الذكاء الاصطناعي “يُبالغ” في الإبداع بعالم الموضة! وأسبوع الموضة في لندن سيشهد

قبل انعقاد أسبوع الموضة في لندن، يرى المتفائلون أن الأدوات الجديدة قد تفتح أبواب صناعة قد تكون نخبوية ومكلفة للدخول فيها. فتأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية، بما في ذلك عالم الموضة، مقلق بسبب احتمالية فقدان الوظائف وزوال الخيال. لكن الاحتفال بالذكرى الأربعين لأسبوع الموضة في لندن هذا الشهر سيشهد عرض مجموعات أزياء صنعت بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يُعزز التفاؤل بشأن دور التكنولوجيا في تحسين التنوع وتقصير المسافة بين مكتب التصميم وأرضية المتجر.

يرى ماثيو درينكووتر، رئيس وكالة الابتكار في كلية لندن للأزياء، أن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة مفيدة للغاية للعمليات الإبداعية وللصناعة بأكملها. يُعتقد أن هذه الأدوات ستفتح آفاقًا جديدة غير تقليدية في صناعة الأزياء للأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة سابقًا للدخول إليها، مما يجعلها أكثر شمولًا وإثارة.

تستخدم علامات تجارية معروفة مثل Heliot Emil، Zara وH&M الذكاء الاصطناعي بالفعل في إدارة سلاسل التوريد، مما يُسهم في تعزيز الاستدامة من خلال تقليل الفائض والهدر. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مساعدة عمليات التصميم، حيث يُمكن للمصممين تصور الملابس والأقمشة والأنماط المختلفة من خلال مطالبات نصية، مما يُمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة قبل بدء الإنتاج الفعلي للملابس.

توقعت شركة ماكينزي الاستشارية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضيف ما بين 150 مليار دولار إلى 275 مليار دولار إلى الأرباح التشغيلية لصناعة الموضة والقطاعات الفاخرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. ومن المتوقع أن يسهم أيضًا في التنبؤ باتجاهات الموضة المستقبلية وإنشاء تجارب افتراضية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

يعكف درينكووتر وفريقه على دراسة كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي لصناعة الموضة، مستكشفين قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصميم الملابس على مدار سنوات. "لقد قمنا بتجميع البيانات من مواقع الويب لإنشاء فساتين من أكثر من 40,000 صورة، وهو ما كان مهمة صعبة قبل أربع سنوات. الآن، نحن نفتح أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية لدينا ونبدأ في توليد الصور بسرعة فائقة"، يقول درينكووتر.

في مارس 2023، تم تنظيم تعاون بين فنان VFX، الذكاء الاصطناعي Atara، ووكالة الابتكار بكلية لندن للأزياء. يضيف درينكووتر: "عادةً ما نعرض المشاريع البحثية التي قد تكون على بُعد ثلاث إلى خمس سنوات من الوصول إلى السوق، لاستكشاف مستقبل الصناعة".

في أبريل العام الماضي، نظم استوديو الذكاء الاصطناعي التوليدي لسيريل فوار، ميزون ميتا، أول أسبوع أزياء للذكاء الاصطناعي في نيويورك، حيث شمل مسابقة للمصممين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء خطوط أزياء. الفائزون تمكنوا من تصنيع مجموعاتهم للبيع عبر الإنترنت مع بائع التجزئة Revolve. مع ارتباط الذكاء الاصطناعي بتكرار الوظائف، يرى النقاد أنه قد يقضي على الإبداع الفني، لكن فوار يعتبر أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتعزيز الإبداع ولا يجب الخوف منه.

يوافق آرتي زيغامي، الذي كان كبير مسؤولي البيانات في H&M وهو الآن مستشار كبير للذكاء الاصطناعي في BCG، على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم كقوة خيرية في الموضة. "الشفافية حول الذكاء الاصطناعي تزيل الخوف وتمنح الناس الشعور بالسيطرة. المهم هو تغيير عقلية الإنسان".

تؤكد ماري تاورز، رئيسة الذكاء الاصطناعي في TUC، على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة للعاملين في القطاع الإبداعي، مشددة على ضرورة عدم استبداله بالإبداع البشري. "نحتاج إلى قوانين جديدة لضمان استشارة وتعويض جميع العاملين في مجال الفنون، بما في ذلك الموضة، إذا تم استخدام عملهم وملكيتهم الفكرية بواسطة الذكاء الاصطناعي".