الجيل الجديد على فيسبوك يعيد إحياء ميزة النكزة Poke

أشعل إحياء تقليد "النكزة" (Poke) مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عاد الشباب لتنشيط ميزة قد غفل عنها كثير من مستخدمي فيسبوك (Facebook). في الأسابيع الأخيرة، وجد عدد لا يُستهان به من مستخدمي فيسبوك أنفسهم متفاجئين بإشعارات "نكزة" من أصدقائهم، إذ كادوا يغفلون عن وجود هذه الميزة التي كانت في طليعة وسائل التفاعل بين الأفراد على الموقع منذ انطلاقه عام 2004، وذلك قبل ظهور ميزات الإعجاب والتعليقات، تلك الميزة التي بلغت شعبيتها ذروتها في السنوات الأولى من الألفية الجديدة، كانت تعد طريقة عفوية للتحية بين المستخدمين، وأحيانًا تتطور إلى "حروب النكز" بين الأصدقاء، لكن مع مرور الوقت تراجعت شهرتها وخف الحماس تجاهها.

مع ذلك، أعلن فيسبوك عن زيادة في الإقبال على الميزة وبلغت ثلاثة عشر ضعفاً خلال الشهر الفائت، مشيرًا إلى أن الجزء الأكبر من هذه النكزات جاء من مستخدمين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة. 

أثارت هذه العودة المفاجئة لميزة "النكزة" (Poke) الحنين والتفاعل بين المستخدمين، وشهدت زيادة في الإقبال بعد أن قامت الشركة بتحديثها بصورة غير مُعلنة الشهر الماضي، مما سهّل العثور عليها واستخدامها. وأصبح بإمكان المستخدمين الآن الوصول إلى صفحة "النكزات" عبر كتابة كلمة "نكزة" في شريط البحث، ليروا من قام بنكزهم ويحصلوا على قائمة مقترحة بأصدقاء يُمكنهم نكزهم، إضافةً إلى زر "نكز" يظهر تحت أسماء الأصدقاء في نتائج البحث.

في تصريح لأحد المتحدثين باسم ميتا عبر رسالة إلكترونية: "نحن على دراية بالتأثير الكبير لميزة 'النكزة' على الشبكة، ولكن النمو المتسارع الذي شهدناه عقب التحديثات الأخيرة كان غير متوقع". وأكد المتحدث أن الشركة لم تقم بالإعلان عن أية تحديثات خاصة بميزة 'النكزة' في ذلك الوقت.

بالنسبة للمستخدمين الذين شهدوا بدايات فيسبوك، تُعيد هذه الميزة ذكريات الأيام الأولى للموقع، حين كانت تُعتبر من الميزات الأكثر تسلية. وعلّق بعض المستخدمين الأوائل قائلين: "على الرغم من أن النكزة قد تبدو سخيفة، إلا أنها مضحكة ولطيفة كوسيلة للتواصل والحفاظ على التفاعلات المستمرة".

مما لا شك فيه أن الاهتمام المتجدد بميزة "النكزة" في فيسبوك يعبر عن رغبة المستخدمين في تجارب اجتماعية أدفأ وأكثر حميمية. قد يكون السبب في ذلك هو تعب الناس من تشابه كل التطبيقات مع نموذج تيك توك وغزو الإعلانات التجارية لكل زاوية من زواياها، مما دفعهم للبحث عن تجارب اجتماعية تمنحهم شعوراً بالقرب والتواصل المباشر وجهًا لوجه، بعيدًا عن الإحساس بأنهم مجرد مُرسلين للمحتوى.

على مدار الأعوام، وضع مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي "نكزة" فيسبوك في مقارنات مع التفاعلات البسيطة الأخرى، كالإعجاب بمنشور على إنستغرام أو إرسال إشارة في تيك توك. ومع ذلك، تظل النكزة، تلك "الحركة الصامتة الأصلية"، تحتفظ بمكانتها الفريدة، حيث تبرز بفضل الإشارة اليدوية التي تجسدها؛ فعل قد يبدو ساخرًا ولكنه يحمل في طياته الكثير من المودة والتعبير عن الاهتمام.