Road House Vs. Southpaw.. هل يسقط البطل المقاوم في القاع مرتين؟!

يتمتع الممثل الأمريكي "جيك جيلنهال"، بمسيرة مهنية حسنة السمعة، نتيجة أرشيفه السينمائي الغني، والذي بناه بكدٍ لسنواتٍ طوال. 

يغزر سجله الفني بأدوارٍ مختلفة، جعلته يتنقل في حالاتٍ دراميةٍ متنوعة، ومستوياتٍ مبهرة في التمثيل. ومن الأفلام التي تعتبر أيقونية في مشواره الحافل نذكر: فيلم "Zodiac" للمخرج "ديفيد فينشر"، و "Enemy" و"Prisoners" إخراج "دينيس فيلنوف"، و" Nocturnal Animals" مع "توم فورد"، و"Nightcrawler" لِـ "دان غيلروي". 

جميعها أفلام تحفز الأدريناليين والعقل، جاذبية جيلينهال وموهبته، يجعلان جماهير السينما راغبين بالحصول على المزيد من أفلامه، حتى تلك العادية منها والبسيطة بفكرتها.

لذلك كان الحماس كبيرًا لإصدار فيلم "Road House"، غير أن الفيلم الذي أخرجه "دوغ ليمان"، هو نسخة مستحدثة عن فيلم صدر سنة 1989، للمخرج "رودي هيرينجتون" والممثل "باتريك سويزي"، ويحمل الاسم نفسه. والأهم من ذلك أن العمل الذي أنتج نهاية ثمانينيات القرن العشرين، لا يتمتع بسمعة جيدة.

لذا كان من اللافت والجدير بالاهتمام، رؤية ما سيقدمانه -جيك ودوغ- ضمن هذه النسخة الجديدة، التي تم نقلها إلى فلوريدا كيز، ومعها دالتون حارس الحانة، بعد أن غير مهنته. ما حكاية ماضي "إلوود دالتون"؟، وكيف سيواجه مشاكل رواد "Road House"؟ 

نحن في "أراجيك فن" سنخبرك بعض التفاصيل...!

"إلوود دالتون" هو لاعب سابق في الفنون القتالية ضمن UFC، ونتيجة حادثٍ حصل معه تخلى عن المشاركة في المبارايات الاحترافية.  مرَّ بظروفٍ عصيبة في الماضي، لكن هذا لم يؤثر على قوته. ظل مواظبًا على القتال، وخوض تحدياتٍ قتاليةٍ شعبية، فهذه المهنة التي يقتات منها. وبالطبع بطلنا دومًا ما يكسب، واللاعبون يخافون نزاله. 

سيطه المنتشر في أرجاء البلاد دفع "فرانكي" صاحبة "حانة على الطريق" في فلوريدا كيز، لتقديم عرضًا مغريًا له. أن يعمل كحارسٍ للحانة ويفك النزاعات ما بين زوارها، مقابل 5 آلاف دولار أسبوعيًا، لكن سرعان ما ندرك أن عمله لا يقتصر على تهدئة رجال البلدة السكارى فقط، بل هناك عصابة تتربص بالحانة وتقوم بالتعدي على الزبائن، وإلحاق الأضرار في المكان. 

هذه العصابة تتبع لرجل الأعمال "بن براندت"، يهتم بالعقارات والمخدرات، إمبراطوريته ورثها عن أبيه المجرم القابع في السجون. يحاول بن إقناع فرانك بيعه الحانة، ولكن مساعيه تبوء بالفشل، لذلك يرسل رجاله يوميًا إلى هناك، بالطبع هو يريد هدم "Road House"، لأن لديه مآرب أخرى، بعيدة عن فكرة بناء منتجع سياحي. 

بالتالي مهام دالتون لها تداعيات كبيرة وخطيرة، كون من يواجههم رجال عصابات، ومعهم المحظورات مستباحة، ووسائل القتال كلها مشروعة. 

وبما أنه مقاتل قديم ومعروف، فالجميع يعلم الماضي الذي يريد الهرب منه -يتعلق بمهنته- وهذا الأمر سيكون ورقة ضغطٍ عليه من قبل أعداءه. 

لكن للصبر حدود.. وغضب إلوود دالتون عواقبه وخيمة! 

نرشح لك: أفلام أكشن 2024.. قائمة مرتقبة تجعلك تشاهد مطارداتها لاَخر لحظة!

مفاجأة فيلم "Road House" نجم فنون القتال "كونور ماكجريجور"، بإطلالته التمثيلية السينمائية الأولى، بدور مرتزق. حيث يكلف من قبل والد بن براندت، بالتصدي لرجل الحانة دالتون، وإنهاء قضية "حانة على الطريق".

بحضور جريء، أثار كونور الإعجاب بقوته المعهودة، حيث نقل ما كان يفعله في الواقع، إلى السينما، مع أداءٍ تمثيليٍ لطيف، وابتسامة عريضة لا تفارقه طيلة العرض، والاستعراض البدني القتالي، وعباراته الخرقاء اللاتي ترافقه، كيفما تجول. ما يجلب الاهتمام إليه، الكاريزما التي يتمتع بها في الحياة كمقاتل، والتي وظفها بشكلٍ مناسبٍ جدًا، بشخصية الشرير الذي لا يقاوم. 

شكلت مشاهد "جيك جيلينهال" و"كونور ماكجريجور" حالة من التناغم، كانت بمثابة امتاع حقيقي للمتفرج، خصوصًا أن هذه النوعية من الأفلام تعتمد بنسبة كبيرة على لقطات الحركة والأكشن، في حين يكون الاهتمام بالحبكة والسرد الدرامي إلى حدٍ ما، شيئًا ثانويًا. حتى أن أفلام الحركة غالبًا سهلة التوقع، بتطور حبكتها والاتجاه الذي تنتهي إليه الحكاية. 

لم تكن ثنائية، نستطيع القول إنها ثلاثية قوية حققت هدفها بالإثارة واللمسة الكوميدية البسيطة والجنون، ما بين جيك وكونور وبيلي ماجنوسن (بن براندت)، وكأن النص طور بما يخدم مصالح ومشاهد العنف الخاصة بهذه الثلاثية، والحبكات الفرعية تأتي لإقناعنا بأن هناك قصة.

تم تصوير المعارك القتالية بطريقة شيقة وسلسة، أيضًا اختيار طبيعة المكان وشكل الحانة، جميلًا للغاية. 

نرشح لك: أفلام تشويق وإثارة 2024.. ترشيحات تخطف عقلك من أفضل الأفلام المتوقعة!

ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الممثل المظلوم أوسكاريًا "جيك جيلنهال" شخصية درامية تعد الرياضة القتالية جزءًا أساسيًا في حياتها، حيث سبق وأن قدم شخصية الملاكم بواسطة "بيلي هوب" في فيلم "Southpaw" للمخرج "أنطوان فوكوا".

يحقق بيلي شهرة عالمية في الملاكمة، وفجأة يجد نفسه في أسفل سلم النجاح، بعد كارثة حقيقية آلمت به، وهي فقدانه لزوجته، ومن ثم ابنته نتيجة الانكسار النفسي الذي غرق به. 

لكل شخصية طرح جيلنهال نفسه فيها إيقاعها الخاص، وعالمها، إن كان في فيلم "الأعسر" أو" حانة على الطريق". 

في العملين تم استعراض رحلة بطل  كان في القمة ووصل إلى القاع، نتيجة ظروف خاصة قطعت بها كل شخصية. 

في "Southpaw" تبدو رحلة البطل في عالم المصارعة أكثر جدية، وتم تصويرها باحترافية ومهنية مكثفة. أمّا "Road House" ركز بدايةً على عمل البطل الاحترافي في فن القتال، وكأنه يريد منح قوة دالتون التي لا تقهر شرعية، لتبرير العنف القادم في القصة، ومشاهد القتال المبالغ فيها. 

ممتع جيك جيلنهال حينما يتنقل بين حالات الهدوء والغضب، يجيد لعبة التحول هذه. "إلوود دالتون" قد تحبه أكثر، للحظات المرح والنكات الخفيفة التي تنطق بها الشخصية. حيث لا يتوانى عن سؤال خصمه الذي يريد أن يبرحه ضربًا، هل لديك تأمين؟ وهل هناك مستشفى قريبة من هنا؟ 

بينما "بيلي هوب" تتعاطف معه وصراعه النفسي، وهو يحاول إعادة التوازن لحياته بعد خساراته المتلاحقة، وهو يعيد بناء جسر التواصل والثقة مع ابنته. 

يتميز "Southpaw" عن "Road House"، بأنه دراما رياضية تأخذ نفسها عل محمل الجد، لامتلاكها قصة متماسكة وحبكة درامية أكثر تطورًا، وحوارات عاطفية عميقة. بينما حانة على الطريق، تتناسب تمامًا مع أفلام الإثارة والأكشن، والتي هدفها المتعة والترفيه بالدرجة الأولى. 

وأنت عزيزي القارئ، أي الفيلمين تفضل؟، وأين تميز جيك جيلنهال برأيك؟ 

نرشح لك: أشهر مشاهد الارتجال في تاريخ سينما هوليوود!