تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بفعل الاحتباس الحراري.. تحليل الأقمار الصناعية يكشف ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند وإحلال الغطاء النباتي محله

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

3 د

شهدت جرينلاند على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ذوبان ما يُقدر بـ 11 ألف ميل مربع من الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية، وهو ما يُعادل مساحة دولة ألبانيا.

ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تراجع الجليد وظهور صخور قاحلة وأراضي رطبة، مع تحذيرات من تأثيرات سلبية على البنية التحتية والمجتمعات.

لاحظ العلماء زيادة ملحوظة في الغطاء النباتي والأراضي الرطبة، مما يسهم في انبعاثات غاز الميثان ويُساهم بشكل كبير في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.

خلال الثلاثين عامًا الماضية، شهدت جرينلاند ذوبانًا للغطاء الجليدي والأنهار الجليدية يُقدر بحوالي 11 ألف ميل مربع، أو ما يعادل 28707 كيلومترات مربعة، وفقًا لتحليل شامل للسجلات التاريخية للأقمار الصناعية. وتُعادل هذه المساحة، التي فُقدت من الجليد، مساحة دولة ألبانيا تقريبًا، وتمثل حوالي 1.6% من إجمالي الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية في الجزيرة. وقد أدى هذا الذوبان إلى ظهور صخور قاحلة وأراضٍ رطبة ومناطق شجيرات حيث كان يُغطى بالجليد والثلج سابقًا.

تابع فريق من العلماء بجامعة ليدز، التغيرات في جرينلاند منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأفاد الفريق بأن الارتفاع في درجات حرارة الهواء يُسبب تراجع الجليد، مما يؤثر بدوره على درجة حرارة سطح الأرض وانبعاثات الغازات الدفيئة واستقرار المشهد الطبيعي.

وبيّنت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Scientific Reports" تحت عنوان "تغيرات الغطاء الأرضي في جميع أنحاء جرينلاند والتي سيطر عليها تضاعف الغطاء النباتي خلال ثلاثة عقود"، أن التربة الصقيعية تتعرض لـ "التدهور" نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤثر سلبًا على البنية التحتية والمباني والمجتمعات القائمة فوقها.

وأشارت النتائج أيضًا إلى أن منطقة جرينلاند، وهي جزء من القطب الشمالي وأكبر جزيرة في العالم بمساحة تقارب 836330 ميلًا مربعًا (2.1 مليون كيلومتر مربع). معظم أراضيها مغطاة بالجليد والأنهار الجليدية وهي موطن لحوالي 57000 شخص. شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة منذ السبعينيات بمعدل ضعف المعدل العالمي.

وتشير التوقعات إلى احتمالية مواجهة درجات حرارة أكثر تطرفًا في المستقبل، مما يُعزز من التغيرات الحاصلة في الغطاء الأرضي بجرينلاند.

وقال جوناثان كاريفيك، عالم الأرض في كلية البيئة بجامعة ليدز وأحد مؤلفي الدراسة: "ترتبط درجات الحرارة الأكثر دفئًا بتغيرات الغطاء الأرضي التي نشهدها في جرينلاند". وأضاف: "من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، تمكنا من إنتاج سجل مفصل للتغيرات التي تحدث في الغطاء الأرضي".

ومن جهة أخرى، على مدى العقود الثلاثة المنصرمة، زادت مساحة الأراضي التي تنمو عليها النباتات بأكثر من الضعف، مما يشير إلى "تخضير" جرينلاند مع تقلص الجليد وتعري الصخور التي تستعمرها التندرا أو الثلوج والشجيرات في نهاية المطاف. وفي الوقت نفسه، فإن المياه المنبعثة من ذوبان الجليد تعمل على تحريك الرواسب والطمي، مما يؤدي إلى تشكيل الأراضي الرطبة والمستنقعات.

كما أن فقدان الجليد يؤثر على درجات حرارة سطح الأرض من خلال عملية البياض "Albedo"، وهو مقياس لمدى انعكاس السطح.

وفي حين أن الثلج والجليد يعتبران عاكسين جيدين لطاقة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض وهذا يساعد في الحفاظ على برودة الأرض. إلا أنه مع تراجع الجليد، فإنه يكشف الصخر الذي يمتص المزيد من الطاقة الشمسية، مما يرفع درجة حرارة سطح الأرض.

وبالمثل، عندما يذوب الجليد فإنه يزيد من كمية المياه في البحيرات. يمتص الماء طاقة شمسية أكثر من الثلج، وهذا أيضًا يزيد من درجة حرارة سطح الأرض.

وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن الأراضي الرطبة في جرينلاند قد تضاعفت 4 مرات تقريبًا، وتعتبر الأراضي الرطبة مصدرًا لانبعاثات غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة.

وأشار الباحثون في ورقتهم البحثية إلى أن "توسع الغطاء النباتي وخاصة في مناطق الأراضي الرطبة يؤدي أيضًا إلى تفاقم ذوبان التربة الصقيعية وسماكة الطبقة النشطة وبالتالي زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة المخزنة سابقًا في تربة القطب الشمالي هذه".

ذو صلة

وأضاف الدكتور مايكل غرايمز، المؤلف الرئيسي للتقرير والذي أجرى البحث كجزء من رسالة الدكتوراه، "إن توسع الغطاء النباتي، الذي يحدث بالتزامن مع تراجع الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي ، يغير بشكل كبير التدفق من الرواسب والمواد المغذية إلى المياه الساحلية. وهذه التغييرات حاسمة، لا سيما بالنسبة للسكان الأصليين الذين تعتمد ممارساتهم التقليدية في صيد الكفاف على استقرار هذه النظم البيئية الحساسة".

ومن الجدير بالذكر أنه علاوة على ذلك، فإن فقدان الكتلة الجليدية في جرينلاند يسهم بشكل كبير في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، وهو ما يشكل تحديات كبيرة الآن وفي المستقبل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة