خمسة أسئلة لطالما أردت أن تسألها لطبيب نفسي

الاهتمام بالصحة النفسية لم يعد رفاهية، خاصة مع ازدياد الوقت الذي نقضيه على شبكات التواصل الاجتماعي، والمشاكل النفسية التي تسببها من اكتئاب وقلق، ودوامات مشاعر.

نقلنا أكثر 5 أسئلة أراد متابعوا أراجيك أن يسألوها لطبيب نفسي، ليجيبنا عنها د. محمد أبو صليح أخصائي الطب النفسي، وعلاج الإدمان.

ربما من الأفضل أن يكون السؤال هو: كيف نتعامل مع الأحداث السيئة او مع الذكريات المؤلمة في حياتنا، لا كيف ننساها، فهدف العلاج النفسي ليس نسيان الذكريات المؤلمة، ولكن أن نتعامل مع هذه الذكريات بطريقة صحية، وبالتأكيد العلاجات النفسية المتنوعه، سواء العلاج السلوك المعرفي، أو العلاج بالتعرض يساعد الانسان على تخطي مثل هذه الذكريات المؤلمة، وعلى ان يتعامل معها بطريقه صحيحة.

دائمًا أساس التعامل مع الصدمات في حياة الانسان هو تقبل وجود هذه الصدمة، وأن نرضى بأنها حدثت، ونتقبل حقيقة، أننا لا نستطيع أن نعود بالزمن للخلف كي نقوم بتغيير هذا الحدث السيء، فالاساس في العلاج النفسي هو تقبل هذه الأحداث، وليس نسيانها.

بلا شك بانه هذا واحد من أهم الاسئلة التي يتعرض لها الأطباء النفسيين، أو كل العاملين في مجال الصحه النفسية، والإجابة عليه تتمثل بأن كل انسان يجب أن يكون لديه نظام للرعاية الذاتية النفسية، بمعنى أن يساعد نفسه بنفسه سواء كان هذا النظام يتكون من ممارسه الرياضة بشكل يومي، أو ان يكون لديه دعم اجتماعي وعائلي مستمر، ووجود علاقات اجتماعية جيدة في حياته.

يجب أن يكون لديه أيضًا نوع من أنواع التفريغ العاطفي لمثل هذه المشاعر أو التجارب التي يشاركها الناس معه، سواء كان تفريغ عن طريق الكتابة، أو مشاركتها في اوراق علمية، وفي بعض الحالات الصعبة نقوم بمشاركة الزملاء، واستشارتهم.

كل هذه الطرق تساعد الطبيب النفسي والعاملين في مجال الصحه النفسيه على التعامل مع هذه الضغوط كمان لازم نتذكر بانه الطبيب النفسي هو بالاخر انسان وبالتالي يعاني مما يعاني منه الآخرون من أعراض نفسية ومن مشاكل نفسية، فاذا أحس الطبيب  بوجود أي  مشكله نفسية لديه، بإمكانه بطلب المساعدة من العاملين في هذا المجال من زملائه.

الغضب بدون سبب هو أمر وارد، وقد تكون سرعة الانفعال، أو سرعة الغضب والتأثر بمواقف الحياة هي واحدة من الدلائل على وجود بعض المشكلات النفسية، فإذا كان من السهل استفزاز الشخص، أو يتم استفزازه بسهولة هي واحدة من علامات الامراض النفسيه سواء كان الاكتئاب او كان القلق و وبعض المشاكل النفسية الاخرى.

وقد يكون لتعاطي المخدرات، أو بعض المؤثرات العقلية مساهمة بأن يصبح الانسان معرض للغضب بمحفزات بسيطة، أو اصلا بدون ما يكون في سبب واضح لمثل هذا الغضب، فنحن ننظر الى الغضب بدون سبب على انه واحد من اعراض المشاكل النفسيه وليس كمشكله نفسية.

تختلف علامات الأمراض النفسية من فرد إلى فرد، والاضطرابات النفسية بطبيعتها اضطرابات مختلفة، والأعراض فيها متنوعة وبتختلف من شخص لآخر.

ولكن، يمكن لوجود بعض الأعراض، أن يساعد الانسان على معرفة أن هذه لحظة مناسب لطلب استشارة فعلية وتفصيلية من طبيب أو أخصائي نفسي، ومن هذه الأعراض التغير في المشاعر وفي السلوك، من ناحيه الحب والكراهية، أو من ناحية المزاج من سعادة أو حزن.

ومن العوامل الأخرى تغيير السلوك، من هدوء أو عصبية، وتغييرات حيوية أخرى مثل صعوبة النوم، فإذا لاحظ الانسان تغيرًا حادًا في السلوك أو المشاعر، فقد تكون هذه إشارة بأن هذه لحظة مناسبة لطلب استشارة نفسية.

بدايه علينا أن نفرق بين الحزن والاكتئاب، فالحزن هو واحد من المشاعر الطبيعية التي يمر بها كل انسان، سواء كان هذا الحزن نتيجة لمحفز واضح، مثل فقدات شخص عزيز، أو كان بدون محفز كأن يكون في حالة مزاجية سيئة اليوم، فالحزن من المشاعر الطبيعيه التي نمر بها كبشر، وهي ليست مرضًا.

بينما الاكتئاب فهو مرض متكامل الأركان، أي أنه يأثر على كل جوانب حياة الانسان، ابتداءً من النوم، والشهية على الأكل، ومستوى الطاقة والتركيز، وهذا يؤثر على رغبة الشخص بالحياة، وقد تصل في حالات الاكتئاب الشديدة إلى أن يفكر الانسان بالانتحار وإنهاء حياته..

وعند الحديث عن مرض الاكتئاب، يجب أن نعلم بأن الاكتئاب له درجات مختلفة أيضًا، منها الاكتئاب البسيط، و المتوسط، والشديد، وكل واحد من هذول الدرجات له مآلات مختلفه وطرق علاج مختلفة، فمثلا الاكتئاب البسيط أو المتوسط، يمكن علاجه والتخلص منه بدون اللجوء للأدوية، ويمكننا القول بثقة أنه هناك علاج، ومن الممكن التخلص منهما حتى دون أدوية.

أما الاكتئاب شديد الدرجة، فهو واحد من الامراض التي تصنف على أنها أمراض مزمنة بمعنى أنه تبقى ملازمة للانسان طول فترة حياته، وقد يحتاج الى تدخل دوائي في معظم الأحيان، وهذا التدخل الدوائي يمكن أن يكون مؤقت، وممكن أن يكون مستمرًا، وأن يأخذ المريض طول فترة حياته.

بالمختصر، يمكن، الاكتئاب هو من الامراض التي يمكن الشفاء منها بشكل كامل إذا كان بالدرجات البسيطة والمتوسطة، وهو من الأمراض المزمنة التي لها علاجات تساعد الانسان على العودة إلى مستوى طبيعي في حال كان من الدرجات الشديدة.