هل تقوم سماعات الرأس بجمع البيانات الشخصية؟ خصوصيتك في خطر

إن تداول البيانات الشخصية مقابل ميزات برمجية مفيدة ليس بالأمر الجديد، ولكن هل نحتاج حقًا إلى هذه الميزات في سماعات الرأس؟ تعد هذه واحدة من أكبر المناقشات الجارية في مجال التكنولوجيا الحالي والتي تتعلق بالخصوصية. يوجد الكثير من الأموال في تجميع البيانات، وبينما قامت شركات مثل Google بعمل جيد في إظهار كيف يمكن استخدام كل هذه البيانات للاستخدام العملي (أي المساعد)، يبدو أن الشركات الأخرى لا تبذل جهدًا قويًا في تجميع البيانات، مما يُثير القضية.

أثناء مراجعة سماعات الأذن الخاصة باللياقة البدنية "Soul Run Free Pro Bio"، التي تأتي مع تطبيق مرتبط يهدف إلى مساعدة المستخدمين على تحقيق أقصى استفادة من التقنية، لوحظت ضرورة النقر على خيار "قبول" مرات عدة. تسوّق هذه السماعات للعدائين بشكل خاص، ومن المتوقع أن توفر تعليقات بيومترية لتحسين عناصر متعددة مثل الوضعية والخطوة. نتيجة لذلك، قد يتوقع المستخدم الحاجة للموافقة على سياسات خصوصية متعددة.

لا يقتصر التطبيق على جمع المعلومات العادية مثل الطول والوزن والعمر والجنس، بل يطلب أيضًا معلومات خاصة نوعًا ما مثل طول الساق، نوع الأحذية المستخدمة، والقدم الأكثر استخدامًا سواء اليمنى أو اليسرى. على الرغم من أن هذه الطلبات قد تبدو غريبة، فإنها تبقى مرتبطة بطبيعة التطبيق الرياضي. علاوة على ذلك، فإن السماعات قد عقدت شراكة مع شركة "Beflex Inc." لتزويد المستخدمين بمعلومات متقدمة حول تمارينهم، مما يجعل استخدام التطبيق يتطلب درجة عالية من الانتباه للتفاصيل التي يتم الموافقة عليها.

يجمع التطبيق المرتبط بسماعات الأذن "Soul Run Free Pro Bio" معلومات حساسة تتعلق بالصحة مثل تعاطي الكحول، تاريخ الإصابات، وحتى تاريخ الحيض. تُعد هذه المعلومات شديدة الخصوصية، وقد لا يفضل الكثيرون مشاركتها. يثير هذا الأمر قلقاً خاصاً في حال أصبحت هذه البيانات هدفاً للهجمات الإلكترونية أو في حال طلبت السلطات الحكومية الوصول إليها، إذ قد لا تستطيع شركة Soul Electronics حماية خصوصية هذه البيانات بفعالية. هذه المخاطر تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت فوائد استخدام هذه السماعات تبرر المخاطر المرتبطة بخصوصية المستخدم.

تقوم العديد من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا الصوتية بجمع بيانات شخصية بدرجة معينة، إلا أن أياً منها لم يصل إلى مستوى التطرف الذي تظهره شركة Soul Electronics. تكتفي معظم الشركات بجمع المعلومات الأساسية مثل الاسم والعنوان.

تواجه شركة Bose، على سبيل المثال، تداعيات من جراء فضيحة جمع البيانات في عام 2017، حيث تبين أن تطبيق "Bose Connect" كان يتتبع ما يستمع إليه المستخدمون ويرسل هذه المعلومات إلى الشركة لأغراض تجارية، بطريقة تشبه تطبيق Shazam لكن لجميع الأصوات التي يتم تشغيلها عبر السماعات. كان هذا يحدث دون علم المستخدمين، مما أثار جدلاً كبيراً. على الرغم من مرور الوقت وتخفيف حدة الأزمة، لا تزال Bose توضح أنها تستمر في هذه الممارسة.

تجمع Bose معلومات متعددة حول استخدام المنتجات والتفاعل معها، بما في ذلك التاريخ والوقت الذي يقضيه المستخدم في استخدام الميزات المختلفة، بيانات الاستشعار مثل اتجاه الرأس وحركته، الضغط على الأزرار، مستويات الصوت، الإعدادات المسبقة للنظام، والبيانات البيئية كمستويات الضوضاء وترددات الأصوات المحيطة.

غالبًا ما لا يُفكر المستهلكون في جمع البيانات عند استخدام السماعات، لكن هذا الأمر شائع. كثيرًا ما يُعتبر تبادل البيانات مقبولًا عندما يحصل المستخدمون على مزايا ملموسة مقابله، مثل تحسينات في الخدمات المقدمة من تطبيقات مثل Google وتطبيقات الطقس، التي تقدم توقعات وتحديثات مفيدة بناءً على بيانات الموقع.

من ناحية أخرى، يثير جمع بيانات مثل المحتوى الذي يستمع إليه الشخص أو سجل الدورة الشهرية تساؤلات حول الفائدة التي يحصل عليها المستخدمون مقابل هذه المعلومات. غالبًا ما يُنظر إلى هذه الممارسات على أنها تجاوز للخصوصية دون تقديم مزايا ملموسة مقابلها، مما يجعلها تبدو أقرب إلى التجسس على الخصوصية بدلاً من تبادل مفيد للبيانات. من المهم للشركات التوازن بين تحسين تجربة المستخدم وحماية خصوصيتهم للحفاظ على ثقة المستهلكين.