تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مسلسل أشغال شقة .Vs فيلم صباح الخير يا زوجتي العزيزة.. جدل الاقتباس أم تحية للسينما؟!

ash3'al shaka vs saba7 el5er zawgty arageek art
ساندي ليلى
ساندي ليلى

13 د

تعد الكوميديا أصعب أنواع الفنون تقديماً وأكثرها طلباً للتنويع والتجديد من قبل صناعها والموهبة الفطرية من قبِل الممثل في الموسم الرمضاني الحالي.

يبرز مسلسل "أشغال شقة" بقوة كعمل كوميدي من نوع مميز، إذ أنه ومنذ عرض حلقاته الأولى حقق نسب مشاهدات عالية وأصداء إيجابية قلما يحوز عمل كوميدي عليها.

لقد نجح أشغال شقة في نيل إعجاب جماهيري ونقدي كبير فقد رأى بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي أنه عمل لا يشبه أي عمل آخر بكوميديا ابتعدت تماماً عن الابتذال والإسفاف السائد منذ أعوام.

لكن العمل ورغم كل أصدائه الإيجابية أثار جدلاً وانقساماً واسعاً في الآراء، إذ أن بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي وجدوا تشابهاً بين قصة العمل الرمضاني وأحد الأفلام المصرية الأيقونية، رغم أن صناع المسلسل لم يعلنوا اقتباسه من أي عمل كان مما أثار تكهنات ونظريات بلا نهاية شغلت عالم التواصل الاجتماعي.

في الحقيقة بعض النقاد رأوا الأمر ذاته وانتشرت مطالبات ومناشدات وجهت من قبِل بعضهم لصناع العمل بتوجيه تحية للفيلم المصري الذي يرون أنه اقتبس قصته حيث أنه وبالنسبة لهم أنه ورغم اختلاف الأحداث وزمنها إلا أن الأصل واحد هو الفيلم الأيقوني الشهير، للوقوف على حقيقة الأمر.

اليوم في "أراجيك فن" نلقي نظرة مختلفة على مسلسل "أشغال شقة"؛ مستطلعين في مقالنا آراء مجموعة من نقاد الفن لنعرف وجهة نظرهم  لهذا العمل وحقيقة اقتباسه لقصة واحد من ألطف "الأفلام الكوميدية المصرية فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة.

5/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

أشغال شقة

مسلسل “أشغال شقة” يأتي في 15 حلقة، وتدور أحداثه في إطار الكوميديا، حول زوجين “حمدي عبد الرحيم/هشام ماجد” الدكتور وزوجته “ياسمين/أسماء جلال” يرزقان بتوأمين ويقرران اﻻستعانة بمديرة منزل لرعايتهما، ولكنهما يعانيان بشدة في رحلة البحث عنها.

 

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    خالد دياب

بطولة

أسماء جلال،
هشام ماجد،
شيرين،
مصطفى غريب،
سلوى محمد علي،
محمد عبد العظيم

النوع

كوميدي

متاح على

shahid_url

أشغال شقة انطلاقة كوميدية قوية! 

لا حدود للكوميديا إنها عالم شاسع واسع بحق لكن صنع عمل كوميدي مضحك يجذب الجمهور هو أمر يحتاج ذكاء في الكتابة وتفرداً من نوع خاص في الأداء التمثيلي لتحويل موقف عادي أو كلمة معتادة إلى شيء يثير ضحكات قلبية صافية عند المشاهد.

كان التجديد في الكتابة والقصة هو ما ميز مسلسل أشغال شقة الذي قدم حلقات راقية لطيفة عائلية لم تفتقد لجرعة محترمة من الكوميديا أضيف إليها وجود طاقم تمثيل يضم واحداً من أفضل ممثلي الكوميديا الحاليين هشام ماجد بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الممثلين الموهوبين الذين أتقنوا تقديم أدوارهم كأسماء جلال ومصطفى غريب، كانت قصة العمل هي البساطة بحد ذاتها.

فهي حكاية عن زوجين هما حمدي وياسمين تنقلب حياتهما عندما أنجبا طفلين توأمين مما يضيف أعباء جديدة على عاتقهما الأمر الذي يضطرهما لتوظيف شغّالة تساعدهما في المنزل ومع الأطفال لتبدأ المواقف الكوميدية المتنوعة إذ أن هذين الزوجين يمتلكان أسوأ حظ يمكن توقعه في هذا الخصوص فكل خادمة تدخل بيتهما تجلب مصيبتها الخاصة معها وتصعب حياتهما أكثر من قبل.

نال "أشغال شقة" إشادات كثيرة من قبِل المشاهدين المشتاقين إلى عمل كوميدي حقيقي وقد تجاوز هذا الإعجاب المشاهدين إلى النقاد حيث عَبر الصحفي والناقد الفني محمد عبد الخالق عن إعجابه بالعمل وحرصه الدائم على متابعته في تصريحات خاصة لـ "أراجيك فن" بقوله: " مسلسل " أشغال شقة" من المسلسلات الحريص على متابعتها".

 ويرى "عبد الخالق" أن سر نجاح العمل وقدرته أمر يعود إلى نوع الكوميديا المميز المتجدد الذي يقدمه، إضافة إلى براعة وموهبة طاقمه التمثيلي، واصفًا: " استطاع أشغال شقة من حلقاته الأولى جذب انتباه المشاهدين، بسبب تقديمه لكوميديا هادئة تميز بها هشام ماجد في أعماله، قادرة على توليد الضحك من المواقف والمفارقات، وهذا النوع من الكوميديا بعيد كل البعد عن الأداء الهزلي أو المبالغة بقصد الإضحاك، وفي الوقت ذاته يحقق هدفة بنجاح بسبب واقعية المواقف التي من الممكن أن نمر بها جميعًا أو قد نكون مررنا بها بالفعل".

 يتابع "عبد الخالق" تحليل أسباب نجاح "العمل"أشغال شقة" بقوله :" بالإضافة إلى هذا إيقاع الحلقات، وعدم الحاجة إلى المط والتطويل، بسبب اعتمادة على أكثر من قصة فرعية بالإضافة إلى اختيار ضيوف الشرف وتوظيفهم درامياً بنجاح."  

أمًا الناقدة فاطمة فتحي تحدثت لـ "أراجيك فن" الأسباب التي دفعتها لمشاهدة "العمل"أشغال شقة" في المقام الأول بقولها: " ما جعلني أحبه في البداية اسم هشام ماجد الذي كان كافياً لانتظار أي عمل كوميدي من بطولته أي قبل أن أشاهده كنت متحمسة لأنه من بطولة هشام ماجد ومن كتابة وإخراج خالد دياب وشيرين دياب حيث أنهما كانا صناع أهم مسلسل رمضان الماضي تحت الوصاية".

ووضحت "فاطمة" ما جعلها تحب العمل في بدايته واصفة: " عندما شاهدت المسلسل أحببته بالطبع بسبب موضوعه وبسبب صناعة الكوميديا من الموقف"، لكن تجربتها الإيجابية لم تستمر طويلاً، إذ أن المسلسل خيب أملها بسرعة بحسب وصفها.

وقد وضحت هذا الأمر في تصريحها لنا :" لكن ومن بعد الحلقة الأولى للأسف ضل المسلسل طريقه لأن من اسمه .أشغال شقة يمكن لنا أن نقول إن الدراما مبنية على الشكل الاجتماعي الكوميدي للزواج والأولاد وصراع الحموات"

تابعت مفسرة مكمن خيبة الأمل التي أحست بها بعد الحلقة الأولى :" لكننا جميعاً تفاجئنا أن أهم عنصر جذب هو خط العمل الخاص بالدكتور ومساعده مصطفى غريب لدرجة أنني و لحلقات كاملة كنت أنسى وجود طفلين توأم في البيت مع أن الحلقة الأولى مهدت أننا سنرى معاناة الأبوين في رعايتهم".

إن التحدي الحقيقي أمام أي عمل فني مهما كان نوعه هو الاستمرارية؛ فرغم الانطلاقة القوية والبداية المبشرة، إلا أن العمل وبالنسبة لـ "فاطمة فتحي" وعدد كبير من المشاهدين بدأ يفقد سحره الكوميدي المميز الأمر الذي جعله خيبة أمل لهم.


جدل السوشيال ميديا

رغم الإعجاب الجماهيري الكبير بـ "أشغال شقة" والحالة التي حققها في فترة قصيرة خلال 10 حلقات من أصل 15 حلقة، إلا أن أغلب رواد السوشيال ميديا رأوا في المسلسل الكثير من التشابهات مع واحد من الأفلام المصرية الأيقونية الشهيرة هو فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" وهو فيلم مصري صدر عام 1969 من بطولة صلاح ذو الفقار ونيللي ومن إخراج عبد المنعم شكري.

فقد رأى البعض أن المسلسل كان إعادة طرح للفيلم نفسه مع معالجة درامية عصرية وأحداث أكثر تنوعاً وتوسعاً فقصة الفيلم تدور في إطار كوميدي حول قصة زوجين هما حسن وسامية اللذان يعيشان حياة هادئة هنية لا يعكر صفوها سوى مضايقات والدة سامية لحسن.

لذا يقرر الزوجان الاستعانة بخادمة لمساعدتهما عوضاً عن والدة سامية فتبدأ المواقف الكوميدية مع تنوع الخدم الذين يحمل كل منهم علة تجعله وبالاً على رأس الزوجين.

وضع هذا التشابه العمل في موضع جدل وسجال بين المشاهدين؛ قسمهم فريقين متعارضين فقد وجد الفريق الأول أن التشابه شديد الوضوح لدرجة تثير الغيظ، فيما لم يجد القسم الأخر أي تشابه خاصة أن صناع "العمل"أشغال شقة" لم يعلنوا عن أي اقتباس و استنساخ.

كما أن قصة العمل الواقعية الخارجة من قلب الأسرة المصرية أعجبتهم وأثارت اهتمامهم وللوقوف على حقيقة الأمر توجهنا بالسؤال إلى الناقد محمد عبد الخالق الذي رأى أن هناك القليل من أوجه التشابه بين العملين حيث يرى أن " الفكرة واحدة، وبعض عناصر المسلسل فعلاً تم طرحها في فيلم صباح الخير يا زوجتي العزيزة".

 ويرى "عبد الخالق" أن أوجه التشابه تتركز في بعض التفاصيل المحورية حيث وضح الناقد وجهة نظره بقوله: " كلا العملين يناقش مشكلة (قديمة - حديثة) وهي كيف توفق الزوجة بين عملها ومنزلها؟ ومفارقات البحث عمن يساعدها، والمفارقات التي تقع مع عدد من الأنواع المختلفة من البشر. " 

فيما رأت فاطمة فتحي أن الاقتباس كان أوضح من الوضوح وأبدت استغرابها من عدم ذكر صناع "العمل"أشغال شقة" لهذه التفصيلة حيث قالت :" برغم وضوح فكرة الاقتباس، لا أعلم لماذا لم يذكره صناع العمل، فمسلسل كامل العدد ذكر بوضوح أنه اقتبس الفكرة من فيلم آخر "، مشددة: " المقارنة لن تكون في صالح العمل بالطبع  لو كان أقل من العمل الأصلي".

إن المقارنة شر لا بد منها في هذه الحالة؛ خاصة أن الفيلم يعد من الأفلام المحبوبة التي لا تزال نابضة بالحياة رغم مرور كل الأعوام على إصدارها؛ هذا ما رآه النقاد وقسم كبير من المشاهدين المطلعين على الفيلم، أمًا سبب عدم إعلان صناع "أشغال شقة" وجود اقتباس من أي نوع يطرح سؤالاً من نوع خاص!


أكان إقتباسًا أم تحية؟ 

إن اقتباس اي عمل فني مهما كان نوعه هو أمر يحمل في طياته قليلاً من المخاطرة خاصة لو كان العمل محبوباً أيقونياً في الحقيقة.

يعتبر اقتباس مشاهد شهيرة أو مميزة من أعمال محبوبة أمراً معتاداً للغاية في السينما العالمية أو حتى العربية ويعتبر تحية من نوع خاص موجهة من صناع العمل الجديد إلى العمل الأصلي.

بالنسبة لـ محمد عبد الخالق فإنه يرى أن :" الاقتباس ليس عيباً في ذاته، بالعكس أرى أنه تحد صعب لا ينجح فيه إلا نسبة بسيطة ولا يتقبل الجمهور النسخة الجديدة في أغلب الأحوال" ويوضح عبد الخالق الأسباب التي قد تمنع الجمهور من تقبل عمل مقتبس ضمن تصريحاته لأراجيك: " إما لضعف الطرح الجديد، أو لارتباطه بالقديم نفسياً وعاطفياً" أمًا بالنسبة لمسلسل أشغال شقة فيرى عبد الخالق أن صناعه تجاوزوا مرحلة الخطر وأن " نجاح "أشغال شقة" يحسب لصناعه." 

توافق فاطمة فتحي الرأي ذاته حول فكرة الاقتباس فعبرت عن وجهة نظرها بقولها :" لست ضد الاقتباس بالطبع على العكس أنا مع كل تيمة ناجحة أو فكرة قابلة للاقتباس مع التجديد وتطويعها للعصر الخاص بها" لكنها وعلى عكس "عبد الخالق" ترى أن المسلسل أضاع بوصلته وسحره وأنه لم ينجح في الحفاظ على جاذبيته طويلاً خاصة مع الاقتراب من النهاية.

حيث أعلنت رأيها بصراحة كاملة بقولها :" للأسف ومن خلال مشاهدتي للحلقتين التاسعة والعاشرة أرى أن المسلسل وقع في فخ الاستهتار والسخافة ذلك أن الكوميديا لا تأتي من التعامل بجدية مع أمور غير المنطقية وليست في حجمها الطبيعي نهائياً".

وتابعت موضحة وجهة نظرها الخاصة بقولها :" لقد خلقت حلقة القمل والتعامل معه حالة ملل وإفلاس حقيقي بالرغم من أن شخصيات العمل والأحداث تمتلك فرصاً كثيرة كان بالإمكان استغلالها لخلق كوميديا مبنية على أساس درامي منطقي، لكن وللأسف منذ الحلقة الثانية والمسلسل تائه ومتخبط وأصبح عبارة عن مواقف واسكتشات مبنية على الضحك لا على أساس أي دراما، والغريب في هذا كله أن الفكرة الرئيسية في المسلسل مأخوذة من فيلم قديم ومع كل هذا للأسف بقي مفلساً جداً".

 أمًا الناقد محمود عبد الشكور فقد تبنى موقفاً إيجابياً ويبدو أنه قد أحب العمل ولم ير أي مشكلة أو علة في حقيقة أنه قد يكون مقتبساً من الفيلم الشهير فعبر عن رأيه في العمل وإعجابه القوي به في منشور طويل كتبه على صفحته الخاصة في موقع "فيسبوك" قال فيه.

" سر التميّز في الحلقات التي شاهدناها حتى الآن من مسلسل "أشغال شقة"، كتابة شيرين دياب وخالد دياب وإخراج خالد دياب، ليس في الفكرة القادمة مباشرة من فيلم شهير ومعروف وظريف جدًا هو "صباح الخير يا زوجتي العزيزة"، ولكن السرّ في عدم الاستسهال، وفي ابتكار مواقف تعتمد على المفارقة، وشخصيات غريبة وطريفة، وفي البناء المدهش للمشاهد الكوميدية، وفي أداء الثنائي هشام ماجد ومصطفى غريب على وجه التحديد، مع تميز ضيوف الشرف، واختيارهم الموفق للغاية.

تابع: "كثيرون لمسوا البساطة وكتبوا عنها، ولكن هذه البساطة التي نراها معقدة و ممتنعة، وهي بالضرورة ثمرة جهد في الكتابة والتنفيذ، فلا يوجد فن مثل الكوميديا يحتاج الى الدقة وتكامل العناصر كتابة وتنفيذاً".

أضاف: "مشهد السوبر ماركت مثلاً، و الذي ظهر فيه أكرم حسني، نموذجي في شرح فكرة بناء المشهد الكوميدي بتفاصيله، والانتقال من البساطة الى التعقيد، فالفكرة الأبسط والأسهل والأقرب هي أن يعاني هشام ماجد وصديقه وزوجته من الخادمة العجوز ثقيلة السمع، واستخدام الميكروفون للمناداة عليها من أجل البحث عن "بطيخة مرمّلة" مثلاً، سيفجر الضحك بأقل جهد، ويمكن تكرار ذلك الى أن يمل المتفرج، وتبتذل الفكرة، ولكن دخول أكرم حسني عاشق البرتقال، نقل المشهد الى خيال عجيب، لأن أكرم ليس أقل غرابة من الخادمة العجوز، سواء في شغفه بالبرتقال، أو في علاقته مع زوجة يريد أن يطلقها، أي أن التكنيك هنا هو جعل العبث مضروبًا  في شخصيتين في مكان واحد، ثم تصبح عبثية هشام، كشخص ثالث، متسقة تمامًا مع الفكرة".

تابع: "سيتم تضفير حدثين معًا بسلاسة، وسيقود ذلك الى تحويل كوميديا السلوك، وكوميديا الموقف، الى كوميديا الفارص الصريح، بسقوط أكرم وهشام على أكياس الدقيق، وبينما  لن نتجاهل الشخصية الأصلية في الإضحاك، وهي الخادمة التي تعاطت الشيكولاتة، لن ننسى  أيضًا أكرم، الشخصية الدخيلة، والذي سينجح أخيرًا في تطليق زوجته".

كذلك ربط بينه وبين تاريخ السينما: "يذكرني هذا المشهد بالذات بطريقة الإخوة ماركس في تطوير المشاهد الكوميدية في أفلامهم، واكتشاف العبث في أكثر المواقف عادية، ثم تحويل العبث الى مسخرة كاملة، بمضاعفة جرعته من داخل المشهد، وليس من خارجه، مع مزج ألوان متعددة من الكوميديا في الموقف الواحد، وأظن أن من كتب هذا المشهد بالذات درس طرق الإضحاك عند أساتذة الضحك في السينما العالمية، أو على الأقل فهمها وتأثر بها".

 اختتم: "هذا تخمين بالتأكيد، ولكنني أردت فقط التدليل على فكرة "عدم الاستسهال"، والتعامل بمنتهى الجدية والانضباط مع كتابة وتنفيذ المشاهد الكوميدية، مع التأسيس الجيد للشخصيات، وتحديد المفارقة والتناقض المطلوب، وهما أساس البناء كله، وبالمناسبة فإن شيرين وخالد دياب هما أيضًا مؤلفا مسلسل "تحت الوصاية" في العام الماضي، وهو عمل نموذجي في تحليل بناء الشخصية التراجدية.

دروس التميز ببساطة هي:

(1) مهم أن تعرف "ماذا تقول؟" ولكن الأهم أن تعرف "كيف تقول؟"

(2) الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، ولكن الأصعب هو العثور على معالجات وشخصيات ومواقف مبتكرة 

(3) "لايوجد فن يحتاج الى يقظة كاملة مثل كتابة الكوميديا"، وهي مقولة شارلي شابلن العظيم، و الصالحة لكل عصر وأوان.

ملحوظة أخيرة: كنت أتمنى توجيه ولو كلمة تحية في التترات لصنّاع فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة"، أصحاب الفكرة القديمة عن أزمة الشغالات، ومكتشفي إمكانيات المفارقة المدهشة، بأننا قد نعاني ممن يساعدوننا في حل مشاكلنا، أكثر بكثير مما نعاني من مشاكلنا نفسها".

لقد أثار أشغال شقة جدلاً حقيقياً طال نقاد الفن أنفسهم، لم يعجب المسلسل كل من شاهده ومن المستحيل أن يفعل  فلكل امرئ ذائقته الفنية ورأيه الفريد الخاص به الذي يختلف بشكل كامل عن غيره أحياناً، استطاع أشغال شقة أن يحقق حالة فريدة من نوعها.

وكان كوميديا حقيقية خارجة من قلب كل بيت إلى قلب كل بيت بدون أي وجود للتلميحات الجنسية أو الابتذال الممل أو الأفيهات التي لم تتطور منذ عهد النجم الكبير فؤاد المهندس، بالنسبة لبعض المشاهدين كان المسلسل محبطاً سمجاً تعثر عقب بداية قوية.

أما بالنسبة لبعضهم الأخر امتلك أشغال شقة القدرة على إضحاكهم بسهولة حقيقية بسلسلة لا تنتهي من المواقف الكوميدية العفوية التي يضاف إليها أداء تمثيلي رائع من قبِل كافة أبطال العمل الأساسيين وضيوف الشرف المميزين، واستطاع أن يترك بصمات كوميدية مميزة بحق من منا ينسى الأرنب محسن أو أم صابرينا الثرثارة أو حتى تيتا صفية العجوز الصماء لقد خلق هذا العمل حالة خاصة مميزة هذا العام وأعاد الكوميديا إلى سكتها الصحيحة مثبتاً أن الضحك ليس بحاجة إلى مبالغات وصراخ وبهرجات. 

لقد نجح أشغال شقة في أن يتحول إلى حالة جدل لا تنتهي بين المشاهدين وحتى في الأوساط النقدية كان هناك اختلاف حقيقي وتباين في الأراء. منذ بداية الموسم الرمضاني هذا العام وحتى اليوم مع قرب انتهائه، إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كما يقال وأحياناً تكون حالة الجدل وانقسام الآراء دليلاً على تميز العمل واختلافه.

لكن ما اتفق عليه النقاد كان حقيقة أن هناك تشابهاً واضحاً مع فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" الأيقوني الكوميدي خاصة من ناحية القصة موافقين على أن ما رآه رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن ضرباً من الخيال بالضبط، لكن ورغم هذا يظل "أشغال شقة" عملاً مسلياً ممتعاً.

ذو صلة

يمكنك أن تحبه وتستمتع به بشغف ويمكنك أيضاً أن تراه نسخة أقل جودة من فيلم أيقوني رائع لكن وفي النهاية أشغال شقة كان ممتعاً وغاية الأعمال التلفزيونية هو المتعة ولا شيء أفضل من المتعة في عالم مظلم كالذي نعيش فيه!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة