“تعلق أطول من أعمار أبطاله”.. هؤلاء النجوم غردوا بمسلسلاتهم خارج السرب
2 د
حين يقترح أحدهم علينا متابعة مسلسلٍ ما، نتردد قليلاً قبل أن نأخذ اقتراحه على محمل الجد، ربما لأننا نخشى من أن تتعدى حلقاته الثلاثين حلقة أو ربما تجتاحنا رهبة من أن يهجرنا الموسم الأول ولا تزال هناك أسئلة كثيرة تحوم في عقلنا ونضطر لانتظار عامٍ كامل لصدور الموسم الجديد مثلما حدث مع مسلسل La casa de Papel.
بينما تتيح المسلسلات الطويلة فرصة مثالية للتعلق بأبطالها والغوص داخل حكاياتهم وشخصياتهم واختبار تلك المرارة حين تحين لحظة الوداع.
على الضفة الأخرى فإن المسلسلات القصيرة -التي انتشرت في العقد الأخير- تلعب وِفق أسلوب "السهل الممتنع" تقدم حكاية مكثفة وحافلة بالتفاصيل في آنٍ واحد، بالإضافة إلى قدرتها على جعلِ المشاهد يتأثر بشخصية لا يتعدّ عمرها عشر حلقات.
معادلة تبدو مستحيلة التنفيذ للوهلة الأولى، ولكن هناك من قبلوا التحدي ولم يخشوا خوضَ التجربة وغردوا خارجَ السربِ بمسلسلات لا تقل إبهارًا عن مسلسليْ Peaky Blinders و Breaking bad بمواسمهما الخمسة.
Breaking Bad
Breaking Bad هو مسلسل درامي أمريكي يتبع قصة والتر وايت، مدرس الكيمياء الذي يتحول إلى تاجر ومصنع مخدرات بعد تشخيصه بمرض السرطان. يتميز المسلسل بالتشويق والإثارة والتطور الشخصي للشخصيات، ويتناول موضوعات مثل الجريمة والعنف والإدمان والعائلة. يعتبر Breaking Bad واحدًا من أفضل المسلسلات التلفزيونية على الإطلاق، وحاز على العديد من الجوائز والتقديرات.
عرض المزيد
إخراج
فينس جيليجان
بطولة
Peaky Blinders
ملحمة عائلية من رجال العصابات تدور أحداثها في إنجلترا في القرن العشرين، وتتمحور حول عصابة تقوم بخياطة شفرات الحلاقة في قمم قبعاتهم، وخطط رئيسهم الشرس تومي شيلبي.
عرض المزيد
إنتاج
2013
بطولة
النوع
متاح على
نجوم غردوا بمسلسلاتهم خارج السرب
Black Bird
عدد الحلقات: 6
“الأشياء التي لا تظن أبدًا أنها مترابطة تكون الأكثر تعلقًا ببعضها البعض.. بهذه الجملة يبدأ مسلسل Black Bird الذي تم استلهام قصته من أحداث حقيقية. فما الذي يجمع بين رجل يسبح في ثراءٍ فاحش، ومتغطرس، وفتاة تلعب بدراجتها في حقل بسيط متواضع؟
بينما يتظاهر “جيمي” بأن حياته على ما يرام، تسير حياته كلها في مسارات فوضوية، وفي إحدى تلك المسارات، يُقبض عليه بتهمة تجارة المخدرات وحيازة الأسلحة ويُحكم عليه بعشرة أعوام في السجن.
تعرض عليه الشرطة أن تطلقَ سراحه مقابل دخوله إلى سجنٍ أخطر ليقتنص من فمِ قاتلٍ متسلسل اعترافًا بقتل 14 فتاة وربما أكثر ويعرف منه أماكن الجثث، يجب عليه أن يختار اللحظة المناسبة، إن تسرّع أو تباطأ، سيفقد حريته المشروطة. أربعة عشر فتاة كان لكل منها حياة، وحلم، وعائلة، وأم تتألم لفقدِها وأب يحتفظُ في عينيه بنظرة ثأر.
ولكن لماذا وقع الاختيار على جيمي من بين كل السجناء؟ لأنه ببساطة الشخص الأمثل لهذه المهمة؛ يجلس هناك في سلام تام مصغيًا لمن يتحدث إليه بلا تعليقات، بلا إصدار أحكام، يستدرج من أمامه ببطء حتى يستأمنه ويتخذه صديقًا ثم يجلس هناك يتلقى كل ما في جعبته وجُل ما يحيك في صدره من أسرار وحكايا وذكريات.
جميع السجناء هناك يبدون كأشباحٍ داخل أجسادهم، وفي ركنٍ ما يبدأ شبح لاري في الظهور، ويبدأ جيمي في التقرب إليه رويدًا رويدًا. كان لاري شخصًا لا يمكنك وصفه سوى أنه رجل غريب الأطوار، في تعابير وجهه، في طريقة كلامه وفي كل شيء. فهل سيبلع لاري الطُعم ويقع في الفخّ الذي نصبه جيمي؟ هل سيذهب بقدميه نحوَ نهايته المستَحقة؟
كلاهما لا يحبا أن يُغمرا نفسيهما في طفولتهما، ولكن كان هذا هو الحل الوحيد ليعترف لاري بجرائمه. لدى لاري توأمًا، وهو أوسم، وأذكى ولا يمتلك هواياتٍ غريبة مثل القتل. يجلس لاري هناك ليسكبَ تفاصيل طفولته وجرائمه معًا في أذن جيمي. سارت الخطة مثلما أرادوا تمامًا ولكن هناك تفصيلًا صغيرًا قد نساه جيمي، وهو ألا يُبدي أي انفعال حى لا يشك لاري في أنه واشٍ. يهتم مسلسل Black Bird بالتفاصيل، ويترك مساحةً كافية لتجعل المشاهد مرتبكًا وعاجزًا عن تخيل كيف سيكون المشهد التالي.
جاء تمثيل كل من باول والتر هوزر في دور لاري وتارون إيجرتون في دور جيمي مُدهشًا، وكان كل الحوارات مكتوبة وكأنها خارجة من أعماق قلوبهم، وكأنهم لا يعيدون تمثيل الأحداث بل يخلقونها من جديد، ذلك الألم الذي كان يعتري صوت جيمي وهو يحاول تذكر الخريطة الي رسمها لاري قبل أن تسقطها ذاكرته في غياهب النسيان، تلك الحسرة التي اغرورقت بها عيناه. إن مسلسل Black Bird هو أرضًا خصبة للتعلق، سواءً بالقصة التي لن تستطيع تفاصيلها مغادرتك أو الشخصيات التي منحها كل ممثل كل طاقته وصبّ داخلها كافة إبداعه.
عرض المزيد
إنتاج
2022
إخراج
دينيس ليهان
بطولة
النوع
The ABC Murders
عدد الحلقات: 3
منذ أن ظهر الممثل ديفيد سوشيت عام 1989 في دور بوارو في المسلسل الشهير Agatha Christie’s Poirot لم يجرؤ أحدهم على لعبِ دور بوارو من بعدِه، ربما لأن الصورة قد ارتسمت بالفعل في ذهنِ المشاهد، ربما لأن الصورة التي تخيلها القارئ لبوارو قد تحققت تمامًا في ملامح سوشيت ولم يعد من الممكن أن يُضاهيها أحد.
ولكن في عام 2018 قررت سارة فيلبس -كاتبة السيناريو الإنجليزية- قررت أن تخوضَ التجربة وتستبدل ملامح سوشيت بملامح جون مالكوفيتش.
تقدم فيلبس في هذا المسلسل بوارو في نسخته العجوزة، يتكئ على عصاه ويُلاحق المجرم. رغم أن هناك العديد من الاختلافات عن النصّ الأصلي الذي ألفته أجاثا كريستي ببراعة، إلا أن تلك الاختلافات كانت كلها طفيفة، مثل اختفاء شارب بوارو الشهير وحلّت محلّه لحيةً قصيرة يحاول أن يصبغها باللون الأسود في الحلقة الأولى.
الكثير من الأحداث قد تم حذفها وأحداث أخرى قد اختزلت ولكن لا شيء من هذا كله قد مسّ الروح الأصلية للنصّ ولا تقلل من أصالة الحبكة وغموضها. تمدّنا فيليبس هنا بنسخة مظلمة وأكثر عمقًا من بوارو الذي نعرفه منذ طفولتنا، نسخةً تمتلك الفرصة لتُطلعنا على لمحاتٍ قصيرة من ماضيه.
هناك قاتلٌ متسلسل طليق يشقّ طريقه عَبر الأبجدية وهناك ذعرٌ يحوم في الأرجاء ويتفاقم مع كل حرفٍ يشطبه القاتل والأهم هو أن هناك رسائل تهديد قد كُتبت بحميمية صديق قديم يُرسلها المجرم إلى بوارو، يلعبُ معه لُعبةً بحروفِ الأبجدية ومع كل حرفٍ يمر يسقط قتيلًا.
بدايةً من مدينة أندوفر التي قُتلت فيها السيدة آشر مرورًا بمدينة بكسهيل التي راحت ضحيتها بيتي برنارد وصولًا إلى سير كارمايكل كلارك الذي قتل في مدينة تشارلستون. تتوالى الرسائل ويتراكم القتلى ويشعر بوارو أنه يفقد خيطَ الأمور وأن العجز قد وجد طريقه إليه. ونجلس نحن هناك في هدوء، نراقب القاتل الذي نعرفه ـ أو نظن أننا نعرفه ـ منذ الحلقة الأولى، وننتظر أن يكتشفه بوارو كما يفعل في كل مرة.
التمثيل لا غُبار عليه، قام مالكوفيتش بعملٍ رائع في لعب دورِ بوارو، استطاع أن يلتقط كاريزمته ونبرة صوته الحكيمة، كما قام الممثل إيمون فارن بلعبِ دوره بإتقان شديد. ولكن هذا ليس مقياسًا اليوم، فمقياسنا هو “هل استطاع المتابعون أن يتعلقوا بالشخصيات رغم قِصر مدة المسلسل؟” والإجابة هي لا.
على مدارِ الثلاث حلقات، لم أستطع أن أتأثر بأي من الشخصيات، لم أقدر على العبور إلى دواخلهم ومقاسمتهم مشاعرهم، لم يستطع كلانا ـ أنا والأبطال ـ كسر ذلك الحاجز الذي فصل بيننا. ربما لأنني تعلقت بالنص الأصلي الذي كتبته كريستي عندما قرأته للمرة الأولى، وربما لأن الكثير من الأحداث التي تم اختزالها كانت تمثل عاملًا مهمًا في مدى التعلق بالشخصيات.
عرض المزيد
إنتاج
2018
إخراج
ألكس جاباسي
بطولة
النوع
All the Light We Cannot See
عدد الحلقات: 4
“إن أهم ضوء هو ذلك الذي لا يمكننا رؤيته”
سان مالو، أغسطس 1944، تتحسس ماري خُطاها فوق الزجاج المنكسر حتى تصل إلى الورقة التي سقطت فوق أرضية شُرفتها، تلك التي كُتب فيها أن الإطلاق سيستأنف غدًا وأن على سكان سان مالو إخلاء المدينة، إلا أن الكلمات لم تصل لماري كما وصلت لبقية السكان، أولئك الذين تمتلك أعينهم الضوء الكافي لقراءة الإنذار.
ماري لوري هي فتاةٌ عمياء، تقف وحيدةً في منتصفِ الحرب العالمية الثانية، تتحسس الضوء القادم من كل شيء تستطيع لمسه ولكن لا تستطيع أن تراه، آخذةً بنصيحة والدها التي لقنّها إياها منذ صِغرها: “أصابعُك هي عيناك.” مُتكئةً على ذاكرتها التي تمتلك زواياها ضوءًا قادرًا على تبديدِ كل ظلام الحرب. تتضافر ذكريات الطفولة الدافئة مع أهوال الحاضر، وتمضي ماري لوري مدركة دورها في هذه الحرب. ترسل رسائل مشفّرة إلى أبيها وعمها من خلال قراءة كتاب جون فيرن، وفي تلك الأحيان يفتش جندي ألمانيّ يُسمى ورنر عن الراديو – الذي يصدر منه صوت ماري- بين الأنقاض.
- “عمي إتيان، هلّا ترافقني إلى العالم؟”
- “نعم.”
تأخذ ماري بيدِ العمّ إتيان نحو العالم من جديد، ذلك العالم الذي قوقع نفسه بعيدًا عن لمدة طويلة من الزمن، خرج من قوقعته أخيرًا بفضل ماري وقرر أن يمارس دوره هو الآخر في تلك الحرب المشتعلة.
قرر المخرج شون ليفي العام الماضي أن يمنح رواية أنتوني دور الضوء الذي تستحقه ويخرج لنا مسلسلًا مُحكَم التفاصيل، قام دور بكتابة قصة إنسانية من الطراز الأول وقام ليفي برفع تلك الإنسانية إلى مستوً أعلى، كل مشهدٍ يعي جيدًا رسالته، كل شخصية تعلم دورها في القصة. بداية من الرائعة آريا ميا لوبرتي التي تقمصت شخصية ماري لوري بكل مهارة، مرورًا بلويس هوفمان في دور ورنر ومارك رافالو في دور والد ماري، وصولًا إلى الممثل هيو لوري في شخصية العم إتيان، كان كل مشهدٍ له يلمس شيئًا داخلي.
نحنُ أمام مسلسل مكون من أربع حلقات فقط، يحوي أداءً قويًا، حوارًا مبهرًا، وقصة جيدة بحقّ. كل هذه العوامل تجعلك متعلقًا بالشخصيات وكأنك تعرفهم معرفة وثيقة منذ أربعين عامًا لا أربع ساعات متقطعة.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
شون ليفي
بطولة
النوع
متاح على
Berlin
عدد الحلقات: 8
ما الأهم في الحياة؟ الحبّ أم المال؟ كان هذا هو السؤال الذي ظلّ يؤرق برلين طُوال الثماني حلقات في هذا المسلسل الذي يحملُ لنا مغامرةً جديدة. تقرر عصابة مكونة من 6 أفراد سرقة دار مزادات شهيرة في باريس، وفردٌ واحد من الستة لدينا معرفة سابقة به. يأتي هذا المسلسل ليسلّط الضوء على أوجِ برلين، نراه وهو يُفرط في الحبّ حتى تناسى خطة السرقة برُمتها. توجد خطة مُحكمة أخرى للسرقة، يجتمع الدهاء مع الحماس مع الغرور داخلها، ولكن هل كان بناء المسلسل بنفسِ إحكام خطة العصابة؟
كانت التوقعات لهذا المسلسل بعد خمسِ مواسمٍ ملحمية من مسلسل La casa de papel مرتفعة للغاية. ظنًا أن برلين قد عاد ليستعيد رونقه من خلال هذا المسلسل بعدما ودعنّاه في المواسم الأولى من مسلسل La casa de papel. ولكن في الواقع، كان الأفضل بقاء ذكرى برلين كما كانت، الشخصية التي تكره أن تحبها وتحب أن تكرهها، ولكنك توقن أنك لن تنساها.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
ألبرت بينتو
بطولة
متاح على
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.