أقوى مسلسلات سورية .. يجب على الجميع مشاهدتها

إن جمع أقوى مسلسلات سورية ليس مسألة سهلة في الحقيقة، حيث يتسم معظم الإنتاج السوري من الدراما بالعُمق والثِقل الشديد، الأمر الذي جعل المسلسلات السورية في إطار اهتمام الكثير من البيوت العربية، فسواء كانت اجتماعية أم تاريخية أو حتى كوميدية، فمما لا شك فيه أن هذا النوع من الدراما استطاع أن يحقق مكانة رائدة في قلوب العرب جميعًا.

والدليل على ذلك الاستعانة بالكثير من الممثلين السوريين في المسلسلات المصرية والذين أصبح مجرد وجود اسمهم كافيًا للإقبال على العمل سواء في مصر أو سوريا أو بقية الدول العربية، فعشاق تيم حسن وقصي الخولي وسلاف فواخرجي وكندة علوش وغيرهم بالملايين في جميع الأقطار.

لذا قررنا معًا التعمق بشكل أفضل في تاريخ المسلسلات السورية العريق وجمع أقوى مسلسلات سورية تم تقديمها على الإطلاق، لمتعة المشاهدة والتسلية والتعرف على مناطق ثرية من التاريخ العربي والإسلامي.

وهو من أهم المسلسلات التي تجسد المعاناة الفلسطينية خلال الاحتلال البريطاني ثم بدء عمليات الاستيطان وذلك برصد واقع حياة أسرة فلسطينية فقيرة تناضل من أجل البقاء في الوطن وكيف كان الواقع الاجتماعي والاقتصادي في الفترة من الثلاثينات حتى الستينات.

والمسلسل إنتاج سوريا الدولية للإنتاج الفني ولكنه باللهجة الفلسطينية ويستعرض مختلف طوائف المجتمع سواء المثقف المتعلم أو الشاعر أو الإقطاعي أو حتى الخائن العميل وتم تصويره عام 2004.

وهو واحد من أكثر المسلسلات السورية الحديثة تميُّزًا ويشهد على هذا استمرار النجاح والعرض على مدى 14 موسمًا كاملين تعرّض فيهم المسلسل للحياة الاجتماعية في سورية بشكل حلقات متصلة ومنفصلة لا تخلو من الطابع الكوميدي الساخر خصوصًا من الخلافات السياسية في سورية.

بدأ بث المسلسل منذ عام 2001 واستمر حتى عام 2019، وتغير عدد من المخرجين عليه وهو من بطولة مجموعة من أبطال سورية مثل باسم ياخور وأيمن رضا وشكران مرتجى وباسل خياط وعابد فهد وأمل عرفة وغيرهم.

وهو من المسلسلات التي تأخذك إلى عالم الرومانسية والأحداث الممتعة دون الكثير من التعقيد ولكن بمرح وخفة ظل ضمن حلقات متصلة منفصلة عن قصص غرام بين أشخاص مختلفين في كل شيء وما يؤدي إليه هذا الاختلاف من مواقف متباينة.

تم إنتاج الجزء الأول منه عام 2006، والجزء الثاني عام 2008، وبعد غياب سنوات عدة يأتي الجزء الثالث عام 2017، وقام ببطولته كل من منى واصف وجمال سليمان وسلافة معمار وباسم ياخور.

وهو قصة تاريخية واقعية عن حرب البسوس التي استمرت 10 سنوات أيام الجاهلية وقبل ظهور الإسلام، فكان السبب المباشر لهذه الحرب هو الصراع على الزواج من الجليلة بنت مرة والتي رغب فيها الملك التبع اليماني، ولكن ابن عمها كليب كان يريدها فبدأت الحيل والخدع بين الطرفين لينتهي الأمر بقتل كل من التبع اليماني وكليب الذي ترك رسالةً لأخيه الزير سالم لينتقم له.

فما كان من الزير سالم إلا أن أعلن الحرب على كل قبيلة بني بكر والذي كان أحدهم السبب في قتل أخيه ولم تفلح أي مفاوضات مع الزير سالم لإيقاف الحرب إلى أن ينتهي المسلسل بمقتله.

وهو من إنتاج عام 2003 وبطولة مجموعة من السوريين والمغاربة منهم تيم حسن ونسرين طافش وجمال سليمان وغيرها، ويعتبر هذا المسلسل جزءًا من ثلاثية تاريخية تروي تاريخ المسلمين في الأندلس، حيث سبقه مسلسل صقر قريش وتبعه ملوك الطوائف.

وفي الحقيقة فإن الثلاثية كلها تستحق المشاهدة عن جدارة ولكن هذا الجزء تعلق الكثيرون به فهو يروي فترة الازدهار العربي في قرطبة وكيفية صد ملوك أوروبا بكفاءة مع الكثير من المعارك والأحداث المشوِّقة.

وهو من المسلسلات الكوميدية المميزة للغاية في الدراما السورية من إنتاج عام 1999 عن الأب الموظف في القطاع العام والذي يضطر للقيام بأعمال جانبية لإعالة الأسرة فيعمل مرة سائق تاكسي ومرة في ملهى ليلي، مما يفجر الكثير من مواقف الكوميديا السوداء خصوصًا مع عمل زوجته كمربية فاضلة في التدريس، وفشل الزوج في امتحان الثانوية العامة 15 مرة مما يستعرض الكثير من القضايا التي تهم المواطنين سواء في ذلك الوقت أو الآن.

على مدى أكثر من 30 سنة نجح مسلسل مرايا بأجزائه المتنوعة في كشف وانتقاد الكثير من المواقف التي يعيشها المواطن السوري يوميًا من خلال عشرات القصص والحكايات التي تمت بأسلوب كوميدي ساخر يُغرقك في الضحك رغم الألم الدفين الموجود خلفه.

وتم إنتاج 18 جزءًا من المسلسل مما يجعله واحدًا من أهم الأعمال العربية على الإطلاق ويتربع بالطبع على عرش الدراما السورية مع عشرات النجوم الذين ساهموا فيه وتركوا بصمة وواضحة وبسمة على الوجوه.

وهو واحد من أهم المسلسلات التي صوَّرت طبيعة الحياة في الحارة الشامية خصوصًا أيام الخلافة العثمانية مع رصد بعض العادات والأفكار الغريبة من خلال قصة محمود الذي يتمتع بأخلاق رفيعة ولكن يضطر إلى رهن شاربه من أجل الزواج ويضيع الشارب من التاجر الذي رهنه لديه، مما يُفجِّر الكثير من الأحداث سواء من تفضيل إنجاب الذكور أو خذلان الرجل إذا ضاع شاربه، والمسلسل من بطولة رفيق سبيعي وعباس النوري وسامية الجزائري وهالة شوكت وغيرهم.

تتسارع الأحداث بشكل كبير للغاية في هذا المسلسل على خلاف الكثير من المسلسلات العربية التي يشوبها في أحيان كثيرة بعض المط والتطويل.

فهو عن الحب والطموح والميراث والعلاقات المادية بين الأخوة وكيفية الحفاظ على رابطة الدم وغيرها من أحداث تمكنت أمل حنا من دمجها معًا بحرفية شديدة، وهو بطولة بسام كوسا ونسرين طافش ورامي حنا وباسل خياط وقصي خولي ومكسيم خليل وغيرهم.

وهو من العلامات المؤثرة للغاية في تاريخ الدراما السورية، فيلقي الضوء على المرحلة الثانوية وما يحدث فيها من تغيرات للفتيات وطُرق استغلالهن وأيضًا تأثير الأهل عليهن والأسرار التي تكون لديهن ولا يستطعن البوح بها.

وهو بطولة مجموعة من النجمات اللاتي كن في بداية حياتهن وقت عرض المسلسل مثل كندة علوش وسلمى المصري وسلافة معمار وليليا الأطرش وغيرهن، كما ظهر فيه قصي خولي وغسان مسعود وسليم صبري.

عادة ما تكون الكوميديا نابعة من عُمق المجتمع وفي الكثير من الأحيان لا يفهمها ويتأثر بها إلا من عاش التجارب الموجودة بالفعل، ولكن يوميات مدير عام من الاستثناءات عن تلك القاعدة، إذ يرصد بشكل كوميدي ساخر آفة الفساد في الدوائر الحكومية، مما يجعل المسلسل يرصد حالة واقعية ليس في سوريا فقط ولكن في معظم الدول العربية.

ومع إبداع أيمن زيدان فإن المسلسل الذي تم إنتاجه عام 1995 لا يزال يلقى الكثير من التفاعل عند عرضه نظرًا لرصده الأحداث بواقعية وسخرية ومواقف طريفة.

بين سقوط بغداد والحرب الأهلية السورية تدور أحداث هذا المسلسل الذي عُرض عام 2016 وتدور القصة حول تاجر لحوم شره يُسخِّر استثمارات العائلة لخدمة نفوذه ومصالحه ولا يُقيم وزنًا لأي اعتبارات إنسانية على الإطلاق وينجح في الوصول للبرلمان.

ويتنقل المسلسل بين فترتي ما قبل الحرب الأهلية وما يحدث خلالها مع عرض صعوبات الحياة والمآسي التي تعرَّض لها الشعب السوري وكل هذا في حبكة درامية مشوِّقة وثقيلة ترصد واحدة من أهم الفترات الحديثة في البلاد.

وهو تجسيد واقعي ومشوِّق لعالم الجريمة السُفلي وكيف يمكن للنشأة الاجتماعية بين أب قاسٍ ومعلم مغرور أن تجعل الطفل الجاهل يتحوَّل إلى وحش كاسر من خلال قصة مفيد الذي يُعاني في طفولته وفي الوقت نفسه يتمتع بجسم ضخم يُغريه بدخول المعارك والنهب والسلب.

وتستمر حياته إلى أن يدخل السجن مع الثوار والمناضلين وتتغير تمامًا إلى الأفضل بعد تعلمه القراءة بشكل صحيح ويخرج فتتلقفه أمواج الحياة فيعمل في البحر تارة وفي البضاعة المهرّبة أحيانًا ليجسد شخصية الإنسان البسيط الذي يضم بذور الخير والشر ويحتار بينهما إلا أنه عنيد ومتشبث برأيه ولا يستطيع أحد أن يُثنيه عنه.

الوحدة السورية المصرية من الأمور النادر تناولها في الدراما والأفلام في كلا البلدين، ولكن حمام القيشاني نجح في رصد الوقائع بموضوعية وحرفية عالية للغاية دون الكثير من الهزل أو المبالغة.

فرصد النهضة السورية ووضع المرأة الحقيقي ووعيها ودورها في الثورة وغيرها من خطوات الكفاح بطريقة مشوِّقة ومسلية تعرض لك الكثير عن تلك الفترة الغنية. وهو بطولة أمل عرفة وفهد العابد وسلمى المصري وطلحت حمدي وغيرهم.

من جديد تطفو قصص مقاومة الفساد في المجتمع وطُرق التغلب عليه والتحديات الكُبرى التي تواجه من يحاول الوقوف في وجه الفاسدين، وذلك من خلال رصد العلاقة بين سامر البسطاط ابن الوزير وبين عائلة المرابع والتي تتعرض للكثير من المشكلات بسبب طمع ابنها.

وهو بطولة قصي الخولي وأمل عرفة وصباح بركات ونادين خوري وديما بياعة ومكسيم خليل وسلمى المصري وأيمن رضا مع مجموعة كبيرة من النجوم.

وهو من الأعمال التاريخية والدينية المثيرة للكثير من الجدل منذ عرضه في عام 2012، فرغم أنه بتمويل سعودي إلا أن المخرج والأبطال من الجنسية السورية مما جعله مناسبًا للوجود في هذه القائمة خصوصًا أنه باللغة العربية الفُصحى ويروي الكثير من الأحداث التي تهم العرب والمسلمين عمومًا وليس البيئة الشامية فحسب.

وهو من المسلسلات التي أبرزت بشكل واضح هموم الإنسان العادي وحال الحارة وما أصبحت عليه من تهلهل وعشوائية تُنذر بالكثير من الجرائم.

فتعمق المسلسل في المناطق المهمشة وانتقل إليها في الواقع لينقل التجربة بحرفية شديدة مع تقنيات سينمائية متطورة جعلت العمل واحدًا من أفضل المسلسلات السورية على الإطلاق.

من المسلسلات الكوميدية الساخرة ولكنها في هذه المرة ليست عن الواقع السياسي ولكن عن تأثير التكنولوجيا على حياة الناس، وذلك من خلال رصد الحياة في قرية أم الطنافس المعزولة والبعيدة عن التكنولوجيا الحديثة ويقع أهلها في مشاكل يعتقدون أنها نهاية العالم ويُعالجونها بشكل ساخر يضع المُشاهد في مقارنات دائمة بين الحال قبل التكنولوجيا وما بعدها وكيف أثرت على حياة الناس وباعدت بينهم.

هو عودة مميزة لأمجاد القبائل العربية القديمة، فيدور حول شيخ إحدى القبائل العربية واسمه ابن الوهاج الذي يُقرر أن يختبر قوة وشجاعة أبنائه الثلاثة بإرسال كل واحد منهم في طريق ليواجهوا الكثير من التحديات ويقوموا بمغامرات مبهرة.

المسلسل إنتاج عام 1995 ولا يزال يلقى الكثير من الإعجاب والتفاعل عند عرضه وهو بطولة أيمن زيدان وأمل عرفة وأسعد فضة وعارف الطويل وغيرهم.

وهو يجمع بين الفانتازيا والإسقاطات السياسية مع جرعة من الكوميديا التي تجعل العمل متكامل الأركان ومن أفضل الأعمال التي تم إطلاقها عام 2017، فهو يدور في زمان ومكان افتراضيين ومن الواضح أن الأحداث في زمن بعيد ليتحدث عن أطماع السُلطة والأمراء وقصص الممالك المختلفة.

والصورة مبهرة للغاية حيث تم تصويره بين رومانيا وتونس، واستطاع المخرج المخضرم حاتم علي أن يرصد صراع الممالك الثلاثة بحرفية وإبداع وتشويق.

ويقول البعض أنه مقتبس من السلسلة العالمية THE GAME OF THRONES، ولكن آخرون ينفون تمامًا وجود أي صلة بين العملين. وهو بطولة باسل خياط وجمال سليمان ويارا صبري وغيرهم.

وهو واحد من أفضل أعمال الفنانة سيرين عبد النور، ويدور في إطار رومانسي تاريخي غنائي عذب داخل الحارة الشامية التي تتسم بالسلام والبُعد عن العنف، ويدور حول الفتاة اللبنانية إيف التي تصل إلى سورية قادمة من جبل لبنان وتعمل في ماخور وتجذب الجميع حولها بسحر وجمال صوتها.

لاقى المسلسل الكثير من الإشادة بفضل جمعه بين أحداث سياسية حقيقية عن الانكشارية والدالاتيه وما يعيثون به من فساد، وبين أحداث متخيلة عبارة عن قصص حب وكفاح وسط حالة من الفوضى.

عن بيع الفتيات القُصَّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير الحرب الأخيرة على الأوضاع في سورية يرصد مسلسل فوضى الكثير من الأحداث التي تُظهر الجانب المرعب للحرب ولكن في إطار من التشويق وتعرية الحقيقة المُرة.

تم إنتاج المسلسل عام 2018 ولاقى الكثير من النجاح والإشادة وتمت ترجمته إلى اللغة الألمانية بسبب ارتفاع نسبة المشاهدة له في ألمانيا.

وهو من القصص الواقعية التي تم نسجها ببراعة شديدة ليُقدم صورة مختلفة عن الحياة الاجتماعية السورية خلال ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، وركَّز على دور المرأة في الثورة والمطالبة بالحريات.

فهو عن الخيانة والحب ومقاومة الاحتلال وكيف أن الحارة الشامية توحد أولادها وكيف سقط جندي الاحتلال في غرام الفتاة الشامية وكيف عاشت “مال الشام” بعيدة عن أبويها بعد اختطافها نتيجة مكيدة.

المسلسل يرصد أيام الاحتلال الفرنسي لسورية ودور النساء في هذا الكفاح وكيف أن الجنود الذين جاءوا محتلين وقعوا في غرام الحضارة العريقة والثقافة والطابع المميز من خلال فتيات الشرق.

وهو من المسلسلات السورية التي حققت نسب مشاهدة مرتفعة للغاية في الجزأين الأول والثاني مما دفع شركة الإنتاج للتفكير في جزء ثالث، فرغم حالة الجدل والخلاف مع قصة المسلسل إلا أنه مصنوع بحرفية ودقة عالية مع أحداث مشوِّقة تُجبرك على متابعته.

فخاتون الفتاة الدمشقية الشامية التي يجعلها الحب تتمرد على التقاليد وقيم المجتمع وتواجه الكثير من التحديات بين من يتهمها في شرفها ومن يُحرِّض على قتلها، والمسلسل من بطولة سلوم حداد وباسم ياخور ويوسف الخال وسلافة معمار وغيرهم.

وهو واحد من أكثر المسلسلات تأثيرًا في الوجدان السوري على الإطلاق، فبشخصيات مستمدة من الواقع الحقيقي ومواقف متنوعة بين 3 عائلات مختلفة، تمكّن هذا المسلسل من أن يكون ضمن كلاسيكيات الدراما الشامية مع خط كوميدي مميز وتناول الكثير من مشكلات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية دون مبالغة أو تهويل.

المسلسل من إنتاج عام 1999 والجزء الثاني عام 2002، وأصبح كل أبطاله من نجوم الصف الأول في سوريا والوطن العربي، فبموضوعات متنوعة وأفكار متجددة فيما قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وشكل العلاقات بين البشر سيفتح المسلسل عينيك على مشاعر وتقاليد تم نسيانها في زحمة الحياة ولكننا جميعًا في حنين دائم إليها.

وفي النهاية فإن الحديث عن أفضل مسلسلات سورية يمكن أن يطول بشدة، ففي الواقع تشعر المؤسسات الإعلامية هناك بالكثير من المسؤولية تجاه أحوال المواطنين وضرورة التعبير عن الثقافة العربية والإسلامية الحقيقية بأسلوب مشوِّق ومبدع للغاية.