بأسماء زجاجات الدواء المناسبة لك، وتقدم عن طريق شرائح لاسلكية خدمات لوصف حمية لمساعدة الناس المرضى.

يمكنك أيضًا تتبع مستوى النشاط لديك، باستخدام مجموعة من الحسّاسات وخيارات التوصيل، حيث سيتوفر لديك في جيبك جهاز إنترنت أشياء ذو كفاءة عالية يمكنه بصورة آلية مراقبة حركاتك، وموقعك، وتدريباتك طوال اليوم.

بالإضافة لمراقبة أحد أفراد الأسرة المسنين، وذلك باستخدام زر التنبيه المحمول، وغيرها من أجهزة الاستشعار اللاسلكية المنفصلة المتوزعة في جميع أنحاء المنزل.

كم مرةً خرجت من المنزل وعدت ثانيةً للتأكد من أنّ الفرن مغلق؟ أو بقيت كل النهار قلقًا من احتراق منزلك بسبب الفرن؟ تسمح المنافذ الذكية مثل: وايمو بتشغيل وإطفاء أي جهاز موصول حالًا من شتى أنحاء العالم، أو حتى من غرفة جلوسك ببساطة!

ومن أهم الأمور بالنسبة لمعظمنا تعقب المفاتيح المفقودة، حيث يمكنك بسهولة تعقب المفاتيح المفقودة أو الهاتف الخليوي في منزلك باستخدام البلوتوث، وغيرها من أجهزه التكنولوجيا اللاسلكية مثل: وسِم كوبرا Cobra، بدلًا من البحث في كل مكان والتأخر عن مواعيدك!

باستخدام جهاز مثل جهاز كتلة النينجا، ومجموعة من أجهزة الاستشعار الإضافية يمكنك تتبع  فيما إذا كان أنبوب المياه قد انفجر في الطابق السفلي الخاص بك، أو في حال تواجد حركة داخل منزلك عندما تكون بعيدًا، ويكون ذلك تلقائيًا عبر إرسال إشعار عن طريق البريد إلكتروني، أو رسالة نصية في حال حدوث شيء ما.

كذلك تتيح إبقاء النباتات الخاصة بك على قيد الحياة، سواءً عن طريق الاعتناء بالمزروعات الصغيرة أو الحديقة الخلفية الكبيرة، بمساعدة مجموعة من الأنظمة و أجهزة الاستشعار والاتصال عبر شبكة الإنترنت التي تساعدك في توفير الوقت، والموارد من خلال الحفاظ على استمرارية نمو النباتات بناءً على احتياجاتها الفعلية.

وأيضًا المساهمة في إبقاء الشوارع نظيفة، فالمنتجات مثل: الاتصالات الخلوية تمكّن سلة المهملات الذكية من استخدام البيانات في الزمن الحقيقي، وجمع التنبيهات للسماح لخدمات البلدية بمعرفة متى يجب إفراغ السلل، ويمكن لهذه المعلومات أن تخفّض بشكل كبير عدد الشاحنات الصغيرة المطلوبة، وأن توفر الوقود والمال لإدارات الخدمات الاجتماعية المحلية.


مستقبل إنترنت الأشياء، وكيف سيبدو العالم بعد حين؟

ظهور التكنولوجيا الكثيرة، والانتقال إلى الأدوات الرقميّة التي تدعم العمليات والاتصالات والتحليل، وصنع القرار في كل جزء لن يغير من الغرض الأساسي لنظم الإنتاج. ومع ذلك، فإنّه سيتم تحويل الطريقة التي تمَّ بناؤها وتشغيلها بها، وسيتم تقديم التحسينات لإنترنت الأشياء عبر أربعة مجالات رئيسية وهي: الاتصال، السرعة، الوصول والتمكين.

وكذلك فإنّ أمن إنترنت الأشياء لن يتغيّر كثيرًا، فالبشر سيظلون بشرًا يرتكبون الأخطاء، وربما ستكون الحواسيب الكموميّة في نهاية المطاف قادرةً على خرق شيفرة في أجزاء من الميلي ثانية، ولكن التشفير الكمّي سيسمح بإيجاد سبل جديدة لضمان نقل البيانات.

حيث تعرضت مليارات من كلمات السر للخطر، فبين عشية وضحاها تم استنزاف بضعة مئات من آلاف الحسابات المصرفية، وتوقفت المعاملات لعدة أيام، واستغرق الأمر شهورًا لاستعادة جميع الأموال بشكل صحيح، وبعد فترة ليست بالطويلة، طلبت الأنظمة الاتحادية التشفير الكمّي في نقل وتخزين البيانات المالية.

ذو صلة

الشيء الأخير الذي من المهم حقًا التحدّث عنه، هو أكبر من إنترنت الأشياء ولكنه متعلق به، وهي الآثار الاقتصادية المترتبة على الإنترنت بعد 50 عامًا، فالإنترنت بشكل أساسي يجعل كل شيء يلامسه أكثر كفاءةً.

بعد بضعة أعوام قد يصبح كل شيء ذكيًا تمامًا كأفلام الخيال العلمي، وهذا ليس بالبعيد وليس بالخيال … وإنما فقط روعة التكنولوجيا التي ستجعل من أفلام الخيال العلمي واقعًا!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ممكن نتعلم التكنولوجيا بآي طريقه في مصر أرجو آلافاده

ذو صلة