من خسارات بالمليارات إلى التحليق في السماء .. تعرف على قصة نجاح شركة SpaceX

من منا لا يعرف فيلم الرجل الحديدي وقصة العالم العبقري الذي يبتكر رجل آلي ليتمكن من إنقاذ نفسه. لكن ماذا تعرفون عن الرجل الحديدي في الحياة الواقعية؟ وما الذي قدمه في مجال صناعة المركبات الفضائية؟ وماهي حقيقة أحلامه في إنشاء مستعمرات للبشر على سطح المريخ؟

إننا نتحدث عن إيلون موسك أو المعروف بـ الرجل الحديدي الحقيقي، هو مؤسس شركة Space Exploration Technologies  الخاصة لصناعة المركبات الفضائية والنقل إلى الفضاء؛ بالإضافة إلى  SpaceX  فقد أسس شركات أخرى مثل شركة تسلا المتخصصة بصناعة السيارات الكهربائية وشارك في تأسيس شركة باي بال.

كان ماسك يحلم بمشروع أراد تسميته “واحة المريخ Mars Oasis”، أراد من خلاله وضع دفيئة مصغرة على المريخ تحوي بذورًا وهلا رطب لإنشاء نظام بيئي مناسب لنمو النباتات على المريخ. بالإضافة للعمل على النظام البيئي الهدف الآخر كان إعادة إحياء الناس بمشاريع ناسا لاستعمار واستكشاف المريخ، لكن للأسف أحلامه وصواريخه والدفيئة كانت مكلفة للغاية!

لكن ماسك لم يستسلم وفكر بالحل وفي عام 2002 قام بتأسيس شركة سبيس اكس، في هاوثورن في كاليفورنيا. كانت أهداف ماسك كبيرة فكان يرغب بتصميم صواريخ قابلة للاستعمال مرة ثانية والهبوط على سطح الأرض، وخفض تكلفة النقل إلى الفضاء من خلال إعادة استخدام أجزاء من الصواريخ التي يتم إطلاقها، الأمر الذي استطاع النجاح به ولكن بعد عدة محاولات فاشلة!

في البداية كان على إيلون ماسك أن ينفق من ماله الخاص لتحقيق أحلامه، وإقناع الاخرين بإمكانية النقل الخاص إلى الفضاء. وفي النهاية استطاع تحقيق مراده، والآن فإن SpaceX هي الرقم 1 في صناعة المركبات الفضائية الخاصة، بالإضافة لذلك فإن 80% من أجزاء أي صاروخ من إنتاج SpaceX يتم تصنيعه في الشركة نفسها!

دفع منذ عام 2002 حوالي 100  مليون دولار للشركة بنفسه، قبل أن يحصل على تمويل من شركات أخرى. ففي عام 2015 جمعت SpaceX حوالي 1 مليار دولار من جوجل و Fidelity مقابل 8% من أسهم الشركة.

أول محاولة لإطلاق صاروخ لـ SpaceX كانت عام 2006 بعد أربع سنوات من تأسيس الشركة وقد باءت بالفشل بسبب صدأ في المحرك، وأيضًا كان هذا مصير المحاولة الثانية عام 2007 حيث أن المحركات توقفت قبل إطلاق الصاروخ وفي المرة الثالثة انتهى الأمر بالصاروخ في البحر، ولكن لسوء الحظ هذه المرة كان محمل بحمولة لوكالة ناسا.

نتيجة لهذه المحاولات الثلاث الفاشلة كانت الشركة على وشك الإفلاس ولكن ماسك لم يستسلم وأصر على تحقيق أحلامه والمحاولة مجدداً، وخلال هذا الوقت تلقى مساعدة من قبل الملياردير بيتر ثيل، الذي كان أول مستثمر خارجي للشركة.

وبالفعل في عام 2008 تم أول إطلاق ناجح  لـ الصاروخ فالكون1 التابع لـ SpaceX والمزود بالوقود السائل واستطاع الوصول إلى المدار حول الأرض. وكانت تلك الانطلاقة الفعلية للشركة حيث تتالت بعدها النجاحات والصفقات التجارية. في عام 2008 وبعد أول إطلاق ناجح للصاروخ، وقعت شركة ناسا عقود مع سبيس اكس بقيمة 1,6 مليار دولار مقابل نقل 20 طن متري من الحمولات إلى المحطة الفضائية الدولية عبر 12 رحلة فضائية.

كما وقعت سبيس اكس على اتفاقية مع ناسا بقيمة 75 مليون دولار لتطوير تصميم مركبة دراغون الخاصة لنقل طاقم من رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية

في عام 2010 استطاعت SpaceX أن تطلق فالكون 9 إلى المدار حول الأرض وتستعيده، وبذلك أصبحت أول شركة خاصة تقوم بذلك. وفي عام 2013 كانت أول شركة خاصة تطلق صاروخ إلى المدار الجيوتزامني (أي المدار المتزامن مع دوران الأرض).

أيضًا في عام 2014  وبعد أن اختارت ناسا SpaceX وBoing كشركتين سيتم تمويلها لتطوير مركبات تنقل رواد الفضاء، فازت سبيس اكس بمبلغ 2,6 مليار دولار لإكمال لتطوير مركبة دراغون 2 وإطلاقها في عام 2017.

ولكن بتاريخ 28 حزيران 2015 في عيد ميلاد مؤسسها ايلون ماسك، اختفى الصاروخ بعد وقت قصير من إطلاقه وكان على متنه حمولتين من ناسا لمحطة الفضاء الدولية مما جعل شركة ناسا تقوم بتخفيض قيمة عقودها مع SpaceX. وأيضاً في عام 2016 انفجر الصاروخ قبل انطلاقه وذلك أثناء تزويده بالوقود.

في فبراير من هذا العام حققت SpaceX نجاح كبير بإطلاق صاروخ فالكون الثقيل بتكلفة 90 مليون دولار إلى المدار حول الأرض، والمحمل بسيارة من نوع تسلا، وقد تم بنجاح استرداد اثنين من أصل ثلاثة من تعزيزات الدفع المزود بها الصاروخ.

ومؤخراً أعلنت القوات الجوية الأمريكية أنها تنوي إرسال حمولة لها على متن صاروخ من نوع سبيس اكس. كما أعلن إيلون ماسك أنه يخطط في السنوات المقبلة لإطلاق صاروخ BFR بحجم أكبر من فالكون هيفي.

من الجدير بالذكر أنه من ضمن مخططات SpaceX  إيصال الانترنت إلى جميع أنحاء العالم! وذلك من خلال مشروع كوكبة يحمل آلاف الأقمار الصناعية التي تبث الانترنت إلى كل مكان، بما فيها المناطق النائية التي لا يتواجد فيها انترنت… بالتأكيد سيكون المشروع المفضل لدى الجميع 🤩🤩

تعرض إيلون موسك لموجة انتقاد وغضب عقب تصريحه على حسابه الشخصي على تويتر أنه باع 20000 قاذفة لهب وأضاف مازحاً “أن قاذفات اللهب تكون مفيدة ضد الزومبي مستقبلاً” وجاء ذلك بعد أن اندلعت في ديسيمبر الماضي حرائق هائلة في كاليفورنيا بلغت خسائرها حوالي 177 مليون دولار.

بالإضافة لذلك تعرض لموقف لا يحسد عليه بعد تدخينه للماريجوانا في بث مباشر، فالبعض رأى أنها تصرفات مرحة لكن الغالبية الجادة قد رأت أن ذلك تصرف غير مسؤول وقد تسبب في نزول أسهم شركته تسلا بعد ذلك!!