ما هي درجة الدكتوراه الأكثر انتشاراً بين اصحاب المليارديرات؟

أظهرت الدّراسات أنّ الدّكتوراه في الهندسة هي الأكثر شيوعاً بين مليارديرات الولايات المتّحدة، حيث حصل على الأقلّ تسعة منهم على هذا الدرجة العلميّة. لكن هذا لا يعني أنّ الثروة مضمونة لمن يحصل على هذه الدّرجة، فقد أثبت بعض المليارديرات العكس، وأنّهم يمكنهم بناء ثروات ضخمة في مجالات تختلف كليّاً عن تخصّصاتهم الأكاديمية.

واحد من هؤلاء هو إريك شميت، الرّئيس التنفيذي السّابق لجوجل، الذي حصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائيّة وعلوم الحاسوب من جامعة كاليفورنيا بيركلي في عام 1982. ومنذ ذلك الحين، قاد شميت جوجل كرئيس تنفيذيّ من 2001 حتّى 2011 وبنى ثروة تقدّر بـ 16.2 مليار دولار.

ومن بين الأمثلة الأخرى، مين كاو، الذي كان وراء نظام GPS في Garmin، حيث حصل على الدّكتوراه في الهندسة الكهربائيّة من جامعة تينيسي، وهنري صامويلي، الذي حصل على الدّكتوراه من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس وكان أستاذاً في المدرسة عندما شارك في تأسيس Broadcom، واحدة من أكبر شركات الرّقائق شبه الموصلات في العالم، في عام 1991.

بالإضافة إلى الهندسة، حصل 26 ملياردير آخر على درجة الدكتوراه في مجالات أخرى تتراوح من العلوم الطّبيعية مثل البيولوجيا والكيمياء إلى البحوث العملياتية والتسويق والسياسة الاجتماعية.

تضمّ قائمة المليارديرات الحاصلين على درجة الدكتوراه أيضاً ديفيد شو وديفيد سيجل اللذين اكتسبا ثرواتهما في وول ستريت مستفيدين من درجاتهما العليا في علوم الحاسوب، وهي الدرجة الثّانية الأكثر شيوعاً بين المليارديرات بعد الهندسة. بينما تأتي البيولوجيا في المرتبة الثالثة، حيث حصل ستّة مليارديرات على درجة الدّكتوراه في هذا المجال، ومن ثم الكيمياء بخمسة أشخاص على الأقل، وأخيراً الفيزياء بثلاثة أشخاص.

بعض هؤلاء المليارديرات استغلّوا معرفتهم المتّخصصة لبناء ثرواتهم، بينما وجد بعضهم الثّروة في مجالات مختلفة تماماً عن تخصّصاتهم الأكاديميّة. مثلاً بيغي تشرنغ، الّتي تحمل الدكتوراه في الهندسة الكهربائيّة من جامعة ميزوري وعملت في مجال هندسة البرمجيّات، لكنّها اكتشفت الثّروات عندما أسّست سلسلة مطاعم "Panda Express" السّريعة مع زوجها في الثّمانينيات.

وتضيف بيغي تشرنغ: "تفتح الدكتوراه الأبواب، لكنّها لا تعرف نجاحك." يعكس هذا التفكير أن مفتاح النجاح وتحقيق الثروة ليس مرتبطاً فقط بالتّحصيل العلمي العالي، بل بالقدرة على تطبيق المهارات والمعرفة المكتسبة في مجالات متنوّعة والاستفادة منها بشكل إبداعي.

وفي النّهاية، لا يعتمد النجاح وتحقيق الثّروة على الدرجة العلميّة فحسب، بل على الالتزام والتّحليل العميق واكتساب المهارات اللّازمة للنّجاح في أيّ مجال. كما يقول جيفري لوري، الملياردير الحاصل على درجة الدكتوراه في السّياسة الاجتماعيّة والمالك والرّئيس التّنفيذي لفريق فيلادلفيا إيغلز في الدّوري الوطني لكرة القدم: "لا يهمّ المجال الذي تدرسه بقدر التزامك بالتّحليل الحقيقيّ. تلك المهارات تأتي في مشاركة مهما كان المجال الذي تعمل فيه."