تريند 🔥

🤖 AI

قصة نجاح نيتفلكس – من متجر تأجير DVD محلي إلى السيطرة على خدمة البث الحي

قصة نيتفلكس
بشرى أبو عجيب
بشرى أبو عجيب

5 د

الإلهام يأتي في بعض الأحيان على هيئة موقف محرج قد تتعرض له، تجربة مهما كانت بسيطة أو سيئة للغاية قد تنتج عنها إمبراطورية ما في أحد الأيام!! هذا بالضبط ما حصل مع ريد هاستينغز ودفعه لتأسيس إحدى أهم الشركات المسيطرة حاليًا على عالم البث الحي وإنتاج الأفلام والمسلسلات، إليكم قصة نيتفلكس.


بداية فكرة موقع نيتفلكس

ريد هاستينغز

درس  مؤسس موقع نيتفلكس الأمريكي ريد هايستينغز Reed Hastings الرياضيات، وتخرج من الكلية في عام 1978، وحصل على جائزتين في تخصصه قبل التخرج، ثم عمل مدرس رياضيات للمرحلة الثانوية في سويسرا لمدة عامين، قبل عودته إلى بلده أمريكا، حيث درس الماجستير وحصل على الشهادة في تخصص علوم الكمبيوتر عام 1988، من جامعة ستانفورد الأمريكية Stanford University.

اقرأ السيرة الذاتية الكاملة لـ ريد هاستينغز على بايوغرافي!

بعد بيعه شركته الأولى Pure Software، أمضى ريد بعض الوقت يبحث عن فكرة لمشروع عمل جديد ليبدأ به، أو فرصة عمل ثمينة ليقتنصها. وفي هذه الفترة في أحد الأيام، كان قد استأجر فيلمًا من متجر مشهور، وتأخر في إعادته لمدة ستة أسابيع، فغرّمه المتجر مبلغ 40 دولار، مما سبّب له الحرج والضيق.

كانت هذه اللحظة بداية تشكل فكرة مشروعه الجديد في رأسه، فكّر ريد بمدى قوة متجر الأفلام هذا، فرغم طوابير المستأجرين الطويلة، وضعف تشكيلة الأفلام الموجودة لديه، والطريقة المعقّدة في إعادة الأفلام المستأجرة، وغرامات التأخير التي تتجاوز قيمة شراء شريط الفيلم، ومع ذلك لا يزال المتجر يغصّ بالعملاء والزبائن، كل هذه علامات ضخمة ومهمة على وجود سوق ضخم لهذا النوع من التجارة، وهذا ما شجّع ريد على مشروعه الجديد.

كانت فكرة مشروعه تعتمد على تأجير الأفلام بطريقة مريحة، والاستغناء عن الانتظار في الطوابير، وبدون تحديد مدة استئجار الفيلم، ودون الحاجة إلى زيارة المتجر للاستئجار أو الإرجاع، بل كل ذلك عن طريق البريد، مع توفير تشكيلة أفضل وأوسع من الأفلام وخصوصًا الأفلام الرائجة، وتخفيض سعر الاستئجار عن بقية المتاجر.


انطلاقة المشروع

في عام 1997، بدأ ريد بتطبيق فكرته وافتتح شركته Netflix بالاشتراك مع صديق له، لتأجير الأفلام عبر البريد في أمريكا فقط. بإمكان العميل اختيار الفيلم الذي يريده من باقة مكونة من 900 فيلم بدايةً، ويتم الطلب عبر الإنترنت، فيصل إليه خلال يوم أو يومين ومعه ظرف آخر للإرجاع. عند الرغبة في إعادة الفيلم، يتم وضع القرص في الظرف المرفق ووضعه في أحد صناديق البريد. العملية كانت قمة في الراحة والسهولة، ومع ذلك لم تكن الأمور تجري كما يحبّ ويتمنى ريد، فالمبيعات لم تصل إلى طموحاته، أو إلى أرقام مشجعة كحدّ أدنى.

نيتفلكس

كان على ريد التفكير والبحث عن الأسباب، حتى توصّل إلى سببين رئيسين:

الأول أن العملاء لم يعتدوا على اختيار وطلب الأفلام عبر الإنترنت، فهذه الفكرة كانت غريبة بعض الشيء عنهم، لذلك كان بحاجة إلى الصبر حتى تنتشر فكرته، وإلى تعريف العملاء على كيفية استخدام منتجه، فهم اعتادوا على الوقوف بين رفوف المحلات بصحبة الأصدقاء ومشاهدة أغلفة الأفلام والحديث عن الأفلام وما فيها من أحداث، ثم اختيار الأنسب بعد التشاور.

أما السبب الثاني أنه يؤجر أفلام DVD، وفي تلك الفترة لم تكن مشغلات تلك الأقراص منتشرة في أغلب البيوت الأمريكية.


التغلب على العقبات والنمو الهائل للمشروع

في شهر سبتمبر عام 1998، ظهرت فضيحة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع مونيكا لويسكي، فاستغلّ ريد هذه الفضيحة للتسويق لشركته، فقام بنسخ 10000 نسخة DVD مما أفادته أمام لجنة التحكيم الكبرى، وقام بتأجير كل نسخة بـ 2 سنت،بالإضافة إلى 2 دولار قيمة الشحن.

بحث ريد عن حلول أخرى لمشروعه، فخطرت في باله فكرة خدمة مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت باشتراك شهري. يقول ريد واصفاً تلك الفكرة عندما حاول تطبيقها:


كنت أعلم أنها لن تكون فكرة سيئة، لكن لم أكن أعلم أنها ستكون فكرة عظيمة.

ثم بدأ في تنفيذها في سبتمبر عام 1999، وجعل الشهر الأول للاشتراك مجانياً، فكانت النتيجة المبهرة بأن 80% من المشتركين بالخدمة جدّدوا اشتراكاتهم في الشهر الذي يليه.

لم تكن الفكرة لتنجح بهذه السهولة، فهناك عائقان كبيران وقفا في وجه ريد: الأول أن مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت تحتاج لمساحات ضخمة على سيرفرات مستقرة والتي لم تكن تتوفر في ذلك الوقت إلا بشكل نادر وسعر مرتفع جدًا، فاحتاج الأمر منه إلى البحث عن شريك مموّل ليدعم استئجار السيرفرات. أما العائق الثاني فكان العقود المبرمة مع الشركات المنتجة للأفلام والقنوات المالكة للحقوق. واحتاج هذا الأمر منه، بالإضافة إلى الكثير من الوقت و المال، إلى الكثير من الجهد والمفاوضات المُضنية مع هذه الأطراف المختلفة.

تلقى ريد دعمًا من شريك جديد أُعجب بفكرته وطموحه وقدراته، بقيمة 30 مليون دولار، استُخدمت في بناء الشركة و عروضها الترويجية. كما استطاع إبرام العديد من العقود مع القنوات والشركات المنتجة للأفلام مثل كولومبيا تريستار و وارنر هوم فيديو. كما أنه في منتصف عام 2000، عرض شركته في سوق الأسهم الأمريكية، مما يعني للمستثمرين صحة الشركة ماليًا ونجاحها وسيرها على طريق الشركات الكبرى كمايكروسوفت وجوجل وآبل.


أرقام مهمة

اعتُبرت نتفليكس من أنجح مشاريع المواقع الإلكترونية..

  • في سبتمبر 2002، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن نيتفلكس أرسل حوالي 190،000 قرص مدمج يومياً إلى 670،000 مليون مشترك شهرياً
  • وفي عام 2006 بلغ عدد المشتركين في خدمة Netflix أكثر من 6.5 مليون مشترك
  • وصل عدد المشتركين إلى 14 مليون مشترك في مارس 2010، كما بلغت مبيعاتها 997 مليون دولار
  • أصبحت الشركة تقدّم خدمتها في كل من كندا وأمريكا الجنوبية بجانب الولايات الأمريكية المتحدة وأوروبا
  • بلغ عدد المشتركين في 2017 حوالي 117 مليون مشترك

في عام 2011 بدأت نتفلكس بصنع المحتوى الخاص بها، وكانت البداية مع مسلسل House of Cards الشهير الذي بدأ عرضه في 2013. ومنذ ذلك الحين أطلقت نتفلكس عددًا من أهم المسلسلات في الوقت الحالي، منها Stranger Things وGlow وOrange Is The New Black وغيرها الكثير.

من الجدير بالذكر أن مسلسل Stranger Things وحده قد حاز على خمسة من 18 جائزة ايمي رشّح لها في عام 2017!

ذو صلة


هل هنالك شركات تودّون قراءة قصتها؟ شاركونا اقتراحاتكم في التعليقات

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة