“مسلسل صلة رحم يدق ناقوس الخطر”.. النجمة يسرا اللوزي تتحدث عن الكواليس لأراجيك فن

تألقت النجمة يسرا اللوزي خلال النصف الأول من ماراثون دراما رمضان 2024، بمشاركتها القوية ببطولة مسلسل "صلة رحم"، مقدمة وفريق العمل أداء استثنائي لقضية شائكة شهيرة عالميًا ولكنها جديدة على المجتمعات العربية.

"ليلى/يسرا اللوزي" الزوجة التي تنتظر طفلها في رحاب بيت زوجها "حسام/إياد نصار" لكن القدر يحول دون تحقيق حلمهما مما يضطرهما للجوء إلى فكرة تأجير الأرحام ما بين حالة القبول العام والرفض.

ارتبط الجمهور بيسرا اللوزي خلال ثلاث مراحل مختلفين؛ الأولى كطبيبة نفسية في العيادة، والثانية المرأة المحبة، والثالثة كليلى الصديقة، مرورًا بدخولها في مرحلة الإجهاض، إلا أن المسلسل اتكأ على المفهوم الإنساني بدرجة أكبر من الوعظ والإرشاد بحسب وصف يسرا اللوزي.

تقول "يسرا" في حوارها الصحفي لـ "أراجيك فن": "تامر نادي مخرج مسلسل صلة رحم كذلك محمد هشام عبيه المؤلف، صنعوا دراما تثير أسئلة حول التجربة ذاتها أو الجوانب المرتبطة بها بعيدًا عن تبني الفكرة ذاتها، فهو عمل فني بالأساس يحمل وجهات نظر الأبطال وليس توجيهيًا لا يلقن دروس".

تشير إلى أن الجانب "الإنساني" للشخصيات من خير وشر يتضح من خلال عدة مشاهد في مسلسل "صلة رحم"، على سبيل المثال مشهد استشارة "حسام" للداعية الإسلامي خالد الجندي في الحلقة الثالثة حول رأي الدين في تأجير الأرحام، إلا أنه لم يقتنع واستكمل مساره باحثًا عن رحم للإيجار.

أمًا إطلالتها المميزة بعيدًا عن وضع مستحضرات التجميل وكيفية تعبيرها عن التركيبة النفسية الصعبة لـ "ليلى" شكلاً ووجدانيًا، توضح يسرا اللوزي أنها جمعها والمخرج عدة نقاشات حول تأثيرها في الأحداث وضرورة إثارة تعاطف الجمهور حولها منذ ظهورها بمشاهد الحلقة الأولى من مسلسل "صلة رحم".

كذلك حرصت يسرا اللوزي على ظهورها خلال الأحداث بتسريحة شعر غير المرتبة، مع ترك شحوب وإجهاد البشرة، واصفة: "تعمدت السهر أحيانًا في بعض الأيام حتى يظهر هالات سوداء تحت العين، لتضفي واقعية على مظهر ليلى"، قوة التشخيص ذاته الذي جعلها متأثرة بالشخصية لعدة أيام حتى بعد انتهاء التصوير.

مشاهد الحادث والمستشفى وضعت يسرا اللوزي تحت ضغط وتحديات كثيرة أثناء التصوير، إلا أنه الأصعب بحسب وصفها كان "البكاء المكتوم" في مشهد "صلة رحم" الذي تفوهت به: "عايزة أموت"، مشيرة إلى أنه كان مرهقًا جسديًا.

أمًا المشهد الأكثر صعوبة نفسيًا هو المشهد الذي تطلق عليه يسرا اللوزي "العشاء الأخير"، إذ تمت خلاله مواجهة بدون انفعال على الشاشة أو صراخ عالي مع زوجها، حيث عَبر كل واحد عن دوافعه الشخصية.

نرشح لك: إياد نصار: مهووس بفكرة “القرار”.. وهذا يجذبني لمسلسل صلة رحم برمضان 2024

مسلسل "صلة رحم" تصدر تريند السوشيال ميديا، مع انطلاق حلقته الأولى وظل محافظًا على ذلك ضمن ماراثون دراما رمضان طوال أيام عرضه خلال 15 يومًا متتالييًا، وبسؤالها عن قدر الجدل والأطروحات تؤكد يسرا اللوزي فضيلته.

وتوضح أنها سمعت عن فكرة "تأجير الأرحام" سابقًا من إحدى مشاهد مسلسل  Friends الشهير، والذي كان يستعرض طلب البطل من شقيقته ضمن الأحداث الكوميدية أن تحمل في أبنائه لتنجب بعد ذلك 3 أطفال مرة واحدة.

تضيف أنها تسمع عن أناس حقيقين يتجهون لهذه الفكرة بالفعل بأمريكا، لكن مسلسل "صلة رحم" جعلها تدرك خلفيته العلمية والدينية لأول مرة خلال التصوير وأجواء التحضير والكواليس.

تلفت يسرا اللوزي إلى أنها لم تقلق من إثارة الجدل والأراء حول "صلة رحم"، بل خصوصية الفكرة جذبتها أكثر للمسلسل، وضرورة التعرف إلى أبعاده في مجتمعاتنا العربية كذلك توابعه كما هو متعارف عليه عالميًا، مشيرة إلى أن سيناريو العمل كله أشرف عليه الطبيب النفسي نبيل القط.

في السياق ذاته، توضح يسرا اللوزي أنها استعانت بصديقتها طبيبة أطفال تعمل في الطوارئ لاكتساب خبرة تؤهلها لإدارة أداءها مع معاناة الأم التي تضطر للإجهاض، بالإضافة إلى طبيبة نفسية أخرى لتدرك كيفية تقديم "ليلى" كطبيبة نفسية بطريقة صحيحة ضمن الأحداث.

وتصف: "حرصت على ضبط أداء الطبيبة النفسية سواء في الأسلوب أو المظهر بالمكياج، كان ضروريًا للغاية لتجسيده بمصداقية لا تسئ للدكاترة قولاً أو فعلاً، فضلاً عن استشارتها في حالة وقوع الطبيب النفسي بفخ الإدمان مع أعراضه وانسحابه رغم إدراكه السابق بخطورته".

نرشح لك: مسلسل صلة رحم يتصدر تريند دراما رمضان 2024.. هل يستحق المشاهدة؟ 

كذلك طرحت الحلقة الأخيرة من مسلسل "صلة رحم" التساؤلات حول المشاهدين، ما بين فرضية وجود جزء جديد، وأحقية تربية الطفل ما بين السيدتين اللتان تقف أمامه في حيرة، بعد وفاة رجل المغامرة الدكتور "حسام/إياد نصار" في مشهد فني اعتمد على الصورة كلغة فصيحة أبلغ من الكلمات.

وبسؤالها عن رأيها بهذه النهاية المفتوحة وتعاطفها، تجيب يسرا اللوزي بإنها متعاطفة مع مشاعر "ليلى" و"حنان/أسماء أبو اليزيد"، إلا أن أمومتها كيسرا اللوزي تدفعها للانحياز تجاه الأم التي حملت بعدما استأجرت رحمها، وهذا لا يعني نفي علاقة "ليلى" بالطفل خاصة أنه يحمل "بويضة" منها أي "حتة منها بالنهاية".

تضيف واصفة: "لكن حنان ارتبطت بالطفل فعليًا بشعورها بوجعه من قبل أن يولد"، مشيرة إلى أن المخرج والمؤلف تناقشا حول نهاية البطل إلى أن وصلوا لمصيره الصائب، كذلك تعاطفت مع أنانية ونرجسية "حسام" في مشاهده مع "جيهان/ ريام كفارنة” والتي لا يدركها لكنه مصابًا بها، ومن هذه النقطة بالتحديد يبرز تعدد الطبقات النفسية للشخصية الدرامية والتي تظهر ذكاء كتابة النص وجودة تفاصيله.   

نرشح لك: ما صعوبات مسلسل صلة رحم مع إياد نصار؟.. الفنانة السورية ريام كفارنة تجيب