مسلسل الصديقات (القطط) رمضان 2024.. هل يبتعد عن “كليشيه” القضايا النسائية بالدراما؟
5 د
مسلسل الصديقات (القطط) في موسم دراما رمضان 2024، ليس أول عمل درامي سوري يتناول قضايا النساء، وهمومن، ومعاناتهن، وأحلامهن، حيث أن عالم المرأة بأسراره وخباياه، كان دومًا مادة غنية للكاتبات والكتاب في سورية، يمكن البناء عليها. والتوغل في تفاصيل قصصهن الشيقة، والتعمق في روح حواء، ومكنوناتها الداخلية.
والرهان على تلك الأعمال يكسب في الغالب، فالجمهور تغريه الدراما التي تعتمد في بطولتها على وجوهٍ نسائيةٍ عدة -شكلًا ومضمونًا- لأنها نصف المجتمع، وعالمها يجب اكتشافه والتطرق إليه. أضف إلى ذلك هو منفذ آخر للتنوع الدرامي، الشاشة ملأى بالأعمال الذكورية التي تستعرض قوة وأهمية آدم في الحياة، ولنصفه الآخر حق، وحصة، في عالم الدراما التلفزيونية.
مسلسلات سوريّة عديدة حققت نجاحًا باهرًا، وما زال السوريون يستذكرونها، وصفحات السوشال ميديا تتداولها بكثرة. بعضًا منها تحدث عن المرأة بأسلوب إنساني عميق، مثل مسلسل "جلسات نسائية" (أمل حنا/ المثنى صبح)، والذي لامس قصص نساءه بسلاسة ودفءٍ لا يقاوم.
و"قلم حمرة" (يم مشهدي/ حاتم علي) تكلم عن مخاوف الأنثى وتخبطها في ظل الحرب السائدة في البلاد.
وهناك أعمال اقتربت من مشكلات النساء الشابات اليومية، واستعرضتها بشكل لايت، مثل مسلسل "صبايا" (رنا الحريري/ ناجي طعمي)، العمل الذي استعرض حياة الصبايا بشكل لطيف محبب، ولكن استمرار العمل على مدار 6 مواسم جعله غارقًا بالسطحية.
بالطبع لأن هذا النوع من الأعمال وعلى الرغم من شعبيتها، تصنف تجارية بحتة، لتطلبها ممثلات جميلات، أنيقات.. وألوان وديكورات مبهرة، أي عناصر تسحر العين، بغض النظر عن المحتوى.
"الصديقات" للمخرج "محمد زهير رجب" يتناول المرأة التي تخطت الأربعين، حيث يروي حكايات خمس صديقات ظروفهن جعلتهن راقصات في إحدى ملاهي دمشق.
وفي أدوار الراقصات نشاهد "سوزان نجم الدين"، و"صفاء سلطان"، و"إمارات رزق"، و"ديمة الجندي"، و"نظلي الرواس". والعرابة القديرة" صباح الجزائري".
لكن اليوم نتساءل في "أراجيك فن".. هل يقترب الصديقات (القطط) في قصصه من مثيلاته؟
الصديقات (القطط)
مسلسل الصديقات (القطط) سوري اجتماعي، إذ تدور الأحداث حول حكاية معاصرة في حبكة لا تخلو من عوامل التشويق، بمشاركة عدد كبير من نجمات الدراما السورية.
عرض المزيد
مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.
إنتاج
2024
إخراج
محمد زهير رجب
بطولة
النوع
الصديقات ومشروع جديد
بعد غياب، وانشغال كل واحدة من الصديقات في حياتها الخاصة، تحديدًا بعد اعتزالهن الرقص، وبيع والدتها زمان الكازينو نتيجة عوز وقعت به، تقرر عبير "سوزان نجم الدين" لم شمل" القطط" بنات الفرقة الاستعراضية، وفي بالها مشروع جديد يجمع الكل، وهو فتح صالون تجميل على مستوى عالمي.
لكن الفكرة لا تغري "سلمى" (ديمة الجندي) إحدى الصديقات، لأن هذا العمل لا يتناسب مع ارتدائها الحجاب، والتزامها الديني، كون التجميل وتغيير حلقة الله "حرام".
الحلقات العشر الأولى (حتى وقت كتابة المقال) توضح طبيعة كل شخصية من السيدات، والحال التي آلت إليها بعد تخليها عن ماضيها، ومهنة الرقص في الملهى الليلي، بالتأكيد هناك أمور وأحداث ستكشف تباعًا في قادم الأيام.
عبير الآن هي سيدة مجتمع وأعمال، تتكئ على علاقاتها في تسيير أمورها، وحل كل مصيبة تواجهها، وتشكل قوة لصديقاتها المستضعفات مثل "هنادي" (إمارات رزق) التي طلقها زوجها مع معرفة زوجته الأولى بزواجه السري، وفي الحلقة العاشرة نعلم بعلاقتها المتوترة مع والدها ومحاولته قتلها، والذي تلتقي به صدفة في أحد المطاعم ويبدو أنه فقد عقله.
يا ترى كيف ستستمر هذه الصداقة بينهن، وما الأسرار التي يمكن أن تظهر؟
هل يقصدون ذلك؟
لا يعد نص مسلسل "الصديقات" الذي كتبه "أحمد السيد" و"جودت بيك"، من أقوى نصوص موسم دراما رمضان، ولا يقترب حتى، ولكن العمل لا بأس به. وخطوط النساء الخمس إلى الآن ليست في ذات السوية والأهمية، الحلقات القادمة لا بد لها من جعل الحكاية تتشعب أكثر في تفاصيلها، خصوصًا أن خط "ليالي" (ناظلي الرواس) لم يتم التعمق به كثيرًا، سوى أنها المالكة الجديدة للكازينو.
التشويق غائب تمامًا عن أغلب حلقات المسلسل، والإخراج لم يسعف النص المتواضع، ولم يرفع من سويته (لغاية الحلقة العاشرة)، فجاءت بعض المشاهد ضعيفة إخراجيًا، أيضًا في إدارة الممثل فيها.
صرح على لسان المشرفين على العمل، ونجومه، أنه يوجد سخاء في الإنتاج من قبِل شركة "قبنض"، وهذا الذي لم نلاحظه، وتحديدًا من خلال اللغة التصويرية، هل كانوا يقصدون ذلك في أزياء البطلات!
يمكن الجزم بأن مسلسل الصديقات استند على أسماء نجماته في التسويق له، والحديث عنه، وبالتالي تحقيق مشاهدات جيدة. وأدائهن كان عكاز النص لإيصال الحوار بسلاسة ولطف، وليس العكس. ربما مفاجأة العمل كانت الممثلة "رنا شميس" في شخصية "فطوم"، حيث قدمت أداءً ممتعًا ومميزًا، ومشاهدها توضح جهدها المبذول في الاشتغال على الدور، والتدرب على الفنون القتالية، من أجل شخصيتها المشاكسة، والتي لا تشبه أنوثة بنات جيلها.
الملاهي الليلية
حياة الليل والراقصات ومقاصف السهر، قديمة العهد مع الدراما السورية، التي قدمت نصوصًا متنوعة تطرح قضايا تلك الفتيات اللاتي امتهن هذه المصلحة لاهثين وراء لقمة العيش، نتيجة الحاجة وما اختبروه من ظلم وقهر في الحياة.
واليوم مع الصديقات نطالع عملًا مختلفًا عنهن، حيث يخبرنا حكاية راقصات معتزلات، والرقص وأجواءه ليس ركيزة العمل، بل جزء منه، وممثلاته تظهرن في هذه المشاهدة من خلال "الفلاش باك".
فإحدى الشخصيات وهي "ليلى" (رنا ريشة) اتخذته مهنة لها (مدربة رقص)، لأن والدتها عبير راقصة متقاعدة، وأمها بالطبع مثلها الأعلى. وهذه الحالة -التوارث الفني- لم تقدم كثيرًا.
في رمضان 2024 تحضر الملاهي الليلية أيضًا في مسلسل "ولاد بديعة" (يامن الحجلي وعلي وجيه/ رشا شربتجي)، حيث نراقب إبداع النجمة "سلافة معمار" ضمن شخصية "سكر"، والتي دفعها حبها للمال نتيجة الفقر المدقع وافتقادها للأمان العمل كراقصة، واستثمار الكازينو تباعًا، مشاهد الكابريه هنا معدة بطريقة أجمل من الصديقات، وكذلك بصريًا.
ولكن تتشاركن في نفس المشكلة، وهي المرحلة العمرية الأصغر التي كانوا فيها، ولكن تبقى السلافة أكثر إقناعًا، ولو أن مشاهد القطط قليلة.
في رمضان 2012 حضرت النجمة "أمل عرفة" ضمن مسلسلها "رفة عين" (أمل عرفة /المثنى صبح) والتي يكون فيها الرقص، جزءًا من مشوارها في أحداث العمل، فالظروف تجبر هدية دخول الكار لإنقاذ أخيها "مهدي" (عبد المنعم عمايري) من السجن.
لليوم وبعد 12 عامًا مازال مشهدها مع الممثلة "سوسن ميخائيل (نانا الرقاصة) منتشرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت الأخيرة تعلم الأولى قواعد الرقص، وكيفية تمايل خصرها على الخشبة (لازم تحسي خصرك برغي وفلتان)!
بعض المشاهدين يعتبرون أن هذه النوعية من الأدوار لا تتناسب والشهر الفضيل وتتعارض مع تعالميه.. ما رأيك بذلك عزيزي القارئ؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
