من هو هنري بسمر - Henry Bessemer

هنري بسمر مخترع ورجل أعمال ومهندس انكليزي مشهور بابتكاره لعملية بسمر التي ساعدت في تسهيل صناعة الفولاذ، كما قدم العديد من الاختراعات الأخرى.

هنري بسمر المهندس والمخترع الإنكليزي المشهور الذي بشّرت مساهماته في صناعة الفولاذ بعهد جديد في صناعة الحديد والصلب. منذ عمر صغير اهتمّ هنري بإنتاج مواد جديدة، حيث لعب والده -الذي كان مخترعًا أيضًا- دورًا رئيسيًا في هذا الموضوع. بسبب الظروف المالية لعائلته اضطر إلى ترك الدراسة ولكنه تعلّم من تجاربه الخاصة بينما كان يعمل مع والده.

بموهبته الفطرية في حل المشاكل اخترع الكثير من الآلات التي لها تطبيقات عملية، ومن ضمن ابتكاراته آلة تكسير قصب السكر وآلة صناعة مسحوق البرونز والجرافيت المستخدم في أقلام الرصاص. ولكن كان عمله الرئيسي هو اختراع عملية بيسمر لصناعة الفولاذ. الفرن الذي صممه سمح للأوكسجين بالتدفق فوق الحديد المصهور وبذلك يمكن أن تتأكسد الشوائب.

لم يواجه بسمر صعوبات أبدَا، و عندما تعرّض تصميمه لمحوّل بسمر للنقد قرر انتاج الحديد بنفسه. في النهاية حصل الفرن على شهرة كبيرة وبدأ العديد من صانعي الحديد باعتماد طريقته في انتاج الفولاذ وهذا ما زاد من استخدام الحديد الخام أو الحديد الصب في أعمال البناء. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن هنري بسمر.

ولد هنري بسمر في 19 ديسمبر من عام 1813 في Charlton بإنكلترا، لوالدته إليزابيث بسمر ووالده أنثوني بسمر الذي كان سبّاك حروف طباعة محترف حيث قدم أيضًا العديد من الابتكارات.

اضطر بسمر إلى ترك دراسته بسبب الأزمة المالية وبدأ بمساعدة والده في أعماله، وأثناء ذلك تمكن من فهم علم المعادن حيث اكتسب أغلب تعليمه بشكل غير رسمي.

تزوج هنري بسمر من آن بسمر في عام 1834 واستمرَّ زواجهما حتى عام 1897، ولكنهما لم ينجبا أطفال أبدًا.

فاز المخترع المبدع بالعديد من الجوائز تكريمًا على مساهماته في العلوم. حيث حصل في عام 1879 على لقب الفارس وأُدخل اسمه في الجمعية الملكية في لندن. |رشحته الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ليكون العضو الفخري الأجنبي في عام 1895. |يعرض متحف التراث Kelham Island Industrial Heritage Museum في المملكة المتحدة واحد من أقدم تصاميمه لمحول بسمر. |سُمي شارع في هيتشن بالمملكة المتحدة باسم المخترع المشهور كما يوجد شارع آخر باسمه في روثيرهام.

لفظ المخترع المشهور أنفاسه الأخيرة في 15 مارس من عام 1898 في لندن عاصمة المملكة المتحدة.

طوّر هنري بسمر موهبته في ابتكار الأشياء بعمر صغير جدًا، حيث اخترع الطوابع المتحركة الأولى التي استخدمت في تأريخ المستندات. كما حسّن جهاز تنضيد الحروف واخترع آلة لإنتاج الجرافيت الذي يمكن استخدامه في أقلام الرصاص. كما استخدم عقله المبدع في تقديم نموذج عالي الفعالية من آلات تكسير سكر القصب.

كانت الآلة التي تصنع مسحوق البرونز هي الاختراع الذي رفع هنري إلى قمة الشهرة. وقد بدأ بتبسيط عملية الإنتاج بعد دراسة مفصلة للآلة التي أنتجت مسحوق البرونز في مدينة نورنبرغ.

تصميمه عالي المردود قدم امكانية لتقليل الكلفة العالية لصناعة مسحوق البرونز، وبذلك كان قادر على بيع منتجه بسعر أقل من متوسط سعر السوق الموجود وكسب أرباحًا ضخمة.

في عام 1848 ابتكر هذا المبدع الانكليزي طريقة مؤتمتة لمصانع الزجاج، كما وجد طريقة لإنتاج لوح زجاجي مستمر باستخدام أسطوانات. ملمس المنتج النهائي الناتج عن هذه العملية لم يكن ناعماً جدًا واحتاج إلى التلميع مما زاد من كلفة عملية الإنتاج.

بالرغم من أنَّ المشروع لم يكن قابلًا للتطبيق من الناحية المالية إلّا أنَّ هنري خلال هذا الوقت تعلّم أفكار عظيمة عن بناء الأفران، حيث ساعدته التجربة في محاولاته المستقبلية.

عندما عرف المشاكل التي نعاني منها صناعة الأسلحة وجّه بسمر انتباهه إلى علم المعادن، حيث عمل بين عامي 1850- 1855 على ابتكار طريقة فعّالة وعالية المردود لإنتاج الفولاذ.

بالاستفادة من خبرته في الأفران، صمم محول بسمر الذي تمكن من استخدامه في أكسدة الحديد المنصهر وبالتالي نزع الشوائب بهذه العملية. كان الفولاذ الناتج عالي الجودة كما أنه أدى إلى إنتاج كميات ضخمة منه.

سُميت عملية انتاج الفولاذ بعملية بسمر وحصل في عام 1855 على براءة اختراع، وبعد ذلك تعاون هنري مع عدد من أصحاب أفران صهر المعادن وأعطاهم ترخيص لإنتاج الفولاذ باستخدام طريقته.

واجه العديد من الصعوبات حيث عدّل العملية البدائية وأدخل الكثير من التغييرات ولكن ذلك جعل الممولين يفقدون ثقتهم بالعملية. بعد ذلك قرر بسمر أن يغامر بتصنيع الفولاذ بنفسه وأنشأ شركة لتصنيع الفولاذ.

تأسست شركة Henry Bessemer & Co بالتعاون مع شركة W & J Galloway & Sons وشركاء آخرين. في النهاية اكتسب المنتج شهرة في السوق وبدأ المنافسون بطلب التراخيص لاستخدام طريقة بسمر، وكسب بفضل ازدياد شهرة اختراعه أكثر من مليون جنيه من العائدات فقط.

كما قدم هذا المخترع العبقري تصميماً لسفينة مزودة بكوخ معلق ومدعوم بمحورين لمساعدة المرضى الذين يعانون من دوار البحر في البحار الهائجة. انطلقت السفينة البخارية SS Bessemer برحلتها الأولى في عام 1875 وتعرضت خلال الرحلة لأضرار أدت فيما بعد إلى بيع السفينة كخردة حيث لم يُبدي أي مستثمر استعداده لتمويل المشروع.