تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعد استخدامها للذكاء الاصطناعي في مسلسل Secret Invasion.. هل نالت “مارفل” مرادها وسط الجمهور؟

بعد استخدامها للذكاء الاصطناعي في مسلسل Secret Invasion.. هل نالت "مارفل" مرادها وسط الجمهور؟
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

لو كنت قد قرأت رواية جورج أورويل الجدلية 1984 فلا شك أنك تعرف المصطلح الشهير "الأخ الأكبر يراقبكلقد تخيل أورويل منذ أربعينات القرن الماضي ما يبدو أنه سيصبح حقيقة واقعة ملموسة في الزمن الحاضر، نحن مراقبون طوال الوقت هواتفنا الذكية، حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، حواسبنا كل هذه الأشياء تخترق خصوصيتنا بل تلغيها تماماً.

خلال الأعوام القليلة السابقة قفز التطور التكنولوجي قفزات واسعة مريبة، لقد أصبح مصطلح الذكاء الاصطناعي الذي كان متداولاً في أوساط العلماء ومحبي قصص الخيال العلمي أمراً عادياً وحقيقة من حقائق الحياة، واخترقت التكنولوجيا حياتنا بقسوة وفرضت نفسها بطريقة تجعل قدرتنا على التخلي عنها مستحيلاً، واليوم نرى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من الأخبار اليومية التي نسمعها.

لم يكتفِ الذكاء الاصطناعي باختراق عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بل تعداه إلى عالم الفن والسينما، وأصبحنا نسمع أغاني جديدة بأصوات فنانين مختلفين وثنائيات غنائية لم تحصل على الإطلاق، كل هذا بواسطة الذكاء الاصطناعي، بل أن الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا منذ عقود لم يسلموا من سطوة الذكاء الاصطناعي.

كما حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم أو "الست" التي صُعقنا بسماع صوتها في أغنية حديثة وهي التي فارقتنا عام 1975 الأمر الذي أثار جدلاً عنيفاً حول أحقية هذا الفعل حتى أن ورثة العندليب عبد الحليم حافظ هددوا برفع دعوى قضائية لو فكر أي شخص باستخدام صوته في أي أغنية دون علمهم.

لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على عالم الموسيقى والغناء فحسب؛ إذ يبدو أن عالم الفن السابع سيقع تحت سطوة التكنولوجيا الجديدة وهو ما فعلته "مارفل" في أحدث مسلسلاتها Secret invasion حيث تم إنشاء افتتاحية العمل بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، لماذا فعلت مارفل هذا؟ وهل يعني هذا أن الذكاء الإصطناعي سيحل محل البشر في وقت أقصر مما توقعناه؟ ما هي ردود الفعل تجاه هذه الحركة؟ 

سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر في مقالنا هذا لكن ولأننا قسم "أراجيك فن" سنقدم في البداية مراجعة فنية مفصلة للعمل الذي تأمل مارفل أن ينقذها من كبواتها المستمرة..

7.2/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Secret Invasion

تدور أحداث المسلسل بعد نهاية ثانوس وعودة البشر الذين أفناهم، تبدأ الأحداث في موسكو حين يكتشف الفضائي تالوس أن بني جنسه السكرول يخططون لغزو الأرض، لو لم تكن قد تابعت فيلم Captain Marvel فلن تعرف أن السكرول هم جنس فضائي لجؤوا إلى الأرض بعد فناء كوكبهم بوعد من كابتن مارفل ونيك فيوري لإيجاد كوكب ملائم لهم ويبدو أنهم رأوا أن الأرض كوكب ملائم بالفعل ولا داعي للبحث أكثر، إن أكثر ما يثير القلق من جنس السكرول هو قدرتهم على تغيير أشكالهم إلى أي شكل يرغبون به يمكنهم انتحال شخصية الرئيس الأمريكي ولن يعرف أي شخص ما حدث أو حتى يشك به.

عندما تكتشف ماريا هيل ما حدث وخطط السكرول، تقرر أن الوقت قد حان كي تستدعي نيك فيوري الذي يقيم خارج الأرض في محطة فضائية للنقاهة، لم يعد فيوري كما عهدناه لقد أصبح عجوزاً محطماً متعباً، يبدو أن محنة فناء نصف الكون كانت ثقيلة الوطء عليه مع عودته إلى الأرض يلتقي فيوري بتالوس ويعلم أن تالوس قد تم نفيه من مجلس السكرول وأن حليفه السابق غرافيك قد اتخذ موقعاً قيادياً مع المتمردين، لاحقاً يتم اختطاف فيوري من قبل عملاء MI6 ويتم اصطحابه لمقابلة أحد معارفه القدامى سونيا فالسوورث، فيقترح فيوري تحالفاً لوقف غرافيك لكن سونيا ترفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً.

نتعرف على عالم المتمردين الذين يريدون إنشاء وطنهم على الأرض ونكتشف أن أحد قادة المتمردين هي غايا ابنة تالوس التي تجهل أن غرافيك قتل والدتها.

يتعين على تالوس وفيوري وهيل محاولة إيقاف غرافيك دون أي مساعدة ومن هنا جاء اسم المسلسل إنه غزو من قلب الأرض مخطط له بطريقة ذكية ستتسبب في قيام حرب عالمية نووية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية مما سيقضي على سكان الأرض ويفسح المجال أمام السكرول لتحويلها إلى كوكبهم، وتستمر أحداث المسلسل بطريقة تصاعدية بطيئة بعض الشيء لكنها تزداد قوة مع تقدم الأحداث ويبدو لنا أن هذا المسلسل مبشر بالخير والنجاح الذي تحتاجه مارفل بشدة في هذه المرحلة.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    علي سليم

بطولة

صاموئيل جاكسون،
بين مندلسون،
إيميليا كلارك،
كينجسلي بن أدير

الأرض مهددة بالغزو.. مجدداً

فيديو يوتيوب

تدور أحداث المسلسل بعد نهاية ثانوس وعودة البشر الذين أفناهم، تبدأ الأحداث في موسكو حين يكتشف الفضائي تالوس أن بني جنسه السكرول يخططون لغزو الأرض.

لو لم تكن قد تابعت فيلم Captain Marvel فلن تعرف أن السكرول هم جنس فضائي لجؤوا إلى الأرض بعد فناء كوكبهم بوعد من كابتن مارفل ونيك فيوري لإيجاد كوكب ملائم لهم ويبدو أنهم رأوا أن الأرض كوكب ملائم بالفعل ولا داعي للبحث أكثر، إن أكثر ما يثير القلق من جنس السكرول هو قدرتهم على تغيير أشكالهم إلى أي شكل يرغبون به يمكنهم انتحال شخصية الرئيس الأمريكي ولن يعرف أي شخص ما حدث أو حتى يشك به.

عندما تكتشف ماريا هيل ما حدث وخطط السكرول، تقرر أن الوقت قد حان كي تستدعي نيك فيوري الذي يقيم خارج الأرض في محطة فضائية للنقاهة.

لم يعد فيوري كما عهدناه لقد أصبح عجوزاً محطماً متعباً، يبدو أن محنة فناء نصف الكون كانت ثقيلة الوطء عليه مع عودته إلى الأرض يلتقي فيوري بتالوس.

ويعلم أن تالوس قد تم نفيه من مجلس السكرول وأن حليفه السابق غرافيك قد اتخذ موقعاً قيادياً مع المتمردين، لاحقاً يتم اختطاف فيوري من قبل عملاء MI6 ويتم اصطحابه لمقابلة أحد معارفه القدامى سونيا فالسوورث، فيقترح فيوري تحالفاً لوقف غرافيك لكن سونيا ترفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً.

نتعرف على عالم المتمردين الذين يريدون إنشاء وطنهم على الأرض ونكتشف أن أحد قادة المتمردين هي غايا ابنة تالوس التي تجهل أن غرافيك قتل والدتها.

يتعين على تالوس وفيوري وهيل محاولة إيقاف غرافيك دون أي مساعدة ومن هنا جاء اسم المسلسل إنه غزو من قلب الأرض مخطط له بطريقة ذكية ستتسبب في قيام حرب عالمية نووية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية مما سيقضي على سكان الأرض ويفسح المجال أمام السكرول لتحويلها إلى كوكبهم.

وتستمر أحداث المسلسل بطريقة تصاعدية بطيئة بعض الشيء لكنها تزداد قوة مع تقدم الأحداث، ويبدو لنا أن هذا المسلسل مبشر بالخير والنجاح الذي تحتاجه مارفل بشدة في هذه المرحلة. 


مسلسل ناضج سوداوي

كانت أقسى الانتقادات الموجهة إلى عالم مارفل السينمائي هو الاعتماد بشكل سخيف على وجود بطل خارق قادر على حل المشكلة العويصة التي تهدد الأرض في ثلاث دقائق، إن قصص الأبطال الخارقين مسلية ممتعة لكن تكرارها عاماً تلو عام أصبح مملاً طفولياً متوقعاً.

إضافة إلى هذا تشتهر مارفل بتفضيل الكوميديا على التراجيديا في أفلامها، لا يمكن أن يخلو فيلم لمارفل من مشهد مضحك أو نكتة قوية وهذا ما يجده النقاد نقطة ضعف قوية في أفلامها.

إن Secret invasion هو العمل الأبرز في خطة مارفل هذا الصيف ومن الواضح أنه عمل ناضج كئيب سوداوي لعله العمل الأكثر نضجاً لمارفل منذ أعوام، يبدو خارجاً من قصص مسلسل بلاك ليست وعوالم جيمس بوند الجاسوسية أكثر مما هو خارج من عالم مارفل وأبطالها الخارقين، لا يبدو أننا سنرى المنتقمين في المسلسل.

 إذ أن السكرول قادرون على استنساخ أي شخص وقد يتمكنون من استنساخ أحد الأبطال بقدراته كلها، في الواقع يبدو أن المسلسل أشبه بـ Winter soldier أكثر مما هو شبيه بسلسلة المنتقمين، المسلسل يستهدف المشاهدين الأكبر سناً الذين سئموا من الأبطال الخارقين لكنهم لا يمانعون في وجود قصة تجسس ممتعة مثيرة.

إن سوداوية العمل واضحة منذ أول لقطة الألوان الداكنة الكئيبة الزوايا الحادة الموسيقى المتوجسة، يبدو أن الغزو السري قد ينقذ مارفل من كبواتها المتكررة.

في الواقع يمثل العمل المخاوف الأميركية في فترة الحرب الباردة، لقد كانت تلك الفترة فترة تاريخية مقلقة، لا أحد يعلم إن كانت حرارة الحرب في ارتفاع أم أنها لا تزال مستقرة، في أي لحظة يمكن لك أن تكتشف أن صديقك الصدوق كان جاسوساً شيوعياً متخفياً.

يقال أن الازدياد الكبير في قصص الغزو الفضائي في تلك الحقبة الزمنية كان مردّه الأساسي الخوف من الشيوعيين الذين قد ينسلون بسرية إلى حياة الأمريكيين كي يحيلوها جحيماً، ماذا لو عدت يوماً إلى المنزل واكتشفت أن زوجتك الجميلة اللطيفة مخلوق فضائي أو جاسوس شيوعي؟! إنها الثيمة الأبرز لتلك القصص.

لذا لا غرابة أن الأحداث بدأت في روسيا لا يمكن لقصة تجسس مثيرة أن تكون قصة تجسس أمريكية لو لم يكن لروسيا أو الصين حصّة من الأحداث هذا أمر معروف عالمياً.


ما الذي ينبغي عليك أن تشاهده لفهم أحداث المسلسل؟

إن عالم مارفل السينمائي مترابط متداخل كل عمل سواء كان مسلسلاً أم فيلماً يحمل ارتباطاً قوياً بالعمل الآخر، لفهم احداث مسلسل Secret invasion ينبغي عليك أن تعرف من هو نيك فيوري مما يعني مشاهدة سلسلة The Avengers كاملة ولو أردت أن تفهم من هم السكرول فينبغي عليك مشاهدة فيلم Captain Marvel الذي لم يكن أفضل ما قدمته مارفل فى الواقع.

قد يبدو لك الأمر مملاً سخيفاً لكن أفلام مارفل رغم كل الانتقادات الموجهة لها مسلية ممتعة تحمل سحراً يميزها عن غيرها والعصر الذهبي لنيك فيوري كان في مرحلة أفلام المنتقمين، المرحلة التي تطمح مارفل وبشدة كي تعود إليها.


أحداث مثيرة رغم بطء البداية

بدأت أحداث المسلسل بداية بطيئة غير المفهومة لكنها تسارعت وبقوة بعد دقائق قليلة، يبدو واضحاً أننا أمام قصة تجسس تقليدية لكن الخطر في هذه القصة قادم من الفضائيين اللاجئين وليس من دولة معادية. 

رغم صدور حلقة واحدة فقط إلا أن المسلسل يوضح أن ما خفي كان أعظم وأن الكثير من الأحداث المثيرة تنتظرنا في القادم من الحلقات خاصة أن الجميع يفتقد وجود صاموئيل جاكسون المميز لذا كانت عودته في مسلسل مستقل خبراً ساراً لمحبي عالم مارفل.


نيك فيوري يعود بعد غياب

منذ أول ظهور له بشخصية نيك فيوري استطاع صاموئيل جاكسون الاستيلاء على قلوبنا، لا يمكن أن نتخيل أي ممثل آخر في شخصية رئيس منظمة الدرع الغاضب الحانق بطريقة كوميدية مميزة سوى صاموئيل جاكسون.

كانت عودة جاكسون لشخصية فيوري في الغزو السري مميزة كالعادة لم يُفقد الزمن نيك فيوري مرحه السوداوي وهيبته الواضحة لكنه لم يكن الممثل الوحيد الذي نجح في لفت نظرنا إذ أن وجود الجميلة أوليفيا كولمان والمشهد القصير الذي جمعها بجاكسون أثبت لنا أن الممثلين الرائعين يرفعون مستوى العمل الرئيسي، وبعضهم البعض بطرق تستحق المشاهدة دائماً.

إضافة إليهما فقد نجح بين مندلسون في أداء شخصية تالوس السكرول الرافض لما يفعله شعبه والممزق بين فعل ما هو صحيح وما يرغب فيه. 

أمًا إيميليا كلارك التي أحببناها جميعاً بشخصية أم التنانين دينيريس تارغارين في مسلسل HBO الأسطوري لعبة العروش فقد كانت عودتها إلى عالم التلفاز منتظرة حقاً بعد غياب.

ويبدو أن الكاليسي لم تفقد سحرها المميز لا تزال قادرة على سحرنا بابتسامتها الطفولية المرحة التي تكسر بها حاجز القسوة المسيطر على شخصية غايا السكرول التي تمردت مع الآخرين ضد والدها شخصياً كي تبني وطناً لبني جنسها دون الاكتراث بالآخرين.

أمًا جوكر العمل وورقته الرابحة فقد كان كينجسلي بن أدير الذي ورغم قلة ظهوره في الحلقة الأولى إلا أنه نجح في تجسيد شخصية جذابة مليئة بالكاريزما هي شخصية غرافيك السكرول الذي يقود السكرول الآخرين في خطة معقدة خطيرة لإنهاء الحياة البشرية والاستيلاء على الأرض.

إن وجود طاقم عمل مميز يرفع من قيمة العمل مهما كان موضوعه أو الجدل الذي يثيره ولا ريب أن Secret invasion نجح في إثارة الجدل في أكثر من اتجاه وهذه أبرز الجدليات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي. 


زيادة المخاوف تجاه المهاجرين

ترتكز الحبكة الرئيسية للمسلسل على وجود السكرول اللاجئين إلى الأرض بعد دمار كوكبهم والذين يخططون لتحويل الأرض إلى وطن خاص بهم بعد إفناء البشرية مستغلين قدرتهم على تغيير أشكالهم بإرادتهم والاندماج في عالم البشر.

وجد كثير من النقاد هذه الفكرة مزعجة مثيرة للقلق، لربما لا تقصد مارفل أن تزيد الكراهية تجاه اللاجئين والمهاجرين لكن تقديم قصة تتعلق بتمرد الغرباء ومحاولتهم الاستيلاء على الأرض التي استضافتهم قد تُفهم بشكل خاطئ من بعض المتعصبين الذين يرون في أولئك الذين تركوا أوطانهم بحثاً عن حياة أفضل خطراً محدقاً على حياتهم الجميلة المرفهة.

وهو أمر سخيف في عالم قام على اكتشاف الأراضي الجديدة وإنشاء حضارة كاملة عليها، إن أميركا نفسها هي بلد المهاجرين الأوروبيين الذين استولوا على أراضي السكان الأصليين بالقوة، الأمر الذي يتناساه كثير من المنادين بمنع دخول المهاجرين واللاجئين.

لكن لم يكن هذا هو الجدل الأقوى الذي حمله المسلسل إذ أن ما فعلته مارفل باستخدام الذكاء الاصطناعي تسبب في هجوم عنيف طغى بأخباره على العمل نفسه. 


كيف استخدمت مارفل الذكاء الاصطناعي؟

مع بداية عرض المسلسل أعلنت "مارفل" أن افتتاحية المسلسل أو الإنترو مؤلفة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي دون أي تدخل بشري، يمكن وصف الافتتاحية بكلمات كثيرة أبرزها مقبض، غريب ومثير للأعصاب. 

يبدو واضحاً أن هذا الذي نراه أمامنا لا علاقة لبشري به إنه مجموعة من المشاهد السريالية المتداخلة؛ التي تبدو خارجة من عوالم لوحات سلفادور دالي الشهيرة، مجموعة ألوان متداخلة يغلب عليها اللون الزيتي مع بعض الرسومات لشخصيات العمل..

فيديو يوتيوب

في الواقع تحمل الافتتاحية جواً غريباً منذراً بل حتى مهدداً، وفقًا لمخرج العمل علي سليم فإن تسلسل الصور الذي يظهر ما يشبه رسومًا سريالية مائية لشخصيات العمل الرئيسية مستوحى من قدرة السكرول على إتخاذ الأشكال والتحول إلى أي شخص يرغبونه وقد نجح العمل في تقديم المطلوب منه حسب رأي سليم المعجب جداً بقدرات الذكاء الاصطناعي.

 لا تحمل الافتتاحية المولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي تحذيراً بغزو سري وخطر محدق مجهول للأرض يجب إيقافه فحسب، بل أنها تحمل تهديداً مخيفاً بالمدى الذي وصل إليه اختراق الذكاء الإصطناعي لحياتنا، لقد كان بإمكان أي مصمم غرافيك مبتدئ صنع هذه الافتتاحية.

وربما كان سيقدمها بشكل أفضل لكن يبدو أن مارفل المتعثرة منذ أعوام تريد لفت الأنظار بأي شكل واستعادة الاهتمام الإعلامي والنقدي والجماهيري لكن السحر انقلب على الساحر وطغى خبر استخدام مارفل الذكاء الإصطناعي في افتتاحية المسلسل على المسلسل نفسه. 


مارفل تواجه رفضاً عنيفاً ومخرج العمل يدافع عن افتتاحيته، رعب الذكاء الإصطناعي يعود وبقوة 

يبدو أن المستقبل المظلم الكئيب الذي حذر منه صناع "بلاك ميرور" منذ عشرة أعوام أصبح قاب قوسين، لقد كان الذكاء الإصطناعي أمراً تكنولوجياً بحتاً لكنه الآن وبين ليلة وضحاها أصبح أداة اعتيادية تستخدم في صنع الترفيه.

لم يمر استخدام مارفل ومخرج الغزو السري علي سليم للذكاء الاصطناعي مرور الكرام، بل أثار الكثير من الجدل الحاد سواء من الجمهور أو من الصحافة التي أعربت عن قلق حاد ماثل في الأذهان منذ فترة هل سيحل الذكاء الإصطناعي محلنا؟

في المقابل أعلن علي سليم مخرج العمل المتفائل أنه "لم يفهم حقًا كيف يعمل الذكاء الإصطناعي" لكنه كان مهتماً بكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بترجمة إحساس الخطر المحدق الذي يهيمن على المسلسل. 

يبدو لنا أن كل ما فعله علي سليم هو كتابة "غزو فضائي وشيك" ثم انتظار ما سيقدمه الذكاء الاصطناعي له رغم تأكيد شركة Method Studios على أنه لم يتم استبدال العنصر البشري عند صناعة هذه الافتتاحية وأن الذكاء الاصطناعي كان أداة من أدوات كثيرة تم استخدامها.

إلا أن هذا الكشف تسبب بعاصفة من الانتقادات اجتاحت منصات السوشال ميديا، خاصة بين أوساط مصممي الغرافيك والرسوم المتحركة الذين رأوا في هذا الأمر تهديدًا واضحًا لمهنتهم ذلك أن استخدام الذكاء الاصطناعي برأيهم "أمر غير أخلاقي وخطير أيضًا". 

لقد نجحت مارفل نجاحاً كبيراً في إعادة الرعب والقلق المتعلق بالذكاء الاصطناعي، هذه المخاوف كثيرة متشعبة حتى قبل اختراقه لعالم الترفيه، هناك الكثير للقلق بشأنه، حقوق النشر والملكية الفكرية وطبعاً مجال العمل الصعب أصلاً،  لا ريب أن أقل الناس سعادة بفعلة مارفل هم نقابة الكتاب الأمريكيين المضربين عن العمل منذ عدة أشهر وإليك السبب.


هل تتحول مخاوف الكتّاب إلى أمر واقع؟

شغل إضراب نقابة الكتاب الأمريكيين العالم بأسره، لقد شلت هوليوود تماماً وتأجل كثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية بسبب عدم وجود كاتب يحبك الأحداث. 

كان للكتّاب مطالب كثيرة لكن أبرز هذه المطالب كان الحد من سطوة الذكاء الاصطناعي على مجال عملهم، يبدو أن كتاب النقابة يمتلكون بصيرة نافذة إضافة إلى الخيال الواسع، فقد تنبأوا باختراق الذكاء الاصطناعي لمهنتهم قبل أشهر من حدوث هذا الأمر، إذ طالبوا الاستديوهات بالسيطرة على ولعهم بالذكاء الاصطناعي قبل أن يجدوا أنفسهم بلا عمل بسببه. 

في الواقع قام تشارلي بروكر مؤلف ومبدع مسلسل بلاك ميرور الشهير بتجربة كتابة إحدى حلقات الموسم السادس بواسطة برنامج الذكاء الاصطناعي لكن النتيجة النهائية لم تكن مرضية حسب تعبيره حيث صرح في مقابلة صحفية أن كل ما فعله تشات جي بي إس هو دمج الحلقات السابقة من بلاك ميرور وتقديمها في قالب آخر دون وجود أي فكرة جديدة أو أصلية.

لا نعلم ما قد يحمله المستقبل لنا، لكن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي مهما بلغ تطوره وتعقيده هو في النهاية آلة مجرد آلة صنعها البشر لا تمتلك خيالاً ولا قدرة إبداعية لخلق الأحداث أو كتابة سيناريو عمل فني، فمثلا لو طالبنا برنامج الذكاء الاصطناعي بكتابة رواية رومانسية كل ما سيفعله هو البحث في الروايات الرومانسية الشهيرة وتقديم خليط منها دون أي ابتكار.

ومع ذلك لا يمكننا لوم الكتاب أو مصممي الرسوم على مخاوفهم، المستقبل ليس مصنوعًا من الحجر وكل يوم يحمل لنا المزيد مما كنا نظنه خيالاً بحتاً، مَن يدري ربما بعد عشرة أعوام من الآن ستجلس لتقرأ مراجعة فنية مفصلة كتبها الذكاء الإصطناعي لعمل أنشأه الذكاء الإصطناعي من الصفر، وأين سيكون البشر؟ لا إجابة لدي على هذا السؤال..! 


بعد استخدامها للذكاء الاصطناعي، هل نالت مارفل مرادها؟

لا شك أن مارفل ترغب في أن تكون الرقم واحد في شباك التذاكر مجدداً الأمر الذي افتقدته منذ عرض فيلم The Avengers Endgame منذ ذلك الوقت ومارفل تنتقل من عثرة إلى أخرى مع بعض النجاحات البسيطة والكثير من الفشل المؤلم، يبدو أن مارفل حاولت ركوب التيار ولفت أنظار الصحافة والنقاد الذين يجدون متعتهم في توجيه النقد الشرس إلى جميع أعمالها.

هذا هو التفسير الوحيد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء افتتاحية المسلسل وربما يكون السبب هو الفضول المحض، لا نعلم حقاً، كل ما نعلمه أن السحر انقلب على الساحر وأن افتتاحية المسلسل وجدليتها طغت على المسلسل نفسه.

في الحقيقة الغزو السري مسلسل جيد مبشر لا حاجة إطلاقاً لأي تسويق أو ترويج خارج عن المألوف للفت الأنظار إليه في الواقع وجود نيك فيوري أكثر من كاف كي نتابع هذا العمل لكن يبدو أن مارفل ترغب وبشدة أن تكون السباقة في استخدام الذكاء الاصطناعي لعل هذا يعيدها تحت الأضواء، لكن ورغم جهودها الحثيثة لم يحقق المسلسل التقييمات والأرقام المتوقعة منه، طبعاً من المبكر الحكم على نجاحه من فشله لازال أمامنا خمس حلقات تعد بالكثير من المفاجآت والصدمات القوية. 


ما بين مؤيد ومعارض هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر؟

في الحلقة الأولى من مسلسل بلاك ميرور نرى أن سلمى حايك تمثل في المسلسل دون أن تمثل فيه حقاً بل كانت مجرد صورة مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي لوجهها بعدما باعت حقوق استخدامه، ورأينا كيف أنه وخلال الحلقة لم تستطع الاعتراض على مشهد تم تأديته في المسلسل، لقد خسرت حقوقها كإنسان وتحولت إلى وجه تمثيلي مجرد.

ومع التطور التكنولوجي الشاسع لم يعد هذا خيالاً محضاً إذ يبدو أننا سنتمكن من رؤية الرائع توم هانكس في أفلام متعددة حتى بعد وفاته حيث أنه لا يمانع في بيع حقوق استخدام وجهه حيث صرح في إحدى المقابلات " يمكن أن تضربني حافلة غدا وسينتهي أمري لكن أدائي يمكن أن يستمر ويستمر" 

لكن يبدو أن بطل Secret invasion صاموئيل جاكسون يخالف هانكس الرأي حيث أعلن رفضه المطلق لأي استخدام للذكاء الاصطناعي يخص وجهه، يبدو أن جاكسون يشاركنا مخاوفنا من هذا التطور التكنولوجي المرعب حيث أعلن أنه كان قلقاً من هذه الاحتمالية منذ ثلاثين عاماً على الأقل.

إن كل الاحتمالات واردة، قبل عدة عقود كان استخدام الحاسوب لإنشاء الرسوم المتحركة أمراً مستبعداً كريهاً، لكن الآن وبعد كل هذا التطور التكنولوجي والتقني أصبح الرسم اليدوي شيئاً من الماضي السحيق ومع ذلك، هذه المقارنة ظالمة وغير العادلة.

ذو صلة

ففي المثال الذي طرحناه منذ قليل بقي العامل البشري موجوداً، أمًا فرضية استيلاء الذكاء الاصطناعي على عالم الفن فتبدو مستبعدة بعض الشيء، لأن الإنسان سيبقى وحده القادر على الابتكار والإبداع ولكن ومرة أخرى لا أحد يضمن مسار المستقبل، لكن فلنأمل ألا نفقد هويتنا وقدرتنا على الخيال الغير محدود لصالح الآلات المفكرة نحن لا نرغب في جعل كوابيس الخيال العلمي أمراً واقعاً.

لكن ورغم كل هذا الجدل الخاص بالذكاء الاصطناعي ينبغي القول أن Secret invasion مسلسل جيد مسل يمكن مشاهدته للاستمتاع بأداء صاموئيل جاكسون الذي لم يفقده تقدم العمر سحره وجاذبيته الرائعين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة