تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعد تصدر “أنغام” التريند.. كيف اختلف الذوق العام للجمهور وما ينتظره من الميديا؟

النجمة أنغام - الإعلامي أنس بوخاش - الإعلامي مفيد فوزي - أراجيك فن تحليل ميديا فن
نهلة أحمد مصطفى
نهلة أحمد مصطفى

5 د

إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد أثرت على شكل الحياة بشكل عام، خاصةً في العشر سنوات الأخيرة، فإن من المؤكد أننا نستطيع أن نلمس تأثيرها بشكل واضح لا يمكن تجاهله على وسائل الإعلام.

وأصبحت لا تقتصر على برامج الراديو والتلفزيون، بل امتدت واتخذت أشكال عدة كبرامج اليوتيوب والبودكاست. وخلال الخمس سنوات الأخيرة بالتحديد، ظهرت العديد من قنوات اليوتيوب والبودكاست التي تقدم برامج حوارية تمكنت من جذب عدد هائل من المتابعين.

نرشح لك:  كيف تصنع “بودكاست مشاغب” على طريقة مسلسل Only Murders in the Building؟

واهتم عدد كبير من الفنانين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بتواجدهم في تلك البرامج، آخرهم المطربة المصرية "أنغام" وكانت ضيفة المذيع "أنس بوخاش" في برنامجه "ABtalks"، وهو ما يدور حوله حديث الأخبار في الأيام الأخيرة

وبمشاهدة تلك الحلقة، ورغم تأكيد أنغام على أنها لم تأت لتقديم أي مبررات عن أي شيء، إلا أنها بالتأكيد أرادت تقديم صورة جديدة عن نفسها للإعلام والجمهور. لذا فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا ونطرحه اليوم في "أراجيك فنلماذا اختارت أنغام الظهور في أحد برامج اليوتيوب الآن عما قبل؟ وهل اختلاف الذوق العام وما ينتظره الجمهور من تلك البرامج هو السبب؟

فيديو يوتيوب

لنتناول أنغام هنا كمثال، يجب ذكر تاريخها الطويل مع اللقاءات التلفزيونية والبرامج الحوارية، فهي إحدى الفنانات اللاتي بدأن مشوارهن الفني في سن صغير، وخلال ذلك المشوار ظهرت في عدد من البرامج يَصعُب حصره، ومع أسماء كبيرة من المذيعين مثل مفيد فوزي، محمود سعد، هالة سرحان، عمرو الليثي، ومنى الشاذلي وغيرهم الكثير.


التلفزيون VS السوشيال ميديا

وخلال كل تلك السنوات، وحتى الآن، لطالما اتخذت البرامج الحوارية نفس الشكل، فالمذيع لديه مجموعة من الأسئلة تتداخل فيها الحياة الشخصية مع العامة، في محاولة للحصول على أكبر قدر من المعلومات والاخبار الحصرية التي من شأنها أن تُعلي من قيمة البرنامج، ويجيب الضيف بما يريد أن يسمعه جمهوره وما سيمنحه رصيد أكبر لديهم.

لكن ما يختلف ويتجدد دومًا كان الأسلوب. فلكل برنامج أسلوبه ولكل إعلامي ما يميزه دون غيره، فلا يمكنك على سبيل المثال أن تفكر في "مفيد فوزي" دون أن تتذكر أسلوبه المتفرد سواء كنت من معجبيه أم لا، أو حتى "هالة سرحان" أو "منى الشاذلي" دون ترديد جملة أو اثنتين مما اشتهرا به.

وعلى ذكر المذيع الكبير "مفيد فوزي"، يمكننا استرجاع آخر لقاءاته التلفزيونية مع الفنانة "أنغام" ضمن برنامج "مفاتيح" مع قناة "دريم" عام ٢٠١٤، وكيف أن هذا اللقاء على طوله الذي يمتد إلى الساعة والنصف ساعة، يتضمن الكثير والكثير من المقاطعات للمذيع أثناء كلام الضيفة، بأسلوبه الذي يعتبره البعض غير لائقًا.

وكان التركيز الأكبر في هذا اللقاء على مشوار أنغام الفني وأعمالها وبعض اللمحات الشخصية عن حياتها والتي لم تسترسل فيها كثيرًا واكتفت بالتلميح لبعضها، بخلاف حالة السلام النفسي والنضج المتكاملة التي ظهرت عليها في لقائها الأخير.

فيديو يوتيوب

الانفتاح الرقمي

لكن مع زيادة تأثير المنصات الرقمية وتغييرها لكل ما هو متعارف عليه من أجل تقديم شكل يتناسب أكثر مع متطلبات العصر. ومع نبذ الأجيال الجديدة للتلفزيون، وصعوبة الجلوس لمدة طويلة أمامه لمشاهدة برنامج أو حوار تلفزيوني يتخلله العديد من الفواصل الإعلانية التي سرعان ما تسبب الملل.

 اتجهت صناعة المحتوى المرئي بشكل عام إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث المشاهدة السلسة وسهولة التحكم في إيقاف الحلقة متى ما شاء المشاهد واستكمالها حينها تسنح له الفرصة من جديد. 

ورغم الوجود المستمر لبرامج التلفزيون، التي لازال لها متابعيها خاصةً من ربات البيوت، والتي في رأيي لن تندثر على الإطلاق، إلا أن انتباه الشباب توجه بشكل كامل إلى مواقع مثل "يوتيوب" ولايفات "فيس بوك"، مما ساعد في استمرار تطور المحتوى المرئي هناك، وأصبح هناك "قناة" لكل تخصص بعينه، يتجاوز عدد مشتركيها الملايين.

وبطبيعة الحال، انضمت أيضًا البرامج الحوارية إلى قلعة مواقع التواصل الاجتماعي، وأشهرها الآن هو برنامج "أنس بوخش" السابق ذكره، والذي أنتجته شركة "بوخش براذرز" التابعة لكلاً من أنس وأخويه.

بدأ البرنامج على "يوتيوب" كمنصة بث حصرية مجانية، منذ حوالي خمس سنوات، بعد تجربة بسيطة لأنس مع برنامج تلفزيوني وجد فيه أن اللقاءات لا تمنحه بعد كل ما يريده وتتعرض للكثير من التعديلات والمحظورات التي حالت بينه وبينه الحصول على إدارة لقاء بشفافية مطلقة.

وكانت تلك الدفعة وراء ABtalks الذي يستضيف فيه ليس فقط الفنانين والفنانات، لكن أيضًا المؤثرين على السوشال ميديا والرياضين، من داخل وخارج الوطن العربي.


التأثر أم البكاء؟

يتميز أنس كمقدم برامج بصدقه الشديد في إدارته للبرنامج، فعلى عكس معظم البرامج الحوارية التلفزيونية التي تهتم بكشف أسرار الفنانين ومعرفة جديدهم وصب الانتباه على القيل والقال لضمان التواجد في قائمة "التريند"، يذهب أنس إلى أكثر الأماكن عمقًا في نفس ضيفه، ويصب اهتمامه كله في الانصات إليه.

فكما يقول عنوان البرنامج "الإنسان خلف الألقاب"، هذا تمامًا ما يذهب إليه أنس، ولعل لهذا رغبت الفنانة "أنغام" في أن تكون ضيفة البرنامج في أحدث حلقاته، التي صدرت يوم الثلاثاء الماضي، في هذه اللحظة بالتحديد من مشوارها الفني.

ويمكننا أن نرى، خلال الحلقة، وعلى عكس لقاءها مع مفيد فوزي؛ الأكثر شهرة في جيله من برامج المصارحة والشفافية، كيف تحدثت أنغام لأول مرة عن أمور كثيرة شخصية، ولم تكتف تلك المرة بالتلميح فقط.

كما أن الحوار لم يكن من منطلق كشف الأسرار والتوغل في حياتها الشخصية ودفعها للبكاء ليس من التأثر، ولكن من الإحراج... إنما كان "أنس" ببساطة يطرح عليها السؤال وكانت هي تسترسل بالإجابة، تخبره والمشاهدين عن كل ما تم اتهامها به وجميع المغلوطات التي يصر الإعلام والناس على التعامل معها كحقيقة مطلقة، كل هذا من خلال تجاربها الشخصية فقط.

كعادة أغلب حلقات هذا البرنامج، أصبحت حلقة "أنغام" تريند على الفور، بل وقد تردد كثيرًا على ألسنة معجبيها أن تلك هي المرة الأولى التي تكون فيها أنغام منفتحة على مشاعرها بهذا الشكل، ولعل هذه إشارة أخرى على الشكل الذي يرغب فيه جيل "z" ومستخدمي الإنترنت أن تكون البرامج الحوارية عليه.

ذو صلة

جيل يريد أن يرى الفنان على حقيقته، يشعر به بشكل أقرب ويتوحد مع تجاربه ومشاعره، لا يريد إجابات مُعدلة وخاضعة لسياسات لا تعنيه... إنما كل ما يريده هو شيء قريب من القلب، تمامًا كما يحاول جميع صانعي المحتوى المرئي على مواقع التواصل الاجتماعي الوصول إليه!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة