تريند 🔥

🤖 AI

مع اقتراب نهاية عصر الهواتف الذكية.. ما الذي سيحلّ مكانها؟

موت الهواتف الذكية
مجد م. عيسى
مجد م. عيسى

10 د

متى بدأ عصر الهواتف الذكية في المقامِ الأوّل؟ كانت الشّرارة الأولى مع إعلان شركة IBM عن هاتفها الثّوريّ “Simon” عام 1992، ليكون أول هاتفٍ بشاشةِ لمسٍ ومهامَ وبرامجَ متعدّدة. ثُم جاء هاتف “Blackberry” ليكون أوّل شكلٍ متكاملٍ للهاتف الذكيّ كما نعرفه اليوم مع بداية الألفية الثانية.

ومع إعلان الراحل “ستيف جوبز” عن أوّلِ جهازِ “iPhone” من شركة آبل في العام 2007 وظهور أوّل هاتفٍ بنظامِ أندرويد “HTC Dream” تغيّر معهم كلُّ شيء، وتحوّلت الأجهزة الحاسوبيّة الذكيّة من جهاز كومبيوتر كبير يُوضع على المكتب لنستعمله في عملنا من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً، إلى شيء نحمله معنا في جيوبنا ونستعمله في كلّ تفاصيل حياتنا، حتى أصبح جزءاً لا يتجزّأ منّا.

ثمّ تشعّبت الحكاية ودخلت العديد من الشركات في السّوق لتفتح باب المنافسة وتعدّدية الخيارات على مصراعيه، واستمرّت هذه المنافسة بشراسةٍ (كقتالِ الشّوارع) -كما وصفها “تيم كوك” في جلسة استجواب الكونغرس الأميريكي لكُبرى الشركات التقنية قبل أسبوعين- لأكثر من عقدٍ من الزّمن فأصبح كلًّ هاتفٍ يأتِ بميزاته وأدواته الخّاصة وكلُّ شركةٍ تحاول أن تتفوّق على الأُخرى، فاستمرّت الهواتف الذكية بالتطوّر بشكلٍ مُتسارعٍ حتّى وصلت إلى ذروتها في وقتنا الحالي فأصبحت جميعها شاملةً ومتشابهةً إلى حدٍّ كبير وفيها كلُّ شيء قد يخطر في بالنا.

لكن كما يُقال؛ من كان صُعوده سريعاً، كان سقوطه أسرع. والشّاشَة التي تسْطَعُ كثيراً، لا تسطعُ لفترةٍ طويلة. وعصرُ الهواتف الذكّية كان ساطعاً جدّاً، وها قد بدأت بوادر أُفولِهِ.

فقد خفّت وتيرةُ الإبداعِ في الهواتفِ الذكيّة كثيراً في الآونةِ الأخيرة، فأصبحتَ تشعرُ بأنّ الشّركات عاجزةٌ وغير قادرةٍ على إضافةِ أيّ شيء جديد يُذكر، فتراها تحاول أن تُقنعك مرغماً بأنّ إضافةَ شاشةٍ منحنيةٍ قليلاً إضافةٌ ثوريّة، أو ترى ممثليها يتحدّثون في المؤتمراتِ لساعاتٍ طويلةٍ عن ميّزة الـ Emoji والـ Memoji والمعالج الجديد الأسرع من القديم بـ 20% أو البطارية التي تعمل لساعةٍ أكثر، وغيرها من الأمثلة.

إذاً، فاليوم وصلت الأجهزة الذكية إلى مرحلة الإشباعِ والتّخمة وأصبحت مليئةً بالميّزات التي لا تُحصى والكثير منها لا نعلم بوجوده حتّى أو لا نحتاجه. وربّما هذا الرّكود الإبداعيّ هو الهدوء ما قبل العاصفة التّقنية الثّوريّة القادمة، فما الّذي سيخلفُ عرش الهواتف الذكيّة؟

الهواتف الذكية

تباطؤ عجلة الإبداع في الهواتف الذكية

في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية وصلت دَورة حياة الهواتف الذكيّة إلى ذروتها الطبيعيّة، والتغييرات التي يُجريها اللاعبون الأساسيّون في السّوق على تلك الهواتفِ ما هي إلّا تحديثاتٍ تدرُّيجيَّة ونادراً ما نرى تغييراً ثوريّاً يُغيّر تجربة المستخدم معها. صحيحٌ أنّنا تعلّمنا كيف نستعملها في عملنا وحياتنا اليومية بشكلٍ أفضل، ورُبّما نحن نتجاهل حقيقة أنّ هواتفنا الذكيّة أصبحت سريعةً جدّاً وأكثر توازناً من السنوات القليلة الماضية، لكنّ مفهوم الهواتف الذكيّة وكيفية عملها وميّزاتها الأساسيّة وعلاقتنا بها لم تتغيّر بشكلٍ جديرٍ بالذكر.

يُمكن تقسيم دورة حياةِ أيّ منتج تجاريّ تقريباً إلى المراحل الستّ التالية:

  1. تبدأ الرّحلة بإبداع منتجٍ جديد وطرحه في الأسواق.
  2. يبدأ بعض النّاس الفضوليّون الأوائل بتجربته.
  3. يؤدي ذلك عادةً إلى الدخول في مرحلة بناء السّمعة.
  4. بعدها طريقٌ طويلٌ وشاق نحو التبني الجماهيري لهذا المنتج.
  5. بعد وصوله إلى غالبية النّاس، سيصل إلى ذروته (السّوقية أو التقنية) وحدوده القصوى.
  6. بعد الذروة بالتأكيد سيبدأ تراجع استخدام هذا المنتج وسيفقد جاذبيّته.

لا بُدّ من أنّ الهواتف الذكيّة قد مرّت في هذه المراحل كافةً، ولا شكّ بأنّها أصبحت متخمةً بالميزات والتقنيات التي تلبّي كافة احتياجاتنا، فلم تعد الشركات قادرةً على إيجادِ شيء جديد لتبهرنا به، أو حاجةً جديدة لتلبيها في الهواتف الذكيّة، حتّى أنّها بدأت بابتكار حاجاتٍ لم تكن في حسباننا لتضيف ميزاتٍ جديدةٍ تقنعنا بشراء هواتفها؛ كإضافةِ عددٍ كبيرٍ من الكاميراتِ بشكلٍ استعراضيّ، أو ميّزة التقريب (الـ Zoom) لـ 50 مرّة، أو مراقبة ساعاتِ نومنا وغيرها.

لكن لا بُدّ من التمييز من أنَّ قلّة الاهتمام بالإصدارات الجديدة القليلة الإبداع لا يعني انتهاء حاجتنا لها أو انتهاء عصرها في القريب العاجل، فمُعظم المستخدمين الحاليين سعيدون بهواتفهم وما يستطيعون فعله بها، وهم ينتظرون الخطوة الإبداعيّة القادمة لينفقوا أموالهم عليها.


محاولات غوغل المتكررة للخروج عن المألوف

قليلةٌ هي المنتجات التي حظيت بالضّجة التي افتعلتها نظارات غوغل الذّكية “Google Glass” منذ الإعلان عنها لأوّل مرّة في العام 2012، وتقديمها الملفت للنظر من خلال فيديو ممارسي السقوط الحرّ من السّماء “skydivers” وبثّهم لتلك اللحظات عبر نظارات غوغل، لكنّ تلك الضّجة الكبيرة كانت جعجعةٌ بلا طحين وسقوطها كان مشابهاً في سرعته للسقوط الحرّ في الفيديو التقديمي، حيث وضعت غوغل المشروع على الرّف في العام 2015 وحوّلت أهدافها في هذا المشروع نحو الشّركات وللاستخدام في بعض التطبيقات الاحترافية فقط.

أسباب عدم انتشار هذه النظارات الذكية تعدّدت بين السّعر المرتفع (1500$) وتصميمها غير المُقنعٍ للكثيرين والمخاوف المرتبطة بالخصوصيّة؛ حيث مُنع استخدامها في العديد من المطاعم والبارات ودُور السينما وغيرها من الأماكن العامة، لتُعطي مُصنّعيها درساً ثميناً في صناعة التقنية:


لا أحد أبداً يُحب أن يتمّ تصويره بالفيديو دون علمه.

نظارة جوجل الذكية

في العام 2013 أعلنت شركة Motorola (والتي استحوذت عليها غوغل لاحقاً) أنّها تعمل على (منصّةٍ لهاتفٍ متعدّد الأجزاء والوحدات) عُرفت باسم “Project Ara”. و Project Ara هذا هو هاتفٌ بالاساس يتكوّن من مجموعةٍ من الوحدات القابلة للإزالة بحيث يُمكن تبديلها أو ترقيتها إلى وحداتٍ أحدث وأكثر تطوّراً. فبدلاً من اضطرارك لتغيير هاتفك كليّاً كلّ مرّة لتتمكن من مجاراة التقنيات الحديثة، يُمكنك الآن تغيير أجزاء مُحدّدة منه فقط كالكاميرا أو المعالج أو البطارية أو أي جزء فيه بحسب حاجتك واهتمامك. كما تُضيف الوحدات تلك إمكانية الحصول على إضافاتٍ جديدةٍ كالكاميرا الليليلة مثلاً، لكن المؤسف أنّ فكرةً عظيمةً كهذه لم تُبصر النّور.

بحلول العام 2016 اعترفت الشّركة أنّ تلك الهواتف ستكلّف أكثر من أحدث الهواتف الذكيّة، كما أنّ المسؤولين عن المشروع في بداياته تركوا الشركة أيضاً، وبحسب الخبراء فإنّ مشروع “آرا” لم يقف على قدميه منذ أن تركها رئيس قسم ATAP في غوغل “Regina Dugan”، القسم الذي كان  مسؤولاً عن المشروع في حينها لصالح شركة فيسبوك.

Project Ara

ماذا ينتظرنا في المستقبل؟

لوهلةٍ بدا أنّ الأجهزة التي نرتديها في أيدينا هي البديل الجديد، لكنّ صعوبة امتلاكها للتقنيات والأجهزة والبطارية الكافية لتكون بديلاً عن الهاتف ظهرت لاحقاً بالإضافة إلى شاشتها الصّغيرة.

 الواقع الافتراضي VR والواقع المُعزّز AR أبرز المرشّحين.

كِلا التقنيّتان مُبهرتان ورائعتان ولم تحظَيان بالاهتمام الكافي بعد، هذا التّجاهل سيتغيّر لاحقاً وتدريجيّاً بكلّ تأكيد حتّى أنّ العديد من الهواتف الذكية بدأت بتبنّيها فيبدو أنّ خليفة الهواتف الذكيّة سيخرج من رحمها. لكن من سيشغّلها؟

تعتقد Amy Webb في التقرير السّنوي لمعهد Future Today Institute للدراسات أنّ مجموعةً من الأجهزة ستعمل معاً بشكلٍ متناغمٍ لتشكل مع بعضها بديل الأجهزة الذكية، وستتوزّع المهام بين الساعة والأساور الذكية وربّما خواتم، مع السّماعات الصغيرة الذكية والنظارات، والتحكّم بها جميعاً سيكون من خلال الصوت والإيماءات واللمس وغيرها.


“الانتقال سيكون من الهواتف الذكيّة إلى الأجهزة الذكية التي يُمكن ارتداؤها وواجهات التّحكّم الغير المرئيّة، بين سمّاعات earbuds ذات الحساسات البيومترية والخواتم والأساور التي تتحسس للحركة، النّظارات الذكيّة التي تُسجّل وتعرض المعلومات أمامك. كُلّها مجتمعةً ستغيّر طريقة تفاعلنا مع العالم الفيزيائي من حولنا”.

سيلعب الجيل الخامس من الشبكات اللاسلكية 5G دوراً أساسيّاً في تشغيل هذا النّظام الجديد ذو الواقع المعزّز أو الافتراضي، وهو ما يُفسّر الصراع الدّولي على تشغيل تلك التقنية والاستحواذ عليها اليوم.

لكن علينا أنّ لا ننخدع أو نضيّع البوصلة، فالهواتف الذكيّة لن تختفِ فجأةً، وليس حتّى في القريب العاجل، فالنظام الجديد الذي نتحدّث قد يحتاجُ إلى عقدٍ أو أكثر من الزمن حتّى ينضج ويتكامل ويُصبح جديراً بأن يأخذ مكان الهواتف الذكية التي نعرفها اليوم. وحتى مجيء هذا النّظام لا يعني الاستغناء عن الهواتف الذكيّة نهائيّاً، فالهواتف الذكية لم تستبدل الحواسيب المكتبيّة أو المحمولة أو حتّى الهواتف العاديّة.

لذا قُمنا بتقسيم المستقبل المنظور إلينا إلى ثلاثة مراحل:


في المدى القريب:

مُخطئٌ من يظنّ أن الهواتف الذكيّة ستختفي قريباً، بل هي ستستمرّ في التطوّر والحصول على المزيد من الميّزات والمهام لتبقى مرافقنا الأساسي في مختلف تفاصيل حياتنا، في المدى القريب ستتطوّر تلك الأجهزة لتحصل على معالجاتٍ أسرع وبطاريّاتٍ أفضل وكاميراتٍ أكثر ونُظُمِ تشغيلٍ أكثر تقدّماً، كما ستحصل على حسّاساتٍ جديدةٍ وتتشابك مع أجهزة جديدة لتكون محور كلّ شيء، فسنستعملها للتحكّم بالتلفاز ورؤية ما في الغرفة التالية أو حتّى ما في البرّاد، ستُعطيك تنبيهاً بأنّ الغسالة انتهت من الغسيل، ستفتح بها سيارتك وقد تتحكم بها بهاتفك الذكي أيضاً، ستصبح الهواتف الذكية أكثر اتصالاً بأجسادنا عبر المزيد من الحسّاسات لتراقب ضغط دمك أو زيادة وزنك أو نسبة الأوكسجين في دمك وغيرها من الأمثلة. ستتحول هذه الهواتف من أجهزةٍ ذكيّة إلى المركز العصبيّ لحياتنا.

ففي المدى القصير سيزيد الاعتماد على التّحكّم الصوتي والمساعدين الرقميين كـ Google assistant و Siri و Alexa وغيرها. وستسمرّ الشركات في أبحاثها ومشاريعها وتطويرها لتقنيات الـ AR والـ VR سعياً للوصول إلى الخطوة التالية من الأجهزة الذكية.


في المدى المتوسّط

في المدى المتوسّط، ستبدأ تلك التجارب والتقنيات غير النّاضجة بالتبلور والتجسّد في شكلٍ مألوفٍ لكنّه غير عمليّ.

فمايكروسوفت وفيسبوك وغوغل (حتّى أنّ آبل يبدو أّنّها تبعمل على شيءٍ مماثل في السرّ) وغيرهم جميعاً يعملون من الآن على بناء أجهزة الواقعِ المُعزّز التي يتمّ ارتداؤها بالرأس (كالخوذ) والتي تعرض صوراً ثلاثيّة الأبعاد في عينيك مباشرةً.

رئيس إدارة مشروع Hololens في مايكروسوفت “Alex Kipman” صرّح لموقع Business Insider:


“الواقع المُعزّز سيستبدل الهواتف الذكيّة والتلفاز وكُلّ جهازٍ آخر ذي شاشة. لن يكون هناك أيُّ حاجةٍ لجهازٍ منفصلٍ في جيبك أو غرفتك أو مكتبك إذا كُنت تستطيع أن تقوم بالمكالمات الهاتفية والدردشة والتواصل مع الآخرين ومتابعة الأفلام وممارسة الألعاب من خلال بثّها إلى عينيك مباشرةً، وتتكامل في الرؤية مع العالم المحيط بك”.

في هذا الوقت، ستزداد أهميّة الأجهزة المكمّلة كمكبّر آمازون الصّوتي “Amazon Echo” وسمّاعات آبل AirPods في حياتنا، مع ازدياد ذكاء المساعدين الرقميين كـ Siri و Alexa و Bixby و Cortana وغيرها. ولن تتطوّر في فهمها لك فقط، بل بكيفيّة ردّها عليك.

بمعنىً آخر، ستخطف الأجهزة الحاسوبيّة حواسّك وتعتمد عليها أكثر مما تفعل الآن، ليتحوّل نظرك وسمعك لوسائط تتفاعل بها مع التقنية، وهنا ستبدأ الأمور بالتحول إلى شكلٍ مُخيف أكثر. ففيسبوك وغيرها لن تتحكّم بما تقرأه على هاتفك فقط، بل بما تراه في العالم المحيط بك. أي سيزداد اندماج الحياة التي نعيشها بالتكنولوجيا، وتَعِدُ تلك الشركات الكُبرى بأن التقنية لن تكون حاجزاً بينك وبين الحياة الواقيّة بعد الآن، بل ستتماهى معها حتّى تُصبح الحياة الوقعية والرقمية شيئاً واحداً في جوٍّ من التوازن بينهما، ويمكنك أن تتخيك ماذا يعني ذلك.


نهاية عصر الهواتف الذكية والمستقبل المجنون بعدها

كلُّ تلك التقنيات التي استقرأناها في المستقبل ستتطلب منك أن ترتدي مجموعة أجهزةٍ أو جهازٌ واحدٌ على الأقل، كالنظارات الذكيّة. وهي مشكلةٌ بحدِّ ذاتها حيث سيكون أمراً مزعجاً أن ترتدي نظاراتٍ أو خوذةٍ للواقع المعزز ومجموعة كبيرة من الأدوات كالساعة والسوار وغيرها كل الوقت. ولحلّ هذه المشكلة يذهب العلم باتجاهٍ مجنونٍ وغير متوقّعٍ وأبعد من خيالنا.

في العام 2017 أعلن “إيلون ماسك” عن شركته الجديدة “Neuralink” لأوّل مرّة والتي تهدف إلى زرع الكومبيوتر بدماغ الإنسان مباشرةً عبر وصلاتٍ عصبيّة “neural lace” وهي تقنية ما زالت في مهدها الأوّل، وهي فكرةٌ تتعدّى اندماج العالم الحقيقي مع العالم الرقمي التي تحدّثنا عنها سابقاً، فحينها سيتحوّل الإنسان والآلة إلى شيء واحد!

فإن افترضنا نجاح تلك التجربة -والعديد من العلماء والمختصّين يعتقدون أنّها ستنجح- فستكون تلك نقطة النّهاية الحتميّة للهواتف الذكيّة بكلّ تأكيد. ففي الوقت الذي استطاع فيه الهاتف الذكيّ أن يصلنا بالمعلومة والإنترنت والعالم الرّقمي، وقام الواقع المُعزّز بوضع تلك المعلومة أمام أعيننا مباشرةً، فالوصلات العصبية neural lace ستضع تلك المعلومة في دماغنا مباشرةً لتغلق تلك الفجوة نهائيّاً بيننا وبين الآلة.

يقول إيلون ماسك:


“بسبب تقدّم الذكاء الاصطناعي -والذي أدّى إلى تقدّم تقنياتٍ كالمساعد الصوتيّ والواقع الافتراضي- فإن على الإنسان أن يُعزّز نفسه تقنيّاً ليواكب تطوّر الآلة”.

أجل، فكرة اندماج الإنسان بالآلة فكرةٌ مخيفة حقاً، وهي تُعطي كُتّاب الخيال العلميّ والفلاسفة والتقنيين الحقّ المشروع في السؤال عمّا يجعل الإنسانُ إنساناً في المقام الأول. فالفكرة ما زالت جديدةً وبعيدةً في المستقبل ومن الصّعب علينا الآن أن نتخيّل كيف ستكون الحياة عملياً معها في ذلك الوقت.

لذا فنهاية وموت الهواتف الذكية ستكون نهايةً عصرٍ وظهور آخرٍ مختلفٌ جذريّاً ومُخيف وغريب جدّاً. فإن منحتنا الهواتف الذكيّة القدرة على الحصول على المعرفة والمعلومة ووسّعت قدراتنا لتتخطّى ما منحتنا الطبيعة، فإنّ تعزيز الإنسانِ رقميّاً في المستقبل سيجعله خارقاً.

ذو صلة

هذه التقنية حقيقيّة فعلاً، وفي تموز يوليو من العام الماضي أعلن ماسك أن التجارب على الفئران كانت ناجحةً جدّاً، وستبدأ التجارب على البشر في هذا العام. وقد أعلنت الشّركة أنّها ستعقدُ مؤتمراً بعد أيام في الـ 28 من آب الجاري لتُعلن عن نتائج أبحاثها وما وصلت إليه حتّى الآن، وسنكون حينها في آراجيك على موعدٍ معكم لننقل لكم بالتفصيل كلّ ما توصلّت إليه تلك الشّركة، فإلى حينها.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة