How to Train Your Dragon.. هل تنافس نسخته الجديدة عالمًا مغرمًا بالأنيميشن؟

بالنسبة للكثيرين تعتبر السينما وسيلة الهروب الأفضل والأجمل من قسوة الواقع وسواده؛ إنها سابع الفنون وأجملها والتصوير الأرقى للحياة بكل تفاصيلها.

ولعل هذا التنوع هو السحر الحقيقي الذي يجعل السينما ملجأ آمناً لكل أولئك المرهقين من الحياة، عَبر أعوام السينما الطويلة، استطاعت بعض الأفلام أن تثبت أنها أكثر من مجرد تسلية عابرة وأصبحت تراثاً ثقافياً راسخاً في ذاكرة البشرية، قد يخطئ البعض حين يظن أن الفيلم الخالد يجب عليه أن يكون معقداً كئيباً مفعماً بالميلودراما الفلسفية.

الفيلم الخالد هو الفيلم الذي تشعر برغبة أن تشاهده مئة مرة بلا أي ملل ولا ضجر مهما كان نوعه وأفلام الأنيميشن ليست بأي استثناء.

للأنمي تاريخ عريق بحق فهو فن حقيقي أبدعت فيه اليابان بطريقة جعلت سحره عالمياً خاصة في الأعوام الأخيرة لقد أصبح الأنمي مقصداً أساسياً ولم يعد مقتصراً على فئة صغيرة محدودة بل أصبحت المنصات العالمية تتنافس في عدد الأنميات التي تعرضها وتنتجها.

يمكن لنا اعتبار الرسوم المتحركة الأمريكية أو الأنيميشن معادلاً أكثر عالمية وأعقد تقنياً للأنمي لكن سحر الأنمي الياباني ما زال كاسحاً بالطبع رغم أن بعض أفلام الأنيميشن حققت نجاحات قوية مذهلة وأصبحت رمزاً راسخاً في ذاكرة طفولتنا 

في عالم أفلام الأنيميشن تبرز شركتا ديزني ودريم ووركس بقوة؛ إذ أنهما تفننتا في تقديم أفلام رائعة مميزة تجمع بين الدراما والكوميدية، ديزني عملاق الترفيه الأول الذي قدم لنا روائع مثل الجميلة والوحش، ليلو وستيتش، مولان ولا يمكن أن ننسى الفيلم الأشهر والأكثر شعبية الأسد الملك.

فيما أمتعتنا دريم ووركس بتحف رائعة كشريك، بطاريق مدغشقر، كونغ فو باندا وألطف عمل قدم عالم الفايكينغ كيف تروض تنينك وبالطبع يستحيل أن ننسى شركة بيكسار الأسطورية التي تذهلنا بشكل مستمر بأفلام رائعة دافئة مفعمة بالسحر والحب والخيال.

خلال العقود السابقة بدأت شركات الإنتاج بتحويل أعمال الأنمي والأنيميشن الشهيرة إلى نسخ واقعية كنوع من إعادة التقديم واستثمار الشعبية، بعض هذه الأعمال نجح بقوة وبعضها الآخر لاقى فشلاً ذريعاً مصحوباً بجدل حاد وانقسامات كبيرة في الرأي.

لقد أصبحت إعادة إنتاج أفلام الأنيميشن الشهيرة وتحويلها إلى نسخ واقعية أمراً شائعاً للغاية ومتوقعاً أيضاً، قبل عدة أسابيع تم الإعلان عن تحويل السلسلة الشهيرة اللطيفة How to Train Your Dragon إلى نسخة واقعية؛ الأمر الذي كان خبراً مذهلاً مفرحاً بالتأكيد، لكنه كان أيضاً ممزوجاً بقليل من القلق حول الكيفية التي سيتم بها تقديم العمل خاصة أن هذه السلسلة تعد من أنجح سلاسل الأنيميشن وأكثرها شعبية وشهرة.. فكيف ستكون النسخة الواقعية؟

هل ستكون على قدر التحدي في عالم تنافسي أصبح مغرماً بالأنيميشن؟ أسئلة كثيرة لا بد أنها تدور في ذهنك وفي مقالنا اليوم في "أراجيك فن" سنقدم توقعاتنا الخاصة حول ما يمكن أن ننتظره من النسخة الواقعية للفيلم الشهير والتحديات الكبيرة التي تنتظر صناع العمل القادم الذي نأمل أن يكون كما نتمنى، فلنبدأ معاً عزيزي القارئ بأكثر عنصر قد يثير قلقك!

كان الفايكينغ أقسى وأشرس شعب عاش على هذه الأرض وأشدهم سحراً بالقطع لقد ترك أولئك البحارة الاسكندنافيون إرثاً ثقافياً وأسطورياً لا ينسى، من منا لا يعرف ثور إله الرعد ولوكي الماكر المشاغب والفالكيري اللواتي يأخذن المحاربين الشجعان إلى فالهالا الجنة الموعودة، تراث عريق تفننت الموسيقى والسينما ومارفل في ترسيخه في أذهاننا بفضل شخصيات وممثلين رائعين أبدعوا في عملهم وأدوارهم.

نرشح لك: كيف تتابع أفلام عالم مارفل السينمائي من البداية وحتى الآن؟

كان الفايكينغ هم أبطال How To Train Your Dragon بسفنهم الطويلة وملابسهم المميزة لكن بطابع خيالي ملائم للقصة وعَبر الأفلام الثلاثة قدمت السلسلة مجموعة رائعة من الشخصيات التي تعلقنا بها وأحببناها والتي سيكون تجسيدها في الحياة الواقعية تحدياً كبيراً على الممثلين.

فشخصيات أنيميشن كيف تروض تنينك مرسومة بطريقة فكاهية كرتونية جعلت من الشخصيات مزيجاً محبباً من غرابة الأطوار والشجاعة والكوميديا ولعل هيكاب وأستريد هما أكثر شخصيتين ننتظر بحق رؤيتهما بتجسيد واقعي.

في الأنيميشن كان هيكاب فتى غريب الأطوار قابعاً تحت ظل أبيه الضخم الشرس وزعيم القبيلة لطيفاً كوميدياً محبباً رغم أنه كان عاجزاً عن قتال التنانين إلا أنه كان ذكياً بما يكفي ليعقد صداقة رائعة مع أشرس تنين يمكن تصوره تنين أرعب قومه لقرون غضب الليل الذي أطلق عليه هيكاب اسم توثليس.

أمًا أستريد صديقة هيكاب الجميلة فكانت على النقيض تماماً منه شجاعة قوية بارعة في القتال لا عجب أن هيكاب مغرم بها وقد كانت ثنائيتهما اللطيفة القلب النابض في العمل والمحرك الأساسي لأحداثه، إضافة إلى هذا الثنائي الرائع صور الفيلم مجموعة مميزة من أفراد القبيلة أهمهم الزعيم العظيم ستويك الشجاع القوي الذي يتحول إلى أب رائع محب يفعل المستحيل لحماية ابنه الضعيف والذي سيكون من الممتع رؤيته بتجسيد واقعي يليق به.

ولا يمكن تخيل نسخة واقعية من كيف تروض تنينك بدون غوبر حداد القبيلة الظريف البارع الذي فقد أطرافه محاولاً هزيمة التنانين وهو الصديق الأقرب لستويك وللمشاهدين أيضاً شخصيات رائعة قدمت بأسلوب طريف محبب جعلها قريبة للغاية من قلب كل من شاهد الفيلم.

لكن الأجمل أن كل هذه الشخصيات ارتبطت ببعضها بعلاقات صداقة وثيقة يضاف إليه تناغم رائع لا سبيل للاستغناء عنه في الفيلم الجديد وهو ما يضع الممثلين الذين سيؤدون دورهم في النسخة الواقعية تحت ضغط حقيقي فإعادة شخصية كرتونية محبوبة إلى الحياة أمر محفوف بالمخاطر.

فكيف لو كانت شخصيات مرسومة بغرابة كوميدية متجذرة بقوة في أعماقنا، لم يتم الإعلان عن طاقم الممثلين بعد لكن من المتوقع أن يلعب مايسون ثاماس من فيلم Black Phone، دور هيكاب فيما ستلعب نيكو باركر التي سحرتنا بدورها القصير الرائع كابنة جول في The Last Of Us.

دور أستريد لم يتم الإعلان عن بقية الطاقم حتى الآن لكن وجود دين ديبلويس مخرج السلسلة الأصلية كمخرج للنسخة الواقعية في سابقة غير المعهودة أمر مثير للاطمئنان.

فالمبدع واحد ودين هو أكثر شخص يستطيع تخيل شخصياته الكرتونية بنسخ واقعية، لذا يمكن لنا توقع طاقم طاقم تمثيلي مذهل قادر على بث الحياة في رسومات رائعة أذهلتنا قبل أعوام بطرافتها وغرابتها وروعتها بالطبع لكن اختيار طاقم التمثيل سيكون تحدياً بسيطا أمام تحدي تقديم أبطال الفيلم الأبرز التنانين.

في الأعوام الأخيرة أصبحت المؤثرات البصرية الخاصة ضرورة أساسية في عالم الفن السابع حتى أن عدم وجودها أصبح مدعاة للفخر.

رغم كثرة الاعتراضات على تزايد تواجدها في أفلام اليوم إلا أن الـ CGI أحياناً تكون شيئاً شبيهاً بالسحر شيء يمكن صناع العمل من خلق عوالم أسطورية ساحرة ومخلوقات لا وجود لها في الحياة العادية كالتنانين مثلاً ففي عالم كيف تروض تنينك التنانين بطلة أساسية كما هو واضح ووجودها سيكون ضرورة حتمية لا غنى عنها.

في هذا العالم التنانين ليست مجرد مخلوقات شرسة قوية تنفث النيران فدين ديبلويس جعل من تنانينه مخلوقات لطيفة أشبه بهررة شرسة غاضبة بملامح وحشية أحياناً ولطيفة وديعة أحياناً أخرى مما يضع صناع الفيلم الجديد أمام تحد صعب للغاية.

نرشح لك: أفلام CGI.. تقنيات نجحت في مراوغة الجمهور والنقاد بحداثة السينما🤭

خلق تنانين قوية لطيفة محببة وشرسة في آن واحد وبما أننا نتوقع أن الفيلم الواقعي سيجسد أحداث أول أفلام سلسلة الأنيميشن فهناك مشاهد رائعة نتمنى رؤيتها لكنها ستتطلب دقة عالية ومهارة حقيقية في استخدام الـ CGI بطريقة تدمجه بالواقع بدون أن يبدو مزيفاً للمشاهد العادي.

تحتوي سلسلة How to Train Your Dragon على عدد كبير من المشاهد الدافئة اللطيفة الرائعة التي أصبحت أيقونة راسخة في أذهاننا، ولعل مشهد لقاء هيكاب الهزيل الضعيف مع تنين غضب الليل المصاب واحد من أهمها وأعمقها والانطلاقة الحقيقية لمغامرات الفتى والتنين.

ستكون رؤية هذا المشهد بشكل واقعي شيئاً رائعاً بشكل لا يصدق، فتى حقيقي يقف خائفاً أمام تنين ضخم مرعب يكتشف بعدها أنه أشبه بطفل جائع لا أكثر، صداقة تنشأ رويداً رويداً وعمق عاطفي ينمو مشهداً تلو مشهد، سيكون هذا المشهد أيقونياً بحق لو تم تقديمه بـ CGI متقن يعطي توثليس شكلاً ملائما يناسب القصة فتوثليس ليس مجرد وحش مرعب إنه صديق وفي وتنين ذكي مضحك للغاية يذكرك بقط متمرد.

لا يحتوي هذا المشهد على أي كلام على الإطلاق لكنه مشهد مفعم بكم كبير من العاطفة والصداقة والحب وتجسيده بشكل واقعي سيمنحه أصالة عاطفية سحرية لا يمكن أن تفوت.

إن كان تجسيد التنانين تحدياً صعباً فإن تجسيد رقصاتها وحركاتها السريعة خاصة في المشاهد القتالية سيكون التحدي الأقوى والأهم خاصة ذلك المشهد الرائع عندما تكتشف أستريد أن هيكاب يخفي تنيناً مخيفاً كحيوان أليف ولأجل إقناعها يعرض هيكاب القيام برحلة جوية على ظهر التنين.

كان المشهد في الأنميشن ساحراً بحق واستطاع تجسيد الفكرة الرئيسية خلفه تلك المتعة المبهجة الطيران بمناظر طبيعية ساحرة تم انشاؤها بواسطة الحاسوب وتسلسلات حركة سلسة متقنة لقد تحول هذا المشهد من رحلة طيران خرافية إلى ألطف وأهم مراحل علاقة أستريد وهيكاب.

لذا سيكون تنفيذ هذا المشهد في النسخة الواقعية أمراً مهماً وصعباً في آن، فتحريك الصور المولدة بواسطة الحاسوب أمر يتطلب مهارة حرفية عالية ودقة تصويرية لدمج الصورة بالواقع بشكل يمكن لخطأ بسيط أن يفسدها تماماً ويسحب كل السحر الأخاذ الذي احتوته هذه المشاهد.

بالطبع لم يكن توثليس هو التنين الوحيد في السلسلة فالتنانين كثيرة متنوعة ولكل منها شخصيته الفريدة وأسلوب رسمه المميز فلو صحت توقعاتنا وكان الفيلم الواقعي نسخة واقعية لأحداث الفيلم الأول ففي انتظارنا تجسيد لأقوى وأكثر التنانين رعباً إنه تنين الموت الأحمر.

 ذلك التنين الضخم القابع في جب واسع يرغم التنانين على السرقة لأجله وإلا التهمهم أي أنه السبب الذي يجعل التنانين تغير على قرية بيرك وغيرها، من المفترض أن يكون هذا التنين هو الأضخم والأقوى مما يجعله واحداً من أكثر التنانين المنتظر رؤيتها في النسخة الواقعية فالمواجهة معه كانت التحدي الأقوى وذروة أحداث الفيلم الأول وأفضل توضيح للصلة الوثيقة بين هيكاب وتنينه الصلة التي غيرت حياة القرية بأسرها.

سيكون تنفيذ هذا المشهد في نسخة واقعية تحدياً هائلاً لمهارات صناع العمل لكنه سيخلق سحراً خاصاً وسيتمكن من رفع مستوى الخطر فالواقع أشد قسوة ورعباً من أفضل رسم الأمر الذي سيمنح المشهد جرعة أكثر تكثيفاً من العمق العاطفي للقصة وسيرفع مستوى الإثارة فقط لو نفذ بشكل صحيح كما نأمل ونتمنى.

إن إعادة مخلوق خيالي للحياة بطريقة تدمجه مع الواقع هو عمل صعب مفعم بالتحديات التي يمكن لخطأ بسيط أن يفسده تماماً.

نرشح لك: أفلام فشلت في إقناع الجمهور والنقاد بحداثة سينما الـ CGI.. وإليكم الأسباب!

لن يكون الفيلم الجديد أول من يفعلها فعبر الأعوام ومع انتشار أفلام الأنيميشن ذات النسخ الواقعية رأينا فناني المؤثرات البصرية يبدعون في نقل الشخصيات الخيالية إلى الحياة فرأينا سونيك القنفذ السريع وبيكاتشو البوكيمون الألطف والأظرف حتى الوحوش كان لها حصة من هذا العالم فمسلسل HBO الأسطوري Game Of Thrones امتلك تنانينه الخاصة الرائعة التي تألقت في الأحداث وأضافت لها رونقاً مميزاً.

إن ابتكار التنانين وتحريكها ليس بأمر مستحيل لكن ما نرغب في رؤيته هو تحريك دقيق وتجسيد بارع لتلك المخلوقات الخيالية التي رسخت صورتها الفكاهية الغريبة في أذهاننا وتحولت من مخلوقات خيالية شريرة إلى أبطال السلسلة اللطيفة الحقيقيين ولعل هذا هو التحدي الأصعب الذي ينتظر دين ديبلويس وفريقه في الفيلم الجديد القادم.

يقول أوسكار وايلد الطبيعة تقلد الفنان كدلالة على أهميتها وضرورة وجودها في أي عمل فني أو حضاري حتى أن علماء النفس يؤكدون أن شخصية الإنسان مردها الأساسي يعود إلى الطبيعة التي نشأ ضمنها، وللطبيعة دور محوري في العمل الفني فالأعمال التي لا تمتلك مكاناً معيناً لأحداثها نادرة بحق سواء كان هذا المكان حقيقياً أم خيالياً المكان بطل رئيسي يجب توفره في القصة مقروناً بتوأمه السيامي الزمان.

في عالم سلسلة How to Train Your Dragon كان المكان هو قرية بيرك الصغيرة التي يمكن استنتاج أنها واقعة في الشمال تلك البلاد التي قطنها الفايكينغ في عالم الواقع.

كانت رسوم الطبيعة في سلسلة الأنيميشن رائعة بحق حتى أنها في بعض الأحيان بدت حقيقية بشدة ففنانوا السلسلة قدموا رسومات تقترب كثيراً من الواقع بتلاعب بارع بالضوء والألوان وهذه الرسومات البارعة كانت من أهم أسباب نجاح السلسلة.

لذا فإننا نتوقع أن يلجأ صانعوا الفيلم الواقعي إلى الطبيعة مرة أخرى لكن بصورتها البكر بدلاً من تصوير العمل بأكمله أمام شاشة خضراء والإتكال على الـ CGI لخلق عالم قرية بيرك اللطيف.

إن المؤثرات البصرية رائعة بالتأكيد لكن الطبيعة الأصل دومًا أفضل وأقوى وأكثر إقناعاً بمراحل خاصة أن وجود التنانين سيتطلب عدداً ضخماً من المؤثرات مما قد يخلق تجربة بصرية غير المريحة للمشاهد المتشوق لرؤية سحر طبيعي أخّاذ يقارب السحر الرائع الذي قدمه الأنيميشن برسومه البارعة من قبل.

إن اللجوء إلى الطبيعة طلباً لكمال الصورة ليس بالأمر الجديد تماماً، فلو أنك كنت من معجبي سلسلة سيد الخواتم التي اكتسحت مواسم جوائز الأوسكار منذ أعوام فستدرك أهمية الطبيعة في العمل.

نرشح لك: أفلام ومسلسلات الفايكنج.. استكشف العوالم المخفية التي تعيدنا لزمن الأبطال!

إذ أن صناع السلسلة الأسطورية استثمروا الطبيعة ببراعة حقيقية لتقديم أفضل صورة ممكنة عن عوالمهم الخيالية فلجأوا إلى أراضي نيوزيلاند الخصبة البرية الرائعة الجمال لتجسيد جمال وتفرد سحر قرية شاير الخاصة بالهوبيت التي كانت الإنطلاقة الأولية لأحداث السلسلة، حيث ظهرت شاير الساحرة بصورة تمزج الواقع مع المؤثرات البصرية الرائعة بطريقة حقيقية مريحة للمشاهد كانت المؤثرات من البراعة والدقة لدرجة أنها اقتنصت أوسكار مستحقة للفيلم. 

قد لا يكون How To Train Your Dragon بضخامة سيد الخواتم وعالمه المتشابك المعقد لكنه عمل ضخم بكل تأكيد وله معجبوه الذين ينتظرون بشغف رؤية تجربة جديدة تعيد لأذهانهم السبب الذي جعل من السلسلة أفضل عمل أنيميشن شاهدوه منذ أعوام، ومواقع التصوير الحقيقية الواسعة.

ستضيف لهذه التجربة عمقاً معنوياً وبصرياً نتوقع ألا يفوت مخرجاً بارعاً مثل دين ديبلويس الذي خلق خياله الجبار عالماً جميلاً لطيفاً، جعل كل من شاهده يتمنى لو كان حقيقياً واقعياً، ولو قدم العمل بالشروط الملائمة واستطاع دمج الواقع بالخيال كما يجب فنحن في انتظار عمل يفوق الوصف بلا أي شك عمل يحول الخيال الواسع إلى أجمل حقيقة. 

كان عالم How To Train Your Dragon سحرياً بدون أي شك والسبب لا يعود لوجود التنانين فحسب بل لوجود تلك الجرعة اللطيفة من الحب والصداقة والخيال الجامح والتفاصيل الصغيرة المضحكة التي جعلت مشاهدة السلسلة تجربة ممتعة يمكن أن تكررها دائماً وأبداً بدون أي ملل.

بشخصياته الفريدة وحكايته الممتعة استطاع How To Train Your Dragon وعبر أفلامه الثلاث خلق سحر لا متناه زادته الرسوم البارعة الدقيقة روعة ودقة.

ولعل هذا أجمل ما في أفلام الأنيميشن السحر، فعبر الرسومات يستطيع المبدع ترك العنان لخياله وتقديم قصص مسلية وخلق أحداث صعبة مؤثرة بأجواء طفولية لطيفة دافئة، حتى الآن لا نعرف كيف سيكون الفيلم الواقعي بقصته لكننا نتكهن أنه سيقتبس أحداث الفيلم الأول الذي تعرفنا من خلاله على عالم التنانين الرائع لأول مرة خاصة أنه وللمرة الأولى سيكون مخرج فيلم الأنيميشن هو مخرج الفيلم الواقعي.

لكن ولأن الواقع أقسى من الخيال ولأن دين ديبلويس مبدع بارع فإننا نتوقع أن يضيف تفاصيل أكثر عمقاً ونضجاً للفيلم الواقعي بحيث لا يكون نسخة كربونية عن فيلم الأنيميشن لكنه وفي الوقت نفسه لن يبتعد عن العالم الأصلي بتفاصيله اللطيفة التي أغرمنا بها.

عادة ما تنقسم النسخ الواقعية لأفلام الأنيميشن إلى نوعين؛ الأول يقتبس الشخصية ويعيد تقديمها بقصة مختلفة تمامًا لا تمت للأنميشن بصلة إلا بشخصية أو اثنتين كفيلم Pokémon: Detective Pikachu الذي قدم تصوراً مختلفاً لعالم البوكيمون المحبوب.

 والثاني عادة ما يكون إعادة تقديم متجددة لقصة العمل الأصلي مع بعض التغييرات المهمة وهو النوع الأكثر قرباً للمشاهد كمسلسل "ون بيس" الواقعي. 

الذي حول الخيال إلى أجمل حقيقة، إن سلسلة How to Train Your Dragon هي في أساسها قصة رائعة عن النضج والبلوغ فعبر ثلاثة أفلام رائعة شاهدنا هيكاب الصغير يكبر يتطور وينضج ليصبح قائداً بارعاً عظيماً.

استطاع أن يغير طريقة حياة قرية بيرك بالكامل ويحولها من قرية تقتل التنانين إلى قرية تتعايش بوئام وسلام معهم قصة ملهمة دافئة تحمل جرعة محببة من الحب والصداقة والأحلام الساحرة التي جذبت آلاف المشاهدين، لذا نتوقع أن يحافظ ديبلويس على هذه الروح الرائعة الأصيلة في الفيلم الواقعي وأن يقدم لنا عالماً ساحراً.

نرشح لك: مشاهد أسطورية ربطت نسخة أنمي one piece مع المسلسل الواقعي.. هل تلاحظها؟

يقتبس من الواقع قسوته وجديته ومن الأنيميشن سحره ولطفه بحيث يركز على صداقة فريدة من نوعها بين فتى صغير محبط وتنين فضولي ودود بمزيج فريد من الواقع والخيال الرائع الذي جعل كيف تروض تنينك فيلم أنيميشن ناجحاً في المقام الأول وقد يجعله فيلماً واقعياً ناجحاً لو تم تطويعه وتقديمه بطريقة متجددة بارعة.

تلائم جميع الفئات العمرية خاصة أولئك اللذين عاصروا انطلاقة سلسلة الأنيميشن ونجاحها الهائل، التحديات كثيرة متنوعة والتوقعات أيضاً كثيرة لدرجة قد تكون محبطة الأمر الذي يطرح التساؤل الأهم. 

وفي الأعوام الأخيرة بدأت شركات الإنتاج بالتوجه نحو عالم الرسوم المتحركة لتقديم نسخ واقعية من الأفلام الشهيرة وتقديمها للجمهور بحلة جديدة تلائم المجتمع وتطوراته وتغيراته الدائمة فشاهدنا أرييل من أصول إفريقية وسندريلا لاتينية كما أننا رأينا نسخة واقعية من شخصيات خيالية محببة كالقنفذ السريع الأزرق سونيك في فيلم Sonic the Hedgehog الذي أعاد القنفذ المحبوب للحياة بصورة أرضت عشاقه.

وسيمبا الأسد الملك...

 الذي يصعب ألا تحبه بكافة نسخه لقد أصبحت النسخ الواقعية من أعمال الأنمي والأنميشن الأعمال الأكثر طلباً وشعبية في الأعوام الأخيرة.

لكن بعض هذه الأعمال خاصة آخر أعمال ديزني لم تحقق النجاح المرغوب فيه أو المتوقع ذلك بسبب الجدل وانقسام الآراء الحاد حول التغييرات الكبيرة في شكل أميرات ديزني، رغم أن هذا التغيير لا يؤثر على سير أحداث الفيلم أو قصته إلا أن عدداً كبيراً من الجمهور واجه صعوبة حقيقية في تقبل شكل مختلف لأميرات نشأ على حبهن وعرفهن بشكل محدد لا يقبل تغييره.

لن ندخل في جدلية أفلام ديزني وتغييراتها هنا فهذا ليس من صلب مقالنا، فما يهمنا أن بعض الأعمال الواقعية الأخرى حققت نجاحاً يفوق الوصف رغم كل التغيرات التي طرأت عليها كنسخة Alice in wonderland الواقعية الرائعة التي قدمت أفضل تجسيد يمكن تصوره لمغامرات أليس الصغيرة.

ولعل سبب النجاح هذا يعود لأننا أحياناً بحاجة حقيقية إلى القليل من سحر الماضي ولطافة عوالم الرسوم المتحركة الممزوجة بقسوة واقعنا.

لا تقتصر النسخ الواقعية على الأفلام بالطبع، فنتفليكس عملاق البث التلفزيوني أدركت سر الوصفة ونجحت في تقديم نسخة واقعية مذهلة من أنمي ون بيس بطريقة أرضت عشاقه واستطاع العمل الواقعي نيل رضا أغلبية واسعة من المشاهدين بفضل التزامه المطلق بالقصة وأصول الشخصيات والحبكة الروائية.

ويبدو أن نتفليكس أحبت هذه المغامرة فأطلقت منذ أيام قليلة مسلسل Avatar: The Last Airbender المقتبس من مسلسل الأنيميشن الشهير والذي يبدو أنه سيحقق نجاحاً كبيراً يضاف إلى نجاحات نتفليكس المتعددة.

كما سبق وقلنا في مقالنا إن تقديم نسخة واقعية من عمل أنمي أو أنيميشن محبوب ناجح هو أمر محمل بكم هائل من المخاطرة خاصة لو كان للعمل شعبية كاسحة وجمهور عريض ينتظر كل ما يمت لعالمه بصلة.

إن التحديات أمام نسخة كيف تروض تنينك الواقعية لا تعد ولا تحصى لكننا وفي هذا المقال ذكرنا أهمها وأبرزها لكن هناك عاملان مهمان يمكن أن يبثا الاطمئنان في نفوسنا، وجود إنتاج قوي ووجود مبدع الأنيميشن خلف النسخة الواقعية مما قد يلغي أي قلق من تغيرات جذرية غير الملائمة أو المناسبة لعالم كيف تروض تنينك المنافسة قوية.

وهناك مئات الأفلام المنافسة التي قد تقدم ما هو أفضل وأقوى في عالم أصبح مغرماً بسحر الرسومات المتحركة سيكون التحدي صعباً بالتأكيد لكن دين وفريقه قادرون على تقديم فيلم رائع مميز فقد فعلوها من قبل.

من المستحيل التكهن بنجاح أو بفشل عمل ما قبل إصداره خاصة أن الجمهور أصبح شديد التقلب ويمكن أن يرفض عملاً ما بسبب تغير بسيط أو خطأ تقني واضح كل الاحتمالات ممكنة.

أردنا اليوم أن نبحر بخيالنا ونضع توقعاتنا الخاصة لما يمكن أن نراه في النسخة الواقعية من الأنيميشن الرائع الساحر، لن تكون النسخة الواقعية من الأنيميشن نسخة كربونية عن أصلها سيكون هناك تغييرات مهمة بالقطع لكن أملنا معقود على أنها تغييرات تخدم القصة والعمل وأننا سنرى سحراً خلاباً لطيفاً يمنحنا متعة مشاهدة لا تنسى، ماذا عنك عزيزي القارئ ما هي توقعاتك للعمل الجديد؟

نرشح لك: أفلام أنمي 2024.. تجربة لا تقاوم مع رسوم الكارتون المذهلة المرتقبة!