ما بعد الضجة: مراجعة هاتف Samsung Galaxy S22، تطويرات بسيطة نحو الكمال!

باتت الاستراتيجية التي تتبعها الشركات لتطوير منتجاتها الذكية سواءً كانت هواتف أو ساعاتٍ أو أجهزةً لوحيةً معروفةً لدى أغلب متابعي عالم التكنولوجيا، إلا أن دورة تطوير المنتجات التي يتبعونها تختلف بين شركةٍ وأخرى. على سبيل المثال، تستغرق دورة تطوير أجهزة جلاكسي سنتين فقط، حيث تقدم في السنة الأولى هاتفًا جديدًا كليًا تقريبًا، وتستبدله في السنة التالية بهاتفٍ يحمل نفس التصميم لكنه أكثر صقلًا وأناقةً ويتمتع بميزاتٍ أكثر تطورًا. في الجهة المقابلة، تتبع آبل دورة تطوير مدتها 4 سنواتٍ كاملة.

وبعد تقديم سامسونج هاتف Galaxy S21 العام الماضي بتصميمٍ جديدٍ، استبدلته هذا العام بهاتف Galaxy S22 الذي وبالرغم من مشابهته لهاتف لسَلَفِه لدرجةٍ كبيرة، إلا أنه حصل على تحسيناتٍ وميزاتٍ أكثر تطورًا خصوصًا على صعيد الشاشة، الكاميرا والأداء، نستعرضها لكم في هذه المراجعة المفصّلة لهاتف Samsung Galaxy S22.

إن كان تصميم هاتف S21 قد حاز على إعجابك العام الماضي، فسيعجبك تصميم هاتف سامسونج جلاكسي S22 الجديد الذي بالكاد يمكنك تمييزه عن سلفه بعد محافظته على إطار الكاميرا المنحدر على الجانبين العُلوي والأيسر. تكشف مقارنةٌ بسيطةٌ بين هاتفي S22 و S21 أن حجم الهاتف الجديد أصغر بقليلٍ فقط (6.1 إنش مقارنةً مع 6.2 إنش) في هاتف إس 21)، وكذلك الأمر بالنسبة للهاتف الأكبر حجمًا جلاكسي S22 Plus (6.6 إنش مقارنةً مع 6.7 إنش).

بجميع الأحوال يتمتع كلا الهاتفين بجودة بناءٍ عالية وأكثر فخامةً بفضل عودة الشركة إلى استخدام التصميم الزجاجي بعد أن خفّض التصميم البلاستيكي فخامة هاتف S21. لم تكتف الشركة بالتصميم الزجاجي فقط، بل منحت جميع هواتف سلسلة اس هذا العام زجاج Gorilla Glass Victus Plus ما يجعل الهاتف أكثر صلابةً ومقاومةً للكسر.

وبالحديث عن الحماية، وإلى جانب الزجاج المُحسن، استخدمت سامسونج خليطًا معدنيًا جديدًا في الإطار الجانبي للهاتف لإضافة المزيد من الصلابة والفخامة للتصميم. يدعم الهاتف أيضًا معيار IP68 كجميع الهواتف الرائدة حاليًا، ويمنح الهاتف مقاومةً للغبار والماء على عمق 1.5 متر ولمدة نصف ساعة.

باتت سامسونج تتربع على عرش أفضل مصنعي شاشات الهواتف الذكية لفترةٍ الآن، وهي تثبت عامًا بعد عامٍ جدارتها في الحصول على هذا اللقب، مقدّمةً تقنياتٍ مبتكرةً تمنح مستخدمي هواتفها الرائدة تجربة لا مثيل لها.

قد تكون التحديثات على الشاشة هذه المرة غير ملحوظةٍ بشكلٍ مباشر، فشاشة هاتف S21 أساسًا كانت واحدةً من أفضل شاشات الهواتف الذكية العام الماضي بل وما زالت واحدةً من أفضل الشاشات الموجودة الآن.

يمكن اعتبار التحديثات الجديدة إضافاتٍ بسيطةً لجعل تجربة الاستخدام مثاليةً في جميع الظروف والأوقات، فسطوع الشاشة الآن يمكن أن يصل إلى 1300 nits في هاتف S22 و 1750 nits في هاتف S22+ و S22 Ultra، وهي أعلى درجة سطوعٍ لم يسبق أن وصلت إليها شاشة أي هاتفٍ ذكيٍّ آخر. 

تُسهّل درجة السطوع العالية استخدام الهاتف في ظروف الإضاءة النهارية، وتجعل محتوى الشاشة واضحًا جدًا حتى تحت أشعة الشمس المباشرة. ولجعل المحتوى يبدو أفضل في هذه الظروف، زودت سامسونج الشاشة بتقنية Vision Booster الجديدة والمصممة لرفع درجة تباين الألوان وإشباعها في ظروف الإضاءة العالية والمنخفضة وبشكلٍ تلقائي دون ملاحظة ما يحصل في الخلفية، لكن النتيجة هي تجربة أفضل في كلا الحالتين.

بالرغم من الشائعات التي تحدثت عن تغييرٍ مرتقبٍ في استراتيجية سامسونج، إلا أن الشركة سارت على خطا العام الماضي في طرح نسختين من هواتفها الرائدة تعمل الأولى بمعالج Qualcomm والأخرى بمعالجات Exynos التي تصنعها بنفسها.

تعمل النسخة الخاصة بالولايات المتحدة بمعالج Snapdragon 8 Gen 1، بينما تعمل النسخة الخاصة بالبلدان الأوربية بنسخة Exynos 2200. لم يكن المستخدمون مسرورين جدًا بأداء معالج Exynos في الهواتف الرائدة السابقة والتي أثبتت الاختبارات تراجع أدائها مقارنةً مع معالجات SD، وهذا ما أكدته اختبارات أداء هاتف S22 التي أظهرت تفوقًا ملحوظًا لمعالجات SD.

بالنسبة لمنصات الاختبار، سجلت النسخة التي تعمل بمعالج Exynos 2200 نقاطًا مماثلةً تقريبًا لمعالج العام الماضي Snapdragon 888 بمعدل 3534 نقطة في اختبار منصة Geekbench 5 للنوى المتعددة و1109 نقطة في اختبارات النواة الواحدة.

في الجهة المقابلة، سجلت نسخة SD 8 Gen 1 ما يقارب 3750 نقطة للنوى المتعددة و1230 نقطة في اختبار النواة الواحدة على نفس منصة الاختبار.

تزداد المنافسة احتدامًا عامًا بعد عام في قطاع الكاميرات بين كلٍّ من سامسونج وآبل وجوجل، لذا توجب على سامسونج هذا العام بذل المزيد من الجهد خصوصًا بعد الأداء القوي لكلّ من هاتفي Google Pixel 6 و iPhone 13 اللذين حصلا على مجموعة كاميراتٍ جديدةٍ بالإضافة إلى تحسيناتٍ على خوارزميات معالجة الصورة. 

ردّت سامسونج هذا العام بالمثل، فمنحت هاتف S22 كاميرا رئيسية بدقة 50 ميجا بيكسل، وأخرى ثانوية عريضة الزاوية بدقة 12 ميجا بيكسل، وثالثة مقربة 3X بدقة 10 ميجا بيكسل.

الصور الملتقطة بالكاميرا الرئيسية ليست فقط أكثر وضوحًا من صور العام الماضي الملتقطة بكاميرا 12 ميجا بيكسل، بل الأهم من ذلك تمتعها بمدى ديناميكي أوسع. تستخدم الكاميرا تقنية تجميع البيكسلات التي تعمل على دمج البيانات الضوئية القادمة من 4 بكسلاتٍ مما يضمن حساسيةً أكبر للضوء، وهذا ما ينعكس بدوره على أداء الكاميرا في ظروف الإضاءة الليلية والمنخفضة.

بالحديث عن الإضاءة المنخفضة، تلتقط الكاميرا الرئيسية صورًا ليليةً رائعةً كما كانت دائمًا، إلا أنها الآن أفضل من قبل، فألوان الصور الليلية، وتفاصيلها وحتى تعريضها يماثل في الكثير من الظروف تلك الملتقطة بكاميرا هاتف S22 ألترا.

تبلي كلا الكاميرتين المقربة وعريضة الزاوية أداءً جيدًا في التقاط صورٍ تتمتع بنفس لمسة الكاميرا الرئيسية دون ملاحظة فارقٍ واضحٍ خصوصًا في ظروف الإضاءة الجيدة.

أما بالنسبة للفيديو، تسجل الكاميرا الرئيسية فيديوهاتٍ رائعةً من حيث الألوان، التعريض، التفاصيل وحتى المدى الديناميكي بجميع الظروف وخصوصًا في ظروف الإضاءة المنخفضة. يتيح التطبيق أيضًا الكثير من الخيارات عندما يتعلق الأمر بالدقة مع إمكانية تسجيل بدقة 8K وبمعدل 24 إطار في الثانية.  

تعتبر سعة بطارية هاتف S22 البالغة 3700 مللي أمبير ساعي صغيرةً بعض الشيء في وقتنا هذا، خصوصًا إذا ما قارناها ببطارية العام الماضي البالغة 4000 مللي أمبير ساعي. في الجهة المقابلة، فسعة بطارية هاتف S22 البالغة 4500 مللي أمبير ساعي مناسبةٌ جدًا.

على الرغم من سعة البطارية الأقل هذا العام، إلا أنك يمكنك الوصول إلى نهاية اليوم دون أن تضطر لشحن هاتفك خلال النهار، لكن الأمر يعتمد على كثافة وطبيعة استخدامك للهاتف. أما بطارية هاتف S22 بلاس فتقدم أداءً أفضل مقارنةً مع شقيقه الأصغر تمامًا كما هو متوقع من بطاريةٍ بسعةٍ أكبر.

يدعم كلا الهاتفين الشحن السريع باستطاعة 25 واط إلا أن الشاحن غير مرفق ضمن الصندوق، كما يدعم الهاتف الشحن اللاسلكي باستطاعة 15 واط وأيضًا الشحن العكسي باستطاعة 4.5 واط.

طرحت سامسونج هاتف S22 للطلب المسبق مباشرةً بعد الإعلان عن الهاتف في 9 شباط/فبراير، إلا أنه لم يُطرح للبيع في الولايات المتحدة حتى 25 الشهر ذاته، كما أنه سيستغرق وقتًا أطول للوصول إلى باقي الأسواق (لن يطرح في المملكة المتحدة حتى 11 آذار/مارس). 

يأتي هاتف S22 بسعرٍ مشابهٍ للسعر الابتدائي لهاتف اس 21، حيث يمكنك الحصول على نسخة 128 جيجابايت بسعر 800 دولار، فيما تزيد نسخة 256 جيجابايت 50 دولارًا فقط. 

أما هاتف S22+ فيبدأ بسعر 1000 دولار لنسخة 128 جيجابايت، و 1050 دولارًا لنسخة 256 جيجابايت.