5 مهارات تقنية تساعدك على جلب وظيفة أحلامك

في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه، لم يعد أصحاب الشركات و الـ HR يبحثون عن الشهادات الجامعية والخبرة العملية فقط. بل أصبحت هناك قائمة كبيرة من المهارات التقنية التي ترتبط بكل مجالات العمل. بعض تلك المهارات قد يكون بين يديك أو تملكه بالفعل، وهناك بعض المهارات التي تتطلب منك البحث و بذل بعضٍ من الجهد حتى تصبح جاهزة لسيرتك الذاتية.

المهارات التقنية هي المهارات التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر باستخدام التكنولوجيا من حولنا. سابقًا كانت مهارات الكمبيوتر "Computer Skills" من ضمن المهارات المطلوبة في أثناء تصفحك الوظائف الحديثة آنذاك. أما الآن، فلم تعد الشركات تتطلب هذه المهارات، بل يجذب انتباهها دائمًا المهارات التقنية التي تساعد الموظفين على أداء مهامهم بشكل أفضل كما أنها تفتح مجالًا لتطوير منتجاتهم من خلال مهارات تقنية حديثة.

الجدير بالذكر أن بعض تلك المهارات يتطلب أن يكون مجال عملك مرتبطًا بشكل مباشر بالتكنولوجيا الحديثة. فما فائدة تعلم البرمجة بالنسبة لمهندس مدني أو طباخ مثلًا. لكنها مهارة أساسية بالنسبة إلى مهندس برمجيات أو مطور مواقع الويب وحتى للمحاسبين. لذلك إليك أهم تلك المهارات وكيف يمكنك تعلمها.

لا يجب أن تخلو السيرة الذاتية لشخص باحث عن عمل في المجالات التقنية من إحدى لغات البرمجة. الأمر لا يتوقف على بناء تطبيقات ومواقع، بل بدأت البرمجة في الدخول لكافة مجالات الحياة. فقد شهدنا منذ أشهر قليلة الانتشار الواسع لـ Chat GPT، ذلك الذكاء الاصطناعي الذي يحقق الأحلام. هناك أيضًا مجالات قادمة في المستقبل مثل برمجة السيارات ذاتية القيادة.

جميع تلك المجالات تبدأ من لحظة تعلمك للغة برمجة، بخلاف ذلك هناك مجالات لا ترتبط بشكل مباشر بالتكنولوجيا، ولكنها استطاعت تحقيق استفادة هائلة باستخدام لغات البرمجة مثل جمع بيانات العلماء عن طريق مكتبات برمجية متخصصة في ذلك أو إنشاء خوارزميات لحساب رواتب الموظفين والخصومات والحوافز وما إلى ذلك.

لهذا يجب أن تمتلك مهارة التعامل مع أي لغة برمجة ستحتاجها شركتك يومًا ما. أما عن أهم اللغات التي يجب عليك تعلمها فهي: Python، و Java/Java Script، و CSS وHTML، و SQL، و ++C، و R. لا تقلق، تعلُّم تلك اللغات ليس بالأمر الصعب، فالدورات والمقاطع التعليمية تملأ اليوتيوب و المنصات التعليمية، وما عليك إلا تخصيص وقت بسيط من يومك لها.

القدرة على إدارة فريق من الموظفين وتوجيههم وتنسيق الموارد والميزانيات، تلك إحدى أهم المهارات الإدارية التي يجب أن تتواجد في سيرتك الذاتية، وهي مهارة مطلوبة بشدة في كافة المجالات التقنية وغير التقنية.

بالتأكيد يومًا ما سيحتاجون في مجال عملك مديرًا أو شخصًا ما يترأس مشروعًا معينًا، الأمر الذي سيتطلب شخصًا -بخلاف مهاراته الشخصية- يتمتع بمعرفة حول أساسيات الإدارة و الأدوات المستخدمة.

من أهم الأدوات التي تستخدمها الشركات الكبرى لإدارة أعمالها وعليك أن تكون على دراية بها: Monday.com، و Asana، و Microsoft Teams، و Slack، و Trello. الأمر لا يتطلب أكثر من البحث عن شروحات لتلك المواقع و الأدوات و تجربتها بنفسك.

الإنترنت عالم واسع للغاية ومليء بالمعلومات التي تنتظر من يستخرجها ويستفيد منها. لكن البحث عن معلومة ما يتطلب أكثر من مجرد استخدام محرك بحث، فمن المهم أن تشير إلى قدرتك على القيام بعمليات البحث والتأكد من صحة معلوماتك في سيرتك الذاتية.

الأمر يتعدى مجرد قراءة المقالات والمنشورات، حيث يجب عليك البحث في المجلات الخاصة بمجالك والتي تحتوي على أحدث المعلومات، وقراءة الأرقام والإحصائيات والخروج بالنتائج المطلوبة، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان اللجوء إلى المقابلات الشفهية والتسجيلات الصوتية، فهذه معظم المصادر التي يلجأ إليها محترفو البحث عن المعلومات.

من أهم مهارات البحث التي يجب اكتسابها: تفقّد المصادر "Source Checking"، وحقوق الطبع والنشر "Intellectual Property Rights"، والتواصل مع المنظمات الأخرى "Outreach"، والبحث المتقدم بجوجل "Advanced Google Search".

كل تلك القدرات سهلة التعلم ولا تتطلب أكثر من بذل بعض الجهد في القراءة و التعلم من غيرك. ابدأ البحث في محرك البحث جوجل عن المفاهيم التي ذكرناها وستجد عدة مصادر تعليمية تشرح أساليب البحث والتدقيق تلك بشكل جيد وسهل.

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي عنصرًا أساسيًا في عدة مجالات، كما أنها تُعد الساحة المثالية التي تساعد الشركات على الوصول إلى زبائنها المستهدفين، وعندما أذكر مهارات تلك المنصات، فأنا لا أعني القدرة على استخدامها والتنقل بين مزاياها فقط، فهناك ما هو أكثر من ذلك.

عليك معرفة الفرق بين كل منصة والأخرى، وما يجعل مثلًا Instagram المنصة المثالية لعرض الصور والمنتجات، وما يجعل LinkedIn أفضل أداة للتواصل بشكل احترافي بين الشركات والموظفين. هناك العديد من المنصات الأخرى قد لا تكون على دراية بها ولكنها في بعض مجالات العمل أساسية وتساعدك على التخطيط للمنشورات وجدولتها.

امتلاك إحدى المهارات بمنصات التواصل الاجتماعي قد تجعل سيرتك الذاتية هي الأنسب للوظيفة المطلوبة إذا كانت تعتمد على هذه المنصات ومنها: Canva و Adobe Photoshop و Hootsuite و Sprout Social و Google Analytics.

أظن أنه من البديهي أن تملأ السيرة الذاتية الخاصة بك بلغات أجنبية. ليس بالضرورة أن تتحدث كل لغات العالم، يكفي أن تتقن اللغة الإنجليزية لتكون مطلوبًا في إحدى الوظائف، ولا مانع من أن تتعلم اللغة الفرنسية أو الألمانية. هذه اللغات مهمة جدًا وتطلبها الشركات متعددة الجنسيات حاليًا.

مهارة الكتابة والتعبير عن نفسك بصياغة جمل احترافية أصبحت لازمة لسيرتك الذاتية، ففي عصر التواصل عن طريق الإنترنت، أصبح التواصل بين الشركات والموظفين يتم عن طريق البريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة. لهذا من المهم أن تكتسب هذه المهارة، فلا تريد أن ترسل بريدًا إلكترونيًا بأخطاء إملائية وجمل غير واضحة.

يجب أيضًا أن تتعلم استخدام المنصات التالية: Blogger/Wordpress للكتابة والتحرير عبر الويب، و Mailchimp لتحرير رسائل البريد الإلكتروني، و Word/Docs لكتابة المقالات، Slides/Power Point لإعداد التقارير التحليلية.

ما قدمناه بهذا المقال هو إشارة إلى مهارات تراها عشرات المرات وتستخدمها أحيانًا بشكل يومي، ولكنك لا تعلم أن إتقان هذه المهارة بشكل من الأشكال ووضعها في السيرة الذاتية قد تكون النقطة المضيئة التي تجذب انتباه أصحاب العمل لتوظيفك إذا كنت تتمتع بهذه المهارة بشكل احترافي بجانب مهاراتك الأساسية بالتأكيد. لا تأتِني متقنًا لمنصات التواصل الاجتماعي وتريد الحصول على وظيفة. لذلك لا تنسَ مهاراتك الأساسية و أضف إليها تلك القائمة.